خطر التصعيد والحرب الواسعة والمفتوحة مع لبنان التي يحذر منها الجميع اليوم يرى مراقبون أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدفع إليه من خلال الغارات المتكررة على بيروت واغتيال قادة من حزب الله وتفجيرات أجهزة النداء والأجهزة اللاسلكية ونقل الجهد العسكري الأساسي من الجنوب إلى الشمال.
فنتياهو يتجاوز من خلال أفعاله كل الخطوط الحمراء، ويعمل حثيثا على كسر قواعد الاشتباك وتغيير المعادلة في الجبهة الشمالية مع حزب الله، التي كانت تقوم على الردود المحسوبة والمتوازنة.
لكن أفعال نتنياهو هذه قوبلت بانتقادات حتى من داخل الكيان الإسرائيلي حيث أشار اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك إلى أن حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله تلحق أضرارا فادحة بإسرائيل معتبراً أن قرار نتنياهو مواصلة القتال في غزة قضى على احتمال التوصل إلى اتفاق.
كما إن تغيير نتنياهو لاستراتيجيته – يصفها المراقبون – بأنها هروب إلى الأمام ومحاولة للتخلص من تداعيات فشله في غزة ليجرب حظه هذه المرة مع لبنان تحت ذريعة فك الارتباط بين الجبهات في لبنان وغزة، وإعادة ستين ألفا إلى مستوطناتهم في الجليل الأعلى.
لكن مغامرة نتنياهو الجديدة قد تعرضه للمزيد من المشاكل وقد يجد نفسه في مستنقع جديدة اسمه لبنان بعد أن غرق في مستنقع غزة.
فلا يخفي قادة الاحتلال مخاوفهم من المواجهة مع حزب الله الذي لم يظهر حتى الآن الكثير من قدراته العسكرية وقد أشار عدد من المسؤولون الإسرائيليين إلى أنّ حزب الله لم يُخرِج حتى اللحظة إلى العلن قدراته البحريّة مثلاً، لافتين إلى أنّ الحزب سيُفاجئ الجيش الإسرائيليّ تحديدًا من هذا المجال، إذْ أنّ القوّة البحريّة تضُمّ مئات المُقاتلين.
وما يثير رعب الإسرائيليين أيضاً القدرات التي يتمتع بها القوة الضاربة لدى حزب الله وخاصة وحدة الرضوان المدربة تدريبًا كاملاً والقادرة على شنّ عملية توغل في الجليل في أي لحظة.
هذا إلى جانب الأنفاق التي يمتلكها الحزب والتي تُثير لوحدها قلقاً عارماً لدى الاحتلال، حيث إن هناك اعتقاد أن هذه الأنفاق يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، والتي تصِل من بيروت إلى البقاع وحتى سوريّة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-09-22 01:09:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي