حمص-سانا
شكل الفن عبر التاريخ جسراً للتواصل الحضاري بين الشعوب، والفن السوري من عمارة ومهن وفكر ولغة كان وما يزال حاضراً في كل مناحي الحياة الاسبانية، هذا ما ركز عليه الباحث في الآثار والسياحة “جميل القيم” في محاضرة استضافها المركز الثقافي في حمص بعنوان “رحلة الفن من الشام إلى الأندلس”.
وأوضح القيم في محاضرته التي تأتي ضمن نشاطات جمعية العاديات التاريخية الثقافية في حمص أن بلاد الشام أو ما كان يعرف بحضارة بلاد الرافدين أو قلب العالم القديم كانت مطمعاً دائماً للغزاة بفضل ما احتضنته من آثار لحضارات متقادمة من آرامية وسريانية وسلوقية ورومانية وأموية والتي تركت فيها مجتمعة طرازاً معمارياً وإرثاً ثقافياً وفكرياً وفلسفياً وتراثاً صدرته سورية للعالم.
ولفت إلى أن الاندلس كانت الحاضنة الكبرى للفن السوري خلال الفتوحات الإسلامية وهو ما يظهر جلياً في العمارة، حيث تتواءم مساجد قرطبة وإشبيليا الأندلسية مع الجامع الأموي بدمشق في التصاميم والمآذن واللوحات الفسيفسائية والقبب والقناطر والأقواس وغيرها، كما تشهد الزخارف النحتية التي تجسد أوراق الكرمة الشامية وتناوب اللونين الأبيض والأسود، وهو ما يعرف بالفن الأبلق في مختلف الصروح الإسبانية، شاهداً على أثر الفن السوري في الحضارة الأندلسية.
وأشار القيم إلى أن الفن السوري لم يقتصر وجوده في العمارة الأندلسية وإنما برز في مختلف مناحي الحياة الاسبانية والتي لاتزال موجودة حتى يومنا، ونلمس هذا الفن في الطعام واللباس والنقود والمهن، حيث انتشرت الصناعات السورية في مدن الأندلس كطليطلة التي اشتهرت بصناعة السيف الدمشقي والحرير الدمشقي الداماسكو.
وكما كانت الشام مهداً للكتابة العربية فإن المدن الأندلسية استمدت منها أصول الخط العربي، ولم تتوقف عند ذلك، بل أخذت كثيراً من المفردات العربية التي ماتزال حاضرة حتى الآن في اللغة الاسبانية ليبقى الفن السوري في إسبانيا منارة تشع حضارة عبر التاريخ.
حضر المحاضرة أعضاء جمعية العاديات وجمهور من المثقفين والمهتمين.
والقيم باحث في الآثار وشارك في العديد من الندوات حول تدمر.
حنان سويد
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
المصدر
الكاتب:malek
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-12 21:45:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي