روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابرا للقارات باتجاه مدينة دنيبرو الأوكرانية في أول استخدام قتالي مسجل

ضربة صاروخية غير نووية تصعد الصراع وسط التوترات بشأن الأسلحة بعيدة المدى.

موقع الدفاع العربي 21 نوفمبر 2024: أطلقت روسيا صاروخا باليستيا عابرا للقارات (ICBM) باتجاه مدينة دنيبرو الأوكرانية اليوم، في أول استخدام قتالي لمثل هذا السلاح في التاريخ العسكري.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية الضربة، مشيرة إلى أن الصاروخ تسبب في أضرار بمؤسسة صناعية ومركز لإعادة التأهيل، مما أدى إلى اشتعال الحرائق.

تم إطلاق الصاروخ، الذي تم تحديده على أنه غير نووي، من منطقة أستراخان الروسية. وأشار المسؤولون الأوكرانيون إلى أن هذا التطور يصعد بشكل كبير من الصراع، الذي دخل الآن شهره الثالث والثلاثين.

كانت مدينة دنيبرو، الواقعة في وسط شرق أوكرانيا، هدفًا للضربة، والتي أفادت التقارير أنها ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية. وتكهنت وسائل الإعلام الروسية بأن الصاروخ المستخدم ربما كان من طراز RS-26 Rubezh، وهو سلاح قادر على حمل رؤوس حربية نووية وتقليدية. ويوصف صاروخ RS-26 بأنه صاروخ فرط صوتي يتجاوز مداه 5500 كيلومتر، مما يجعل اعتراضه أمرًا صعبًا للغاية.

ويأتي هذا النشر غير المسبوق للصاروخ في أعقاب استخدام أوكرانيا مؤخرا لأسلحة بعيدة المدى زودتها بها دول غربية، بما في ذلك صواريخ “أتاكمز” (ATACMS) الأميركية الصنع وصواريخ “ستورم شادو” (Storm Shadow) البريطانية الفرنسية، لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية. وكان الكرملين قد حذر في وقت سابق من أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تكون لها إجراءات انتقامية.

الردود الروسية والأوكرانية

ظلت موسكو صامتة بشأن استخدام الصاروخ الباليستي العابر للقارات. وأرجأ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسئلة المتعلقة بنشر الصاروخ إلى السلطات العسكرية. وزعمت وزارة الدفاع الروسية، في تحديثها اليومي، أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخين من طراز “ستورم شادو” (Storm Shadow) وستة صواريخ من طراز “هيمارس” (HIMARS) و67 طائرة بدون طيار أطلقتها أوكرانيا.

تتزامن الضربة الصاروخية مع التحديث الأخير الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للعقيدة النووية للبلاد. ففي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن أن العدوان من الدول غير النووية المدعومة بالقوى النووية سيُنظر إليه على أنه تهديد مباشر لسيادة روسيا.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية أيضًا أنه إلى جانب الصاروخ الباليستي العابر للقارات، أطلقت روسيا صاروخًا فرط صوتي من طراز “كينجال” (Kinzhal) وسبعة صواريخ كروز من طراز Kh-101، حيث اعترضت الدفاعات الأوكرانية معظمها.

أثار استخدام صاروخ باليستي عابر للقارات في صراع نشط حالة من الفزع بين المراقبين الدوليين. ووصف أندريه باكليتسكي من معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح الحادث بأنه “غير مسبوق”، مشيرا إلى أن مثل هذه الأسلحة مخصصة عادة للردع الاستراتيجي بسبب تكلفتها ودقتها. وقال باكليتسكي في منشور على موقع إكس: “إذا كان هذا صحيحا، فسيكون هذا غير مسبوق تماما وأول استخدام عسكري فعلي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وليس من المنطقي أن يحدث هذا نظرا لسعرها ودقتها”.

RS-26 Rubizh

وأفادت تقارير بأن الصاروخ الباليستي الروسي العابر للقارات RS-26 Rubizh يمكنه الوصول إلى كييف في غضون 8-10 دقائق، وفقًا لما قاله إيغور رومانينكو، نائب رئيس القوات المسلحة الأوكرانية السابق. وأشار رومانينكو إلى أنه في حين أن الصاروخ غير نووي، إلا أنه أقوى بكثير من الصواريخ الباليستية التقليدية، مما يشكل تحديات لأنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت وSAMP-T.

وأكد الخبير العسكري إيفان كريتشيفسكي على الحاجة إلى أنظمة مثل “ثاد” (THAAD) لمواجهة التهديدات متوسطة المدى مثل RS-26، والتي تتجاوز قدرات باتريوت المصممة للصواريخ قصيرة المدى.

RS-26 هو نسخة محسنة من صاروخ RS-24 Yars، يتميز برؤوس حربية موجهة مصممة للتهرب من الدفاعات الصاروخية. بمدى يصل إلى 6000 كيلومتر، يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 1.2 طن، أي ما يعادل ثلاثة صواريخ “إسكندر-إم” (Iskander-M). تم اختباره لأول مرة في عام 2011، وتم إزالته من برنامج الأسلحة الروسي في عام 2018 ولكن قد يتم إعادة النظر فيه الآن من أجل نشره.

ما هي الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBMs؟

الصاروخ الباليستي العابر للقارات هو سلاح استراتيجي بعيد المدى مصمم لإيصال رؤوس حربية نووية. يتم إطلاقه إلى الفضاء ويطلق رأسًا حربيًا يعود إلى الغلاف الجوي لضرب الأهداف. ووفقًا لمركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار، يبلغ مدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات 5500 كيلومتر (3400 ميل) على الأقل ويمكن أن يمتد حتى 9000 كيلومتر، مع إصدارات مختلفة تقدم استهدافًا دقيقًا.

يتم تصنيف الصواريخ الباليستية العابرة للقارات حسب المدى: قصير (<1000 كيلومتر)، متوسط ​​(1000-3000 كيلومتر)، متوسط ​​(3000-5000 كيلومتر)، وطويل (>5000 كيلومتر). يمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية، ويتم دفعها في البداية بواسطة الصواريخ، وتتبع مسارًا تصاعديًا غير مزود بمحركات قبل النزول إلى أهدافها. يمكن إطلاق هذه الصواريخ من صوامع أو مركبات متحركة وتستخدم الوقود الصلب أو السائل. إن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب أسرع في الإطلاق، مما يجعلها أكثر خطورة. وقد أطلق الاتحاد السوفييتي أول صاروخ باليستي عابر للقارات في عام 1957، ثم تبعته الولايات المتحدة في عام 1959.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-11-21 15:16:00

Exit mobile version