في الآونة الأخيرة، شهد المعرض الجوي الدولي المصري 2024 ظهورًا نادرًا للشركات المصنعة الروسية لاستعراض أسلحتها. والجدير بالذكر أنه تم عرض نسخة التصدير سو-57إي (Su-57E) في المعرض، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا بالنسبة لروسيا.
في أفريقيا، تعد الجزائر ومصر من المشترين المحتملين الرئيسيين لطائرة سو-57 المقاتلة الروسية. الجزائر، على وجه الخصوص، تصدرت عناوين الأخبار بتوقيعها عقدًا لشراء 14 مقاتلة سو-57 مقابل ما يقرب من 2 مليار دولار، وكان من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2025.
وتلعب الديناميكيات الإقليمية المتطورة دورًا مهمًا هنا. خذ الجزائر على سبيل المثال. بعد أن حصلت المغرب على مقاتلات إف-16 المتقدمة من الولايات المتحدة، شعرت الجزائر بالحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الخاصة. حاليًا، يأتي حوالي 67٪ من المعدات العسكرية الجزائرية من روسيا.
وفي الوقت نفسه، أبدت مصر أيضًا اهتمامًا بطائرة سو-57. كانت هناك مناقشات بشأن استحواذها المحتمل، على الرغم من عدم توقيع أي عقود حتى الآن. القوات الجوية المصرية في طور تحديث أسطولها، وإضافة قدرات متقدمة مثل سو-57 يمكن أن تعزز فعاليتها التشغيلية بشكل كبير.
الشركات المصنعة الروسية، وخاصة شركة روسوبورون إكسبورت، متفائلة بشأن آفاق سوق سو-57 في إفريقيا. وذكر ألكسندر ميخيف، المدير العام لشركة روسوبورون إكسبورت، أن المشاورات الجارية مع الشركاء الاستراتيجيين في مناطق مختلفة، بما في ذلك إفريقيا، يمكن أن تؤدي إلى توريد سو-57 وربما حتى الإنتاج المشترك.
وتعتزم هذه الدول بناء قدراتها في تصنيع الدفاع محليًا. وهذا لا يعني تجميع الطائرة فحسب، بل أيضًا إنشاء إنتاج محلي للمكونات وتسهيل نقل التكنولوجيا. ويشكل هذا النهج جزءًا من استراتيجية روسيا الأوسع لتعزيز العلاقات العسكرية والتعاون الدفاعي في أفريقيا، مما يشير إلى جهدها الكبير لزيادة نفوذها في المنطقة.
وبعيدًا عن الاهتمام من جانب الدول الأفريقية، تُظهِر العديد من الدول خارج القارة أيضًا اهتمامًا قويًا بشراء طائرة سو-57 المقاتلة.
وتستكشف الهند، وهي شريك دفاعي طويل الأمد لروسيا، بنشاط شراء طائرة سو-57 لتحديث قواتها الجوية. وتشمل هذه المناقشات التعاون المحتمل في التطوير المشترك ونقل التكنولوجيا، وهو ما يتماشى مع الهدف الاستراتيجي للهند المتمثل في تعزيز قدراتها الإنتاجية الدفاعية.
بالإضافة إلى ذلك، تبحث دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وإندونيسيا بنشاط في الحصول على طائرة سو-57 لتعزيز دفاعاتها وسط التوترات الأمنية الإقليمية.
اهتمام فيتنام بطائرة سو-57 المقاتلة يهدف لترقية قدراتها القتالية الجوية. وخاصة في عام 2024، كانت فيتنام في محادثات مع مسؤولين روس بشأن الشراء المحتمل لطائرة سو-57. وقد حدث ذلك خلال معارض دفاعية مختلفة واجتماعات ثنائية، مما يسلط الضوء على العلاقة الدفاعية المتنامية بين فيتنام وروسيا.
على سبيل المثال، خلال معرض ماكس الجوي 2024 في جوكوفسكي، روسيا، استكشف وفد الدفاع الفيتنامي فرص التعاون العسكري، بما في ذلك طائرة سو-57. في هذه المحادثات، أبدى المسؤولون الفيتناميون اهتمامًا كبيرًا ليس فقط بشراء الطائرة ولكن أيضًا باستكشاف الإنتاج المشترك أو نقل التكنولوجيا.
