-لا يمكن وصف ما قام به حزب الله، الا بالاجراء “الكارثي” بالنسبة الى الكيان الاسرائيلي، فنحن أمام إنجاز غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي مع هذا الكيان، فلم يواجه هذا الكيان مثل هذا المستجد طوال تاريخه المشؤوم في مقابل اي طرف عربي. بعد ان اصبحت اهم مراكزه، منها مبنى قيادة وحدة الغواصات، ومراكب وسفينة ساعر 4.5 المخصصة للدعم اللوجستي، والميناء البحري، والقاعدة العسكرية الجوية، وخزانات النفط، ومنشآت البتروكيميائية، ومجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل، الذي يشكل عصب الصناعات العسكرية للاحتلال، ولاقتصاده الذي يمده بالتجهيزات غالية الثمن، ومجمعا سكنيا كبيرا، ومجمعات تجارية، في مرمى صواريخ حزب الله الدقيقة ومسيراته الانقضاضية.
-يرى اغلب المحللين السياسيين، ان ماقام به حزب الله لا يندرج في سياق الحرب الميدانية، بل في سياق الحرب على الوعي، فقد رد الحزب على تهديدات نتنياهو وقادة حربه، باجتياح جنوب لبنان، ورد الصاع صاعين، واثبت في عملية “الهدهد”، ومن دون ان يطلق رصاصة واحدة، ان “جيش الاحتلال” لم يقهر فحسب بل هُزم ايضا. فمصدر كبير من قوة الكيان، وهي قوة القتل والدمار والعدوان، كانت ومازالت مصدرها حيفا، التي حولها الكيان الى اهم مركز لصناعته العسكرية، بل حتى تتواجد فيها ، وفق بعض التقارير اسلحة نووية، مصدر القوة هذه باتت اليوم تحت رحمة صواريخ ومسيرات حزب الله في حال تجرأ المأزوم نتنياهو ونفذ تهديداته.
-اللافت ان إعلان حزب الله ، جاء تحت عنوان “الحلقة الأولى”، وهو ما يعني ان ما خفي كان اعظم، فهناك حلقات ستتوالى، عن المزيد من الانجازات الكبرى لحزب الله، والتي ستشكف عن المزيد من الاهداف، في اماكن اخرى من فلسطين المحتلة، الامر الذي سيهز المؤسسات العسكرية والامنية في الكيان، التي باتت تعاني من اخفاقات استراتيجية قاتلة، امام قدرات حزب الله، الذي الغى التفوق الاستخباراتي وقبله الميداني، للكيان الاسرائيلي، وعوضا ان يردع الكيان حزب الله، بات الحزب هو الذي يردع الكيان، ويجعله يفكر الف مرة من ان يقدم على اي اجراء عسكري ضد لبنان.
-المراقبون ربطوا بين توقيت نشر حزب الله لفيديو الهدهد، وبين زيارة المبعوث الامريكي آموس هوكستين إلى بيروت، واصفين التوقيت بانه ليس صدفة، فالحزب رد وبشكل مباشر ودون اي واسطة على هوكستين، الذي جاء الى بيروت، يحذر اللبنانيين، من انه في حال لم يتم وقف التصعيد بين حزب الله و”اسرائيل” فان الاخيرة قد تنفذ تهديدها باجتياح جنوب لبنان، فكان رد حزب الله: نحن جاهزون ايضا، وهذه هي اهدافنا التي سنجعلها قاعا صفاصفا، في حال اقدم الكيان على اي حماقة، فاذا برسالة حزب الله اتصل الى واشنطن قبل ان تصل الى تل ابيب، الغارقة في سبات عميق.
-رسائل “هدهد” حزب الله عديدة ولا يمكن قرأتها مرة واحدة في هذه السطور، الا ابرز تلك الرسائل، هي ان “اسرائيل”، لم تعد الجانب الذي يردع ولا يُردع، ويعتدي ولا يُرد عليه، ويخترق ولا يُخترق، والذي يبدا الحروب وينهيها ويفرض الشروط، وبذلك انتهت اسطورة “التفوق الاسرائيلي” والى الابد، وبات هذا الكيان عالة على امريكا وداعميه الغربيين، الذين ذاقوا ذرعا باخفاقاته، وباتوا يأتون الى المنطقة بكامل عتادهم للدفاع عنه، حتى تحولوا الى اهداف لصواريخ ومسيرات المقاومة، التي اصبحت الرقم الاصعب في المنطقة، الذي لا يمكن لاي قوة في العالم ان تتجاوزه.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-06-19 17:06:55
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي