صحيفة عبرية ترسم صورة كئيبة للولايات المتحدة.. ممزقة ويائسة


سلطت
صحيفة عبرية الضوء على الأوضاع الداخلية التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية الممزقة،
حيث مجتمع أمريكي ممزق، واستقطاب سياسي، وتضخم مالي وإحساس باليأس، بما يشي أن أمريكا
مقبلة على أيام صعبة.وأوضحت
“يديعوت أحرونوت” في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي سيفر بلوتسكر،
أن أمريكا بعد 4 سنوات من حكم دونالد ترامب وكورونا ومرور عام على رئاسة جود باين،
هي “جريحة ومتدهورة؛ شيء فاسد مر ويمر عليها، وهذا واضح من النظرة الأولى: وسخ،
إهمال، جو خانق، أناس غليظو الروح، قطار سفلي صاخب، قافز، متأخر وسيارات شرطة تدور
بأضوائها ليل نهار”.

وذكرت
أن “أبناء الشعب الأمريكي لم يسمنوا لحجوم تعرض أنفسهم وخدماتهم الطبية للخطر،
بل باتوا مهملين ومثيرين للأعصاب؛ فالأغلبية اليمينية يسيرون بلباس مهمل، ويأكلون الطعام
غير الصحي ويسيرون بثقل وعدم اكتراث؛ والأقلية اليسارية، تثير صخبا عظيما وتجعل قصة
كبيرة من كل وجبة طعام؛ يجب أن تكون طبيعية، محلية، غير مصنعة، غير ضارة بالمناخ، وهي
باهظة الثمن على نحو مجنون”.

وأشارت
الصحيفة إلى أن “شوارع أمريكا امتلأت بعديمي السكن المخدرين، ومتاجر عديدة مغلقة
ومتروكة، وأعلام المثليين ترفرف في الريح إلى جانب أعلام مناهضي المثليين”، مؤكدة
أن “المجتمع الأمريكي منقسم وممزق مثلما لم يكن على الأقل منذ ستينيات القرن الماضي؛
في عهد حرب فيتنام”.

ورأت
أنه ” كان يكفي النظر لمداولات لجنة التحقيق في مجلس النواب في أحداث انفجارات
العنف لمؤيدي ترامب باتجاه مبنى الكونغرس في واشنطن في 6 كانون الثاني/يناير 2021،
كما بثت الأسبوع الماضي بالبث الحي والمباشر، كي نمتلئ بالقلق وباليأس”.

وأضافت:
“توصيفات تقشعر لها الأبدان بسبب الإهمال المطلق من جانب قوات حفظ النظام الفيدرالية
والمحلية التي من مهمتها منع العنف والزعرنة، تتداخل في الشهادات للتملص الخطير من
جانب ترامب (عندما كان رئيسا) من الشجب بكل الفم للمشاغبين، فما بالك وقفهم”.

وقالت:
“المشاغبون أنفسهم ما كان يمكنهم أن يسقطوا الديمقراطية في أمريكا، لكن التبرير
الذي يمنح لأفعالهم الآن من قبل أكثر من ثلث مواطني الولايات المتحدة؛ يمكنه فعل ذلك،
ترامب ليس وحيدا؛ والجماهير لا تزال معه”.

ونبهت
“يديعوت”، أن “الحيز الأمريكي العام بات ميدان نار علني؛ لا يوجد يوم
دون إطلاق نار وفي أحيان قريبة فتاك، حيث فتحت دائرة دموية؛ الخوف من هجوم إجرامي يحرك
المواطنين العاديين لأن يتزودوا بالأسلحة كي يدافعوا عن أنفسهم وأبنائهم، وحيثما توجد
بنادق مشحونة في حقائب يدوية وفي الجارور، تمتشق وتطلق النار”.

وأكدت
أن “الأمور العادية لا تعمل كما ينبغي؛ فجهاز رقابة الحدود الفيدرالية خرب، عاملون
في محل “ابل” غير قادرين على إصلاح خلل بسيط، في محل الموضة لا توجد قمصان
بمقياس صغير، على رفوف السوبر ماركت تنقص منتجات أساسية، في شبكة محلات الكتب الفاخرة
سابقا تكاد لا توجد كتب..”.

ونوهت
إلى أن “التضخم المالي السنوي بمعدل 8 حتى 9 في المئة، يعطي مؤشراته في كل شيء
من البنزين وحتى الحلاقة، وفي مجالات عديدة؛ أمريكا أغلى من فرنسا، فالغلاء يجر ركودا،
دون حاجة لرفع الفائدة، الأجر يتآكل، المشتريات تتقلص، مستوى المعيشة يتوقف، الطلب
على العاملين يضعف، لقد انتهت فترة الوفرة المصطنعة”.

وبشأن
وباء كورونا “معدل الأمريكيين الذين تطعموا 3 مرات هامشي، ومدى مفعول التطعيمات
انتهى منذ زمن بعيد، وفي حال ضربت أمريكا موجة كورونا جديدة – في غضون شهر- ستجد جمهورا
تعبا ورافضا وسلطات صحية عديمة الوسيلة”.

وأفادت
الصحيفة أن “أمريكا قبل أربعة أشهر وقفت موحدة أمام العدوان الروسي ضد أوكرانيا؛
كانت هذه لحظة نادرة من الإجماع والتسامي الوطني، لكنها انقضت ربما بلا عودة، فعندما
يدير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الكرملين حرب احتلال وحشية دون كوابح، بايدن
يحك من البيت الأبيض قعر العقوبات الاقتصادية ضده، والدولاب في أوكرانيا قريب من الانقلاب
شرا؛ وهذا تحول سيفسر في العالم كهزيمة النظام الديمقراطي وانتصار الدكتاتورية، وهذا
يمكن منعه بطرق عديدة، وإدارة بايدن غير مستعدة لأن تسير فيها”.

وفي
رسالة كاتب افتتاحية “يديعوت” لـ”محبي أمريكا” أكد أن “جراحها
مؤلمة على نحو خاص”.

الكاتب :
الموقع :arabi21.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-06-13 16:58:03

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version