ولفتت طائرة سو-57 انتباه فيتنام لعدة أسباب مقنعة. فهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس تشتهر بقدراتها المتقدمة، مثل القدرة الفائقة على المناورة، والاشتباك بعيد المدى، والتهرب من الاكتشاف. وهذه الميزات جذابة بشكل خاص لفيتنام، التي تواجه تهديدات محتملة في مجالها الجوي والمناطق البحرية من القوى المجاورة.
وعلاوة على ذلك، تهدف فيتنام إلى تنويع مصادر مشترياتها الدفاعية إلى ما هو أبعد من الموردين التقليديين. وتقدم طائرة سو-57 فرصة استراتيجية لرفع قدراتها التشغيلية مع تعزيز علاقاتها الدفاعية مع روسيا، المورد الرئيسي التاريخي للمعدات العسكرية للبلاد.
الاهتمام المتزايد من دول مثل الهند ومصر والجزائر وفيتنام بالحصول على طائرة “سو-57” المقاتلة يؤكد على عدة نقاط مهمة:
1. البحث عن التكنولوجيا المتقدمة: طائرة “سو-57” هي طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، وتتمتع بقدرات تخفٍّ عالية وتقنيات متطورة في مجال الإلكترونيات وأنظمة الأسلحة. هذا الاهتمام يعكس رغبة هذه الدول في تعزيز قواتها الجوية بتقنيات حديثة لمواكبة التغيرات في مسرح العمليات العسكرية.
2. التنوع في مصادر التسليح: العديد من الدول تسعى لتنوع مصادر أسلحتها وتجنب الاعتماد الكامل على مزود واحد. “سو-57” تمثل بديلاً روسياً لتلك الدول التي تبحث عن تنويع ترسانتها الجوية.
3. تحسين الردع العسكري: امتلاك طائرة مقاتلة متطورة مثل “سو-57” يزيد من قوة الردع لدى هذه الدول في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.
4. التنافس الجيوسياسي: اهتمام هذه الدول بالطائرة قد يكون جزءًا من سعيها لتطوير علاقات عسكرية أقوى مع روسيا، وهو ما يعكس التغيرات الجيوسياسية والتوجه نحو تنويع العلاقات الاستراتيجية بعيدًا عن القوى التقليدية مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
5. التوازن الإقليمي: امتلاك دول مثل الهند ومصر والجزائر وفيتنام لمقاتلات متطورة يعزز من مكانتها العسكرية على المستوى الإقليمي، ويسهم في الحفاظ على التوازن العسكري مع الدول المجاورة.
بالتالي، يعكس هذا الاهتمام المتزايد بهذه المقاتلة الروسية تطورًا في سياسات الدفاع وتوجهات الأمن القومي لهذه الدول.
في حين تسعى الدول إلى تعزيز قوتها الجوية بتقنيات دفاعية متطورة، يتعين عليها أن تتغلب على العديد من التحديات. وتشمل هذه التحديات تحقيق التوازن بين العلاقات الدولية الحساسة، وتأمين اتفاقيات نقل التكنولوجيا، وإدارة القيود المالية.
إن المشهد الجيوسياسي الحالي، المحفوف بالتوترات المتصاعدة في مناطق مثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، يزيد من إلحاح جهود المشتريات الدفاعية. وسيتعين على هذه البلدان معالجة قضايا مثل تعقيدات التفاوض على اتفاقيات الإنتاج المشترك، والاعتماد على مورد واحد، ودمج التقنيات الجديدة في هياكلها العسكرية القائمة.
وعند استكشاف إمكانات طائرة سو-57، فإن نجاحها لا يتوقف فقط على الحصول على طائرات متقدمة. بل سيعتمد أيضًا على مدى مهارتها في إدارة هذه التحديات المعقدة مع حماية مصالح أمنها الوطني.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-09-29 17:37:58