وبهذا الخصوص يحدثنا عبر الحوار التالي الشيخ قدير اقاراس رئيس جمعية علماء أهل البيت (ع) في تركيا، ورئيس مؤسسة الكوثر وفروعها في العالم عن عمل هذه المؤسسات وبرامجها وفاعليتها وتأثيرها في تلك المجتمعات.
ـــ نبتدأ حديثنا من حيث تواصلكم مع العتبات المقدسة في كربلاء من أجل التعاون فما آفاق هذا التعاون؟
ــ العتبات في كربلاء مصدر إلهام روحي مهم جدا. لذلك يمكننا التحرك مع إخوتنا الذين يعملون في مرقد الإمام الحسين عليه السلام في العديد من المجالات، يمكن إيصال تاريخ أهل البيت بشكل صحيح، خاصة الأحداث التي جرت في كربلاء المقدسة ، إلى تركيا ومن خلالها إلى أوروبا وأذربيجان والدول الأخرى. في هذا السياق، يأتي المجال الثقافي في المقدمة؛ أي الكتب، والمقالات، والمؤتمرات، وتنظيم المناسبات. هذا هو المجال الأول. أما المجال الثاني فهو الإعلام. حيث يمكن نقل ما يحدث الآن في العراق إلى تركيا بشكل صحيح، والاستفادة من إمكانيات الإذاعات هناك، سواءً من الناحية التقنية أو من ناحية إنتاج البرامج في النجف، وكربلاء، والمناطق الأخرى. وقد أجريت المناقشات اللازمة لذلك، ونأمل بإذن الله أن نفتح مكتبا في كربلاء قريبا ونبدأ البث من هناك. أيضا، و تم تزويدنا بالمواد الإعلامية التي أعدها مختصون من كوادر العتبة العباسية في العراق حيث يمكننا ترجمتها ودبلجتها وإعدادها لتُبث على قنواتنا التلفزيونية التركية. وطوال العام، هناك قوافل زوار من تركيا تتبرك بزيارة المراقد المقدسة في العراق، وخاصة في الأربعين وعلى الصعيد الإنساني، ووفقاً لتوجيهات المرجعية، يمكننا أن نتحرك بشكل مشترك في قضايا تخص لبنان، واليمن، وفلسطين، وتنسيق مساعداتنا معاً. نحن أتباع للمرجعية، وكمجتمع شيعي نحن تحت توجيهاتها، ونعرف جميعاً الدور الذي تلعبه اليوم في العراق.. يمكننا توسيع أنشطتنا في الكثير من المجالات.
ــ ماذا عن اهتمام مؤسسة الكوثر التي تنتشر افرعها في دول أخرى بتغطية الفعاليات والمناسبات الدينية؟ وما طبيعة هذه التغطية؟
ــ لدينا برامج على قناة “أون فور” (14 TV) تتعلق بجميع المناسبات التي تخص أهل البيت، لدينا برامج خاصة في مناسبات محددة، حيث أن “أون فور” بالكامل مكرسة لنشر معرفة أهل البيت. وفي مركزنا، هناك مسجد تُقام فيه مؤتمرات ومراسم، مثل مراسم إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع)، ومراسم شهر محرم، و مراسم شهر رمضان التي تقام يومياً. كل هذه الفعاليات تتم تحت إشراف مؤسسة الكوثر في إسطنبول أو في المركز، وفي فروع المؤسسة في جميع المدن التركية، وكذلك في أوروبا مثل ألمانيا، بلجيكا، النمسا، فرنسا، وسويسرا، حيث توجد مراكز تنظم الفعاليات الدينية . كما أن لقناة “أون فور” مكاتب في أذربيجان وجورجيا، وتقام برامج يشارك فيها علماء من أذربيجان، ونعرضها من هنا في تركيا، وكذلك الحال في جورجيا وأوروبا. جميع المناسبات المتعلقة بأهل البيت، سواء كانت ولادات أو شهادات، لدينا فيها مراسم خاصة، وتكون هذه البرامج أكثر كثافة خصوصاً خلال محرم ورمضان.
هل تحظى أنشطة المؤسسة وبرامجها الممتدة حول العالم بتفاعل مجتمعات تللك البلدان؟
ــ مجالات أنشطتنا تتركز غالباً في المناطق التي يتواجد فيها المسلمون. هناك ميل شديد جداً تجاه الإسلام وحب أهل البيت. سواء في أوروبا، أذربيجان، جورجيا، أو في تركيا نفسها، جمهورنا بشكل كبير من أهل السنة. لدينا علاقات جيدة جداً مع أهل السنة لتعريفهم واطلاعهم على معارف أهل البيت، وقد كان هناك تأثير كبير لكل من كتبنا التي نشرناها والمراسم التي قمنا بها.
ــ بوصفكم رئيس لمؤسسة عالمية كيف تواجهون حملات التشويه والتعتيم المنظمة ضد الإسلام والمسلمين؟
ــ كما تعلمون، حالياً هناك دعاية في العديد من مناطق العالم، خاصة من قبل الصهاينة والإمبرياليين، تهدف إلى تشويه صورة الإسلام. ففي الدول الغربية، يسعون لإظهار الإسلام بصورة سيئة، عبر استخدام تنظيمات إرهابية مثل داعش كذريعة، ليقولوا ‘انظروا، هؤلاء هم المسلمين’، في محاولة لتشويه وجه الإسلام. لكن من جهة أخرى، عندما نبرز الوجه المحب للحرية والمقاوم للظلم، والمعتمد على الرحمة الإلهية، نجد دائماً قبولاً كبيراً من الناس حول العالم. وفي هذا السياق، كلما تحدثنا عن البنية الفلسفية، العرفانية، والأخلاقية لمذهب أهل البيت، تزداد توجهات الناس تجاه هذا المذهب. ويسعى الصهاينة في البلدان الإسلامية إلى تشويه صورة الشيعة، عبر اتهامات باطلة، تثير النعرات الطائفية، بغرض إظهار الشيعة بصورة سيئة. لكن تأثير الثورة الإسلامية في إيران، وتطور الحوزات العلمية في العراق بعد سقوط صدام، والمواقف الحاضنة للمجتمع في بعض الفتاوى، قد أسقطت هذه الدعايات. ونحن كعلماء أهل البيت في تركيا نحاول إظهار المنهج الصحيح و الجميل لأهل البيت، فكل جوانب أهل البيت جميلة. وعندما تُعرض هذه المعارف، نجد أن أهل السنة في تركيا يتوجهون أيضاً نحو أهل البيت، وتتحطم تلك الدعايات المشوهة.
ــ مشروع الاسلاموفوبيا ما دوافعه وكيف نكافحه؟
ــ الإسلاموفوبيا مشروع غربي لمنع تحول الغرب إلى الإسلام. ومن ثم فإن الإسلاموفوبيا، مشروع لتخويف الناس من المسلمين، يتم إبطاله من خلال وحدة المسلمين وتعاونهم ودعمهم لشعوب العالم. وعلى الرغم من أن الغرب يحاول تشجيع الإسلاموفوبيا، إلا أننا نرى اليوم، وأعلم هذا من خلال زياراتي المتكررة لعدة دول أوروبية بما في ذلك ألمانيا، أن هناك اهتماماً كبيراً بالإسلام في تلك المناطق. لذلك، مشروع الإسلاموفوبيا الآن قد فشل. وهذا الأمر تأثر أيضاً بمواقف محور غزة في فلسطين، ولبنان، حيث نشهد توجهاً كبيراً نحو الإسلام.
ــ هل من رسالة تود توجيهها عبر الوكالة؟
ــ أسأل الله تعالى أن يديم الحوزات العلمية، وعلى رأسها المرجعية الدينية العليا، التي بفضل مواقفها المعتدلة، العادلة، المحبة، والرحيمة قد أسهمت في القضاء على الإسلاموفوبيا ، ووضعت الأمور في نصابها.
*وكالة كربلاء الدولية
انتهى
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-11-13 05:16:00
الكاتب:Sabokrohh
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي