طرطوس-سانا
إخراج دواخل الإنسان الكامنة وانطباعاته وما يمر به من أفراح وخيبات، عبر لوحات فنية، تعالج كل لوحة فكرةً أو موضوعاً ما، هو الهاجس الأول للفنان التشكيلي سامر إسماعيل عبر مسيرته التي تجاوزت ثلاثين عاماً.
إسماعيل وهو خريج معهد الفنون الجميلة عام 1987 بمدينة حماة، له أربع تجارب في الكتابة الأدبية والنقدية منها ” تأملات في صورة – الحداثة التشكيلية “، وله أيضاً أبحاث ومنشورات في صحف عربية وعالمية.
الأسلوب التعبيري يجذب إسماعيل ويرى في ألوان الأسود والأبيض والرمادي طاقةً تعبيريةً خاصةً لترجمة مكنوناته الداخلية بفنٍ يلائم مشروع المتعة البصرية التي تختلف كلياً- كما قال في تصريح لـ سانا عن المشروع الفكري، وإن كانا ينتميان للفن بشكل عام، إلا أن لكل منهما مفرداته وأدواته الخاصة.
ولأن الفنان ابن بيئته جهد إسماعيل في إظهار المنحى الإنساني للعمل الفني بعناصر ومفردات خاصة، وبأسلوب بصري غير مباشر، للإضاءة على مرحلة مهمة في حياة السوريين وصفها ” بالطاولة السورية ” التي كانت غنيةً عامرةً تظهر حال السلام والراحة، لتغدو بعد الحرب في حالة معيشية قاسية.
ويتابع إسماعيل حديثه عن تداعيات الحرب على سورية وأثرها في الحركة الثقافية والفنية كباقي تفاصيل المجتمع السوري قائلاً: “تركت هذه الحرب أثراً سلبياً في محتوى الفن السوري عموماً والتشكيلي بشكل خاص، ليتجه الكثير من الفنانين التشكيليين لمعالجة الحدث بصرياً عبر أعمال تحاكي واقع الدمار والخراب المادي والنفسي، ومع ذلك كانت حركة الفن السوري قويةً في السنوات الأخيرة، حيث افتتحت صالات جديدة وأقيمت المعارض بكثرة رغم هجرة بعض الفنانين، وقلة التسويق، وارتفاع أسعار أدوات الرسم ومتطلباته كحال مختلف السلع.
وانطلاقاً من الدور الاجتماعي للفنان كان لتجربة الملتقى الثقافي في منطقة مشتى الحلو منذ نحو عشر سنوات حضور لافت، وفق إسماعيل، في معالجة التلوث البصري وبناء تجربة بصرية تشكيلية فيها، ليكون الملتقى مركز استقطاب وجذب لعدد من الفنانين الذين زينوا جدران منازل وحارات المشتى برسومات وأعمال فنية نحتية تليق بمنطقة سياحية تحت عنوان “نحو بلدة أجمل”.
لإسماعيل أعمال مقتناة في دول أجنبية وعربية، منها عمل فني موجود في متحف ثربانتس بالمكسيك، وصمم العديد من أغلفة الكتب، ونشرت رسوماته في كتاب بالتعاون مع منظمة اليونيسكو عام 2008، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومدرس للرسم لدى وزارة التربية، وله معارض فردية داخل سورية وخارجها، منها معرض بالمركز الثقافي العربي في مدريد عام 2006، وفي صالة كاربزما بالكويت عام 2004، والمعرض الذي أقامه عام 2001 بصالة الكادي هارس في إسبانيا.
وله معارض مشتركة مع فنانين آخرين في محافظات سورية عدة، وفي عمان وبيروت والبحرين وغيرها، كما شارك وأشرف على عدة ملتقيات فنية وورشات عمل.
فاطمة حسين
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
المصدر
الكاتب:soliman
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-09-09 19:02:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي