صور ساتلية تكشف عمل طائرات عسكرية أوكرانية من الأراضي البولندية

موقع الدفاع العربي 9 نوفمبر 2024: كشفت تحديثات جوجل إيرث وجوجل مابس عن معلومات عسكرية حساسة، حيث كشفت مواقع القواعد العسكرية الأوكرانية، مما أثار قلق كييف. وأكدت الحكومة الأوكرانية هذه الاكتشافات، معترفة بأنها طلبت من جوجل حجب المواقع المعنية عن الظهور.

ولكن تبين أن القضية تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا ذاتها. فقد تحول التركيز إلى بولندا، الحليف الرئيسي لأوكرانيا والتي كانت تقدم المساعدة العسكرية لأوكرانيا منذ بداية الحرب. وقد حوّل مراقبو جوجل إيرث وجوجل مابس انتباههم إلى الأراضي البولندية، واكتشفوا تفاصيل مهمة حول وجود طائرات نقل عسكرية أوكرانية متمركزة في قاعدة للقوات الجوية البولندية.

تم رصد سبع طائرات من طراز Il-76MD وطائرة واحدة من طراز An-70 في مطار ديبلين. ويؤكد هذا الاكتشاف أن مركبات النقل العسكرية الأوكرانية لا تزال متمركزة في بولندا، وتستمر في لعب دور لوجستي حاسم في المجهود الحربي المستمر لأوكرانيا. وقد تم الحصول على كل هذه الصور من صور الأقمار الصناعية لبرنامج جوجل إيرث.

السبب وراء نشر هذه الطائرات في بولندا هو في المقام الأول توفير المأوى والدعم التشغيلي المستمر لها. من المهم أن نتذكر أن هذه الطائرات تم إجلاؤها في فبراير 2022 لتجنب تدميرها بواسطة الغارات الجوية الروسية. بعدما فقدت أوكرانيا أهم طائرات النقل لديها، أنتونوف 226 مريا، أثناء هجوم على مطار هوستوميل بالقرب من كييف، وهي ضربة لقدراتها على النقل لا يمكن تعويضها.

في الوقت الحاضر، تشارك هذه الطائرات بنشاط في نقل المعدات المختلفة عبر أوروبا ومناطق أخرى على مستوى العالم. أصبحت المطارات البولندية مراكز حيوية للنقل الجوي العسكري والمدني الثقيل في أوكرانيا، مما يسمح لها بتلبية العديد من الاحتياجات اللوجستية سواء للعمليات العسكرية المحلية أو للعملاء الدوليين. كما يشير الصحفي آدم سفيركوفسكي، فإن القدرة على نشر طائرات النقل الأوكرانية الثقيلة، مثل تلك المتمركزة في ديبلن، سمحت بنقل المساعدات العسكرية بكفاءة من أجزاء متعددة من العالم.

وعلاوة على ذلك، ظهرت في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام تقارير تفيد بأن النموذج الأولي من الطائرة أن-178-100R تم إجلاؤه سراً إلى بولندا. ووفقاً للتصريحات الرسمية، تم إجراء الرحلة من الأراضي الأوكرانية، ولكن لم يتم تنشيط جهاز الإرسال والاستقبال الذي يسمح بتتبع الرحلة إلا فوق المجال الجوي البولندي. وانضمت الطائرة أن-178-100R إلى طائرة أخرى من نفس الشركة المصنعة الأوكرانية في ميناء بيدغوشتش. وهذه الطائرة هي الطائرة الوحيدة العاملة من طراز أن-178 في الخدمة حالياً.

إن الكشف عن وجود طائرات عسكرية أوكرانية في بولندا، إلى جانب الكشف عن مواقعها من خلال برنامج جوجل إيرث وخرائط جوجل، يثير تساؤلات مهمة من منظور عسكري وسياسي وجيوسياسي. وفي حين أن وجود طائرات النقل الأوكرانية في بولندا لا يرتبط بشكل مباشر بالعمليات القتالية، فإنه يلعب دورًا لوجستيًا حاسمًا للجيش الأوكراني.

هذه الطائرات ضرورية لنقل المعدات والإمدادات العسكرية الثقيلة، والتي تعد حيوية لجهود أوكرانيا على الخطوط الأمامية. إن فقدان هذه الطائرات، بسبب هجوم بطائرة بدون طيار أو تخريب، قد يكون له عواقب وخيمة، مما قد يؤدي إلى تأخير المساعدات العسكرية وتقليل الكفاءة التشغيلية. وقد تستغل خلايا الاستخبارات الروسية والعملاء العسكريون في الخارج الآن المواقع المكشوفة لتوجيه جهودهم ضد هذه الأهداف الضعيفة.

وقد تشمل أنشطة التخريب ضربات بطائرات بدون طيار أو هجمات إلكترونية تستهدف هذه الأصول الاستراتيجية وتعيق تسليم الإمدادات العسكرية الحيوية إلى أوكرانيا.

عواقب خطيرة محتملة

إن الدور الذي تلعبه بولندا كحليف لأوكرانيا، ليس فقط من خلال تقديم المساعدة العسكرية بل وأيضاً من خلال العمل كقاعدة لوجستية للقوات الأوكرانية، يضع البلاد في موقف جيوسياسي معقد. وفي حين أن بولندا ليست منخرطة بشكل مباشر في صراع مع روسيا، فإن دعمها لأوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين بولندا وروسيا، مع عواقب خطيرة محتملة.

كما تسلط هذه الاكتشافات الضوء على قضية أوسع نطاقاً: السيطرة على البيانات الجغرافية المكانية وتأثيرها على العمليات العسكرية الحديثة. ورغم أن الصور التي توفرها خدمة جوجل إيرث وجوجل مابس عادة ما تكون ذات دقة منخفضة نسبياً، فإن المعلومات الكافية غالباً ما تكون مرئية لتحديد المرافق والأصول الرئيسية التي يمكن استخدامها للتخطيط الاستراتيجي.

وهذا يثير أسئلة مهمة فيما يتصل بحماية المواقع والبيانات الحساسة. وتثير الاكتشافات المتعلقة بالطائرات العسكرية الأوكرانية المتمركزة في بولندا مخاوف بشأن أمن المواقع العسكرية في أوكرانيا وبولندا وغيرها من البلدان التي تدعم أوكرانيا. وقد يؤدي سهولة الوصول إلى مثل هذه المواقع الاستراتيجية الحرجة إلى زيادة التعرض للضربات الجوية أو الهجمات الإلكترونية. ولا شك أن أجهزة الاستخبارات الروسية تراقب عن كثب أي معلومات يمكن استغلالها لتحقيق التفوق العسكري، وقد يؤدي هذا إلى تسريع التخطيط لشن هجمات على هذه المواقع.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-11-09 13:07:00

Exit mobile version