تخطط روسيا لإطلاق قسم جديد من أسطول الغواصات في المحيط الهادئ مجهزة بطوربيدات قاتلة ذات قدرة نووية من طراز “بوسيدون” (Poseidon) ، وفقًا لما أوردته تاس ، وهي وسيلة إعلامية روسية مدعومة من الدولة.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذا الأسطول بحلول نهاية عام 2024 أو النصف الأول من عام 2025. وفي يناير ، أعلنت روسيا أنها أنتجت طوربيدات بوسيدون الأولية.
جاء هذا الإعلان بعد أربع سنوات من طرح الرئيس بوتين لهذا النوع الرائد من الأسلحة النووية الاستراتيجية ، وأكد أن مصدره النووي هو الذي سيشغله.
وأشارت تقارير سابقة إلى أنه من المقرر الانتهاء من بناء البنية التحتية الساحلية للغواصات التي ستحمل طوربيدات بوسيدون فائقة القدرة النووية بحلول أوائل العام المقبل.
“لقد تم اتخاذ قرار إنشاء قسم من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في كامتشاتكا. سيحدث هذا في كانون الأول (ديسمبر) 2024 أو النصف الأول من عام 2025” ، حسبما ذكرته تاس نقلا عن مصدر دفاعي لم تحدده.
سيشمل قسم الغواصات الجديد في أسطول المحيط الهادئ غواصات أخرى إلى جانب غواصات بيلغورود (Belgorod) وخاباروفسك (Khabarovsk). وأشار التقرير إلى أن هذه الغواصات ذات الأغراض الخاصة ستركز على الردع الاستراتيجي بالإضافة إلى واجباتها الأخرى.
ستبقى الغواصة بيلغورود ، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ، في الخدمة مع الأسطول الروسي في المحيط الهادئ وستكون مسلحة بطوربيدات عملاقة تعمل بالطاقة النووية من طراز بوسيدون.
تم تسليم الغواصة إلى الأسطول البحري بدون تسليح أساسي في 8 يوليو 2022 ، وتخضع حاليًا للتقييم التشغيلي في الأسطول الشمالي الروسي.
من ناحية أخرى ، فإن خاباروفسك ، غواصة تعمل بالطاقة النووية بموجب مشروع 09851 ، في المراحل النهائية من البناء في حوض سيفماش (Sevmash) لبناء السفن ، وهو جزء من شركة بناء السفن المتحدة.
يتوفر قدر محدود من المعلومات المؤكدة حول سلاح بوسيدون للجمهور. ومع ذلك ، يشير المحللون العسكريون إلى أنه في الأساس مزيج من طوربيد وغواصة مسيرة يمكن إطلاقها من غواصة نووية.
بوسيدون
بوسيدون هو “طوربيد ذاتي القيادة يعمل بالطاقة النووية عابر للقارات” مزود بإمدادات الطاقة النووية الخاصة به ، والذي أُعلن عن تطويره لأول مرة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 ، الذي توقع في ذلك الوقت أنه سيكون نوعًا جديدًا بشكل أساسي من الأسلحة النووية.
وصف المسؤولون الأمريكيون والروس على حد سواء بوسيدون بأنه فئة جديدة من الأسلحة الانتقامية ، قادرة على إثارة أمواج المحيطات ترافقها إشعاعات لجعل المدن الساحلية غير صالحة للسكن.
وقالت تاس إن المكونات الرئيسية لـ بوسيدون ، بما في ذلك المفاعل النووي لمنح الطوربيد مصدر الطاقة الخاص به ، قد اكتملت بنجاح. وقالت تاس إن طاقم الغواصة النووية بيلغورود أكمل أيضًا تجارب مع نماذج من الطوربيد.
هناك القليل من التفاصيل المؤكدة حول بوسيدون ، لكنه في الأساس يجمع بين طوربيد وغواصة غير مأهولة يمكن إطلاقها من غواصة نووية.
عرضت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو لطوربيد بوسيدون يبلغ ارتفاعه 24 مترا والمعروف باسم كانيون Kanyon من قبل الناتو ، بما في ذلك عمليات محاكية تُظهر تدمير حاملة طائرات معادية وضرب الخط الساحلي.
ضرب الدول وجعلها غير صالحة للسكن
الغرض من تطوير طوربيد بوسيدون هو إحداث أضرار جسيمة للبنية التحتية الساحلية لدولة معادية ، وجعل أجزاء كبيرة من البلاد غير صالحة للسكن بسبب التلوث الإشعاعي ، ومنع إجراء الأنشطة العسكرية أو الاقتصادية أو غيرها من الأنشطة لفترة طويلة من الوقت.
تتوفر معلومات محدودة بشأن النطاق الكامل لقدرات بوسيدون ، ولكن يُعتقد أنها تمتلك العديد من نقاط القوة المهمة. أحد هذه العوامل هو قدرتها على العمل بأعماق كبيرة وسرعات عالية ، مما يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها.
كان الدافع وراء تطوير روسيا لغواصة بوسيدون المسيرة هو رغبتها في إظهار قدرتها على تطوير أسلحة يمكن أن تتجنب أنظمة الدفاع الأمريكية. كان ينظر إلى هذا على أنه رد على قيام الولايات المتحدة بنشر أنظمة دفاع صاروخي في أوروبا ، والتي تعتبرها روسيا تهديدًا لأمنها القومي.
حققت الحكومة الروسية أيضًا تقدمًا كبيرًا في إنشاء ونشر الأسلحة فرط الصوتية ، والتي تمثل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الحالية بسبب سرعتها الاستثنائية وخفة حركتها.
تتمتع أنظمة الأسلحة بوسيدون والأنظمة فرط الصوتية بأهمية مميزة من المنظور عسكري.
الإعلان الأخير يعني أن روسيا ستمتلك قريبًا سلاح ردع جديد ، إذا تم استخدامه ، فقد يتسبب في أضرار مدمرة بالمدن الساحلية الأمريكية.
المصدر الكاتب:Nourddine الموقع : www.defense-arabic.com نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-04 21:37:17 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي