الزلازل هي نتيجة لحركة الصفائح التكتونية في قشرة الأرض. عندما تتحرك هذه الصفائح، تتسبب في تشققات أو انزلاقات في الصخور، مما يؤدي إلى انطلاق طاقة على شكل موجات اهتزازية تسمى موجات زلزالية. هذه الموجات تنتشر في جميع اتجاهات من مركز الزلزال أو البؤرة، وتسبب في اهتزاز الأرض والمباني والأشياء الموجودة عليها1.
المغرب هو بلد يقع في شمال غرب أفريقيا، ويحده من الشمال المحيط الأطلسي ومضيق جبل طارق، ومن الشرق الجزائر، ومن الجنوب موريتانيا. المغرب يشكل جزءًا من حافة شمالية للصفيحة الأفريقية، التي تتحرك ببطء نحو الشمال شرقًا بمعدل حوالي 2 سنتيمتر في السنة. هذه الحركة تسبب في تصادم بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوراسية، مما يؤدي إلى تشكيل سلسلة جبال الأطلس، التي تمتد عبر المغرب والجزائر وتونس.
الزلازل في شمال أفريقيا نادرة نسبيًا، حيث أن معدلات النشاط الزلزالي منخفضة على طول حافة القارة الأفريقية. ومع ذلك، فإنها ليست غير متوقعة، حيث أن هناك تاريخًا من حدوث زلازل قوية في المنطقة. أقوى زلزال ضرب المغرب كان في عام 1960، حيث قتل أكثر من 12000 شخص.
الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة 8 سبتمبر 2023 كان قويًا وضحلًا. بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، وهو ما يصنفه كزلزال “قوي” على مقياس الشدة. كما كان عمق بؤرته حوالي 18.5 كيلومتر تحت سطح الأرض، مما يجعله أكثر دمارًا. فالزلازل الضحلة تحمل المزيد من الطاقة عندما تصل إلى سطح الأرض، مقارنة بالزلازل التي تحدث في أعماق أكبر. بينما تنتشر الزلازل العميقة على مسافات أبعد كموجات زلزالية تتحرك شعاعيًا إلى الأعلى إلى سطح الأرض، إلا أنها تفقد الطاقة أثناء السفر لمسافات أكبر.
الزلزال تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة في المغرب. وفقًا لوزارة الداخلية المغربية، فإن عدد القتلى بلغ حتى الآن أكثر من 2000 شخص، وأصيب مئات آخرون. تضررت المباني والمواقع التاريخية في مدينة مراكش والمناطق المحيطة بها، ولكن أكثر المناطق تضررًا هي تلك الأقرب إلى جبال الأطلس. شهود عيان في سفوح الجبال قالوا إن بعض البلدات دُمِّرت بالكامل، وتضررت معظم المنازل في منطقة قرية أسني. توفي مئات الأشخاص في إقليم الحوز ونحو 200 في مدينة تارودانت جنوب غرب المغرب. لا يزال حجم الزلزال يتضح تدريجيًا.
تجري عمليات الإنقاذ رغم تضرر بعض الطرق أو انسدادها بالحطام. كان من الصعب الوصول إلى بعض القرى النائية على سفوح الجبل. قال محمد، 50 عامًا، من بلدة ويركان، إنه فقد أربعة من أفراد أسرته في الزلزال. “تمكنت من الخروج بأمان مع طفلين لي، لكني فقدت الباقي. منزلي انهدم”.
زلزال المغرب يعادل 30 قنبلة نووية
• زلزال المغرب الذي ضرب منطقة الحوز في ليلة الجمعة 8 سبتمبر 2023 كان بقوة 6.8-7 درجات على سلم ريختر.
• قوة هذا الزلزال تعادل نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضُربت بها مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945. هذه القنبلة كانت بقوة 15 كيلوطن من مادة التنجستن. ونقلت صحيفة ذا تايمز البريطانية عن بيل ماغواير، وهو أُستاذ في الجيوفيزياء و المخاطر المناخية بجامعة كوليدج لندن، قوله إن الزلزال الذي ضرب المغرب كان شديدًا بما يعادل 30 قنبلة ذرية من نوع هيروشيما، وهذا يفسر تدمير العديد من المباني التاريخية في مدينة مراكش رغم أنها تبعد 40 ميل عن موقع الزلزال.
وأضاف أستاذ الجيوفيزياء البريطاني أن هذا الزلزال لم يكن كبيرًا بالمقارنة مع الزلازل التي تحدث في مناطق أخرى من العالم التي تشهد نشاط زلزالي عالي، مثل الصين و اليابان و إندونيسيا و تركيا.
• هذا الزلزال تسبب في دمار كبير للمباني والطرق والجسور في المنطقة المحيطة بمركزه123. أدى أيضا إلى مقتل أكثر من 2100 شخص وإصابة آلاف آخرين.
سبب تضرُّر المغرب بهذا الحجم من هذا الزلزال يعود إلى عدة عوامل، منها:
قُرب المغرب من حدّ الصفيحة التكتونية التي تفصل بين الصفيحة الأوراسية والصفيحة الأفريقية. هاتان الصفيحتان تتحركان باتجاه بعضهما بمعدل 2.5 سنتيمتر في السنة، مما يولّد ضغطًا على الصدوع الموجودة في المنطقة.
ضئالة عُمق مركز الزلزال، الذي كان فقط 18 كيلو مترًا. هذه المسافة تعني أن كمية هائلة من الطاقة الزلزالية تحولت إلى السطح، مما زاد من شدّة الهزات.
المصدر
الكاتب:Nourddine
الموقع : www.defense-arabic.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-09-11 13:57:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي