رد الحزب سيكون غير نمطي وليس على شاكلة الردود السابقة..الكلمة الآن للميدان

رد الحزب سيكون غير نمطي وليس على شاكلة الردود السابقة..الكلمة الآن للميدان

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يشاهد العدو خطاب سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بكل دقة، ويحللون كل كلمة وكل حركة يقوم بها سماحته، ليقرأوا ويحددوا على اساسه كيف سيتعاملون مع الانكسار والهزيمة التي تلاحقهم في غزة وعلى مستوى جبهات الإسناد الأخرى.

والان وكما ذكر سماحته فإن” اسرائيل” كل “اسرائيل” تقف على “رجل وربع” سيما ان خطاب سماحته الاخير كان فيه “مساحة غموض تركها السيد للعدو ليزداد قلقه وضبابية فهمه للوضع وللموقف”.

حول خطاب سماحة السيد حسن نصر الله الأخير، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً مع سيادة العميد الركن، حسن جوني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

يقول إعلام العدو؛ تعليقًا على خطاب الأمين العام لحزب الله، ان السيد حسن نصرالله “يُعدّ المحلل الأفضل في ‎الشرق الأوسط للشؤون “الإسرائيلية”، وعلى ما يبدو يعرفنا جيداً” وان عيون نصف مليار شخص شاخصة إليه لكي يشرح لهم الواقع. ماذا يعني ذلك بالنسبة للجمهور “الاسرائيلي” وهل ترى فعلا ان هؤلاء ينتظرون السيد لتحديد بوصلة الاحداث في المنطقة؟

العدو الإسرائيلي يتابع وينتظر دائما خطابات الامين العام لحزب الله ليحاول ان يفهم من خلال ما يأتي على ذكره السيد من خلال المصطلحات التي يستعملها والرسائل التي يوجهها، يحاول ان يحلل الخطاب بطبيعة الحال، وهو يحلل انطلاقا من نقطتين:
النقطة الاولى: ان السيد شخص صادق مع جمهوره، وصادق في كلامه وهذا يعرفه العدو وخبره تماما، وبات بحكم المؤكد لديه صدقية ما يقوله السيد حسن.
النقطة الثانية: هو طبعا لا يأخذ كلامه بعفويته، يحاول ان يفهم من خلاله لانه لا يجب ان يتوقع بأن السيد حسن سيفشي اسرار من خلال خطابه بالنسبة للعدو، لكن يحاول ان يستنتج امرا ما مما يذكره السيد في محتوى خطابه.

بالمقابل السيد نصر الله عندما يتحدث ويعرف ان ثمة من يتابع خطابه بدقة وبتحليل، فهو ايضا يوجه الرسائل بطريقة مبطنة، ويترك دائما السيد حسن وهذا امر بات واضحا مساحة غموض في كلامه ليجعل العدو من خلاله حائرا في فهم ما يريد السيد الحديث عنه، ويجعله قلقا من خلال بعض الاشارات والمصطلحات التي يستخدمها وهذا بات واضحا في خطابه، كالخطاب الاخير عندما تحدث مثلا عن اغتيال القائد فؤاد شكر قال اننا خرجنا من معركة الاسناد ودخلنا في معركة مفتوحة، ومن ناحية اخرى قال ان ردنا سيكون مدروسا جدا، وضع العدو امام غموص معين، بأن شكل المعركة قد تتغير، معركة الاسناد انتهت وبتنا امام معركة مفتوحة، وهنا يفهم من هذا الكلام ان احتمالات كبيرة واردة، ومن ناحية اخرى ذكر ان الرد سيكون مدروسا جدا، ايضا هذا يشير الى دقة الرد ومحدوديته كعمل عسكري، اذن هذه مساحة غموض تركها السيد للعدو ليزداد قلقه وضبابية فهمه للوضع وللموقف.

تحدّث السيد نصرالله في خطابه الاخير مع الجمهور “الإسرائيلي”، ومع الجمهور المحلي، أيضاً، إذ أنّ جزءاً كبيراً من خطابه كان موجهاً إلى داخل ‎لبنان.. فلماذا استفاض السيد بشرح ابعاد الحرب الراهنة والنتائج المترتبة عليها؟ وما هي الرسالة التي اراد ايصالها للداخل اللبناني؟

هنا تبرز قدرة السيد حسن نصر الله على تقديم محتوى في خطابه يستطيع ان يحقق امرين الى حد ما متناقضين، الامر الاول انه يجعل العدو الاسرائيلي قلقا من خلال تحليله لمحتوى الخطاب وبنفس الوقت يطمئن قاعدته ومؤيديه وبيئته على قدرة المقاومة سيما في سياق الردع، هذا امر يمكن استنتاجه من خلال خطاب السيد دائما، هو يوازن بين امرين بين جعل الصورة والموقف معقد بالنسبة للعدو ويترك مساحات من الشك والقلق، وبنفس الوقت يرفع معنويات البيئة والمؤيدين والانصار ويجعلهم يطمأنون على قدرة المقاومة على الردع، هذا حقيقة ما يخرج من خطاب السيد عندما ينتهي، من ناحية العدو والصديق.
توسع السيد في شرح ابعاد هذه المعركة وأفقها واهدافه الاستراتيجية على مستوى المنطقة، خطابه تضمن نوعا من التعبئة وشرح مبررات هذه المعركة لأنها باتت معركة مكلفة وموجعة الى حد ما للجمهور للبيئة المقاومة، ورأى انه من الضروري ان يتم شرح الاهداف النبيلة المقدسة لهذه المعركة ومخاطر عدم ربحها او خوضها على المصير، كان الهدف من هذه الناحية اعادة تعبئة جماهير المقاومة بضرورة هذه المعركة وضرورة خوضها وضرورة الانتصار فيها نظرا لأهميتها في مصير الامة ومصير الشعب في لبنان والدولة في لبنان التي ستكون عرضة لتهديدات العدو فيما لو تمكن من الانتصار على حماس، خاصة من ناحية الاطماع التاريخية من العدو تجاه لينان، هذه البيئة بيئة المقاومة والداعمة لها في لبنان والتي تعاني الان من تداعيات هذه الحرب والتي باتت تدفع ثمنا باهظا في الارواح والممتلكات والوضع المعنوي والنفسي، فوجد السيد حسن انه من الضروري اعادة التذكير بطريقة عميقة بشكل دقيق وعميق بضرورة هذه المعركة وجدوى خوضها والانتصار فيها.

السيد نصر الله اعاد التأكيد على ان الرد قادم لا محالة ملمحا الى مواصفاته وتأثيره، ولكن في المقابل تحدث عن الوساطات التي تحاول اقناع الحزب بغير ذلك، فهل ترون ان هذه الوساطات ما زالت قائمة ؟ او ان الحزب قد اغلق الباب وبات رهانه على الايام والليالي والميدان كما قال سماحة السيد؟

الرد كما اكد السيد بات حتميا لم يعد ممكنا ان تمر العملية دون رد، الرد بات التزاما حتميا والتزانا كما ذكر، ولكن يبقى الحديث عن طبيعة هذا الرد، الوساطات تدخلت طبعا وهناك مساعي دولية كبيرة، مساعي تقوم من اجل ضبط ايقاع هذا الرد او ربما صرف النظر عنه مقابل تحقيق مكاسب معينة، طبعا يؤكد هنا الامين العام انه لا بد من الرد الحتمي ولكن شخصيا اعتقد بالاستنتاج ونتيجة الظروف السياسية التي نعيشها في الاقليم والعالم وفي سياق تطور الاحداث، اعتقد هذا الرد سيأتي ضمن محددين :
الحد الادنى انه سيكون رد غير نمطي وغير تقليدي ليس على شاكلة الردود السابقة التي حصلت.

والحد الاعلى او السقف الاعلى لهذا الرد في الداخل والخارج، لن يعطي نتنياهو المبرر امام الداخل والخارج بأن يخوض حرب كبرى، لان حزب الله لا يريد ان يدخل في حرب وهو اساس سقف تدخله في هذه المعركة هو اشغال واسناد داعم لحرب غزة وليس الدخول في حرب شاملة، علما انه أكد انه جاهز لها في حال حصلت.

سيادة العميد كونكم من المدرسة الحربية كيف تقرأوون اختيار القائد السنوار بديلا عن الشهيد القائد هنية، ومن المعروف بأن السنوار هو من يقود عسكريا الحرب ضد العدو بكل تفاصيلها لدرجة ان اعلام العدو اعتبر ان تعيينه رئيسا لحماس بالكارثة والصدمة؟ هل هذا يعني ان حماس اختارت ان يكون الكلام للميدان؟

يمكن القول ان اختيار السنوار رئيسا لحركة حماس اتى نتيجة عدة اعتبارات وليس فقط في اطار توجيه رسالة للعدو الاسرائيلي، ولكن الاهم طبعا هي الرسالة التي ارادت حماس توجيهها للعدو الاسرائيلي بأن القائد الميداني للحركة الذي يقاتل هو الذي سيكون رئيسا للحركة، وبالتالي ان عنوان رئاسة الحركة التي تخلف الشهيد هنية هو عنوان ميداني وعنوان قتالي، وفي ذلك رد ربما على طبيعة التسوية التي كانت مطروحة في الفترة الاخيرة، طبعا هذا الامر اتى مفاجئا للعدو الاسرائيلي ولكن هو يعتبر ان السنوار ارهابيا وهو اساسا اعتقد انه يضعه على رأس لائحة اهدافه، السنوار على رأس حركة حماس الان هو القائد الميداني والسياسي فيها، لهذا الامر تداعيات في الميدان، سننتظر ونرى إلامَ ستؤول اليه الاوضاع، اعتقد ان الكلمة الان للميدان اكثر منها للمفاوضات والتسويات.

/انتهى/

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.mehrnews.com
بتاريخ:2024-08-10 20:37:10
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version