طهران سترد بما يحقق اهدافها ولا يحقق اهداف نتنياهو

العالم- ايران

لكن لماذا استهداف ايران وقادة حرس الثورة الاسلامية.. وليس غيرها؟

الجواب بسيط..ان الوجع الاكبر والالم الاعظم الذي يصيب “اسرائيل” سببه ايران.

فـ”اسرائيل” فشلت حتى الان في تحقيق اي من اهدافها في غزة بسبب ما وفرته ايران للمقاومة الفلسطينية من دعم على كل المستويات.

وتخشى “اسرائيل” خوض حرب مع حزب الله في لبنان، بسبب القدرات العسكرية الهائلة التي وفرتها ايران للحزب.

و”اسرائيل” لا تتجرأ على فتح المعركة مع اليمن، لان ما يمتلكه اليمن من امكانية بالستية ومسيرة وتكنولوجية متقدمة، وفرتها ايران له.. يفرض بها حصارا بحريا على الكيان الصهيوني، ويستهدف مواقعه الحساسة في ايلات.

كذلك الوضع مع المقاومة الاسلامية في العراق، التي تشكل عمقا استراتيجيا لمحور المقاومة وخزانا بشريا هائلا، يمكن ان يكون على جبهات القتال في اي لحظة.

والامر كذلك بالنسبة الى سوريا التي تشكل الخنجر في الخاصرة الاسرائيلية.

وبين هذا كله، اصبحت اسرائيل مقيدة، وغير قادرة على ان تكون مطلقة اليد، كما كان الامر قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

ورغم كل الاجراءات العسكرية وغير العسكرية التي اتخذتها “اسرئيل” مع حلفائها الامريكيين وغير الامريكيين، لقطع اوصال محور المقاومة وطرقه، فانها فشلت فشلت ذريعا. وراحت تبحث عن استهداف ايران، وهو امر بات غير ممكن، بعد ان اصبحت ايران من القوى الكبرى في المنطقة، وتمتلك قدرات عسكرية هائلة، استطاعات مع من خلالها ومع حلفائها، ان تنتصر في الحرب الكونية على سوريا التي شاركت فيها اكثر من 100 دولة، وان تقضي على الاجتياح الداعشي الامريكي الاسرائيلي، للعراق والامر نفسه في اليمن، وذلك بعد ان انتصر حزب الله لوحده على الاسرائيلي المحتل وطرده من لبنان دون قيد او شرط.

فلبنان الذي قال وزير الحرب الاسرائيلي موشي ديان انه بالفرقة الموسيقية يستطيع ان يحتل لبنان، ها هو حزب الله وبدون ان يستخدم يدخل الى شمال فلسطين المحتلة، يخلي المستوطنات، وينزح اكثر من 80 الف مستوطن، خشية منه.

الاسرائيلي الان، وتحديدا، نتنياهو، يلعب في اوراقه الاخيرة، مع ايران.. وهدفه جر المنطقة الى حرب واسعة مع ايران، يقحم من خلالها (بحسب ما يخطط)، الولايات المتحدة والحلفاء في هذه الحرب، بما يحقق له انجازا ما، يمكن ان يستخدمه ورقة رابحة اثناء محاسبته على فشله في مواجهة عملية طوفان الاقصى في السابع من اوكتوبر.

من اهداف العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية ايضا، تصدير نتنياهو ازماته الداخلية الى الخارج، والتخلص من ضغط الشارع الاسرائيلي المطالب باستقالته، وانجاز صفقة تبادل اسرى مع المقاومة.

رسالة اخرى اراد نتنياهو ايصالها من خلال الاعتداء على القنصلية، وهي انه مستعد لفتح الحرب على وسعها اذا ما قرر الرئيس الامريكي جو بايدن ، استكمال مساعيه بحثا عن حليفة له، جراء الخلاف (الشخصي) معه، خصوصا وان مؤشرات كثيرة بدأت تظهر في تصريحات المسؤولين الامريكيين والتقارير الاستخبارية، تفيد في هذا الشأن.

ايضا، باتت خشية نتياهو مرتفعة اكثر، بعد التصريحات عن مفاوضات امريكية-ايرانية غير مباشرة، حول تسوية كبرى في المنطقة ، تشمل كل المنطقة.. اكد الايراني انه غير معني بها ما لم يتوقف العدوان على غزة .. ووقف العدوان، يعني الاعدام السياسي لنتنياهو.

لذا فاي شيء متوقع من نتنياهو( الثور الهائج).. وفقا لما سلف، يطرح السؤال هل سترد ايران على استهداف القنصلية وقادة حرس الثورة وتحقق لنتنياهو اهدافه؟

الرد الايراني ردان:

الاول: هو المستمر، والمتمثل بمواصلة دعم قوى المقاومة، ومن خلالها تسقط طهران الهدف الاسراتيجي لنتنياهو و”اسرائيل”، بحيث تبقى معادلة دعم المقاومة مستمرا، ويبقى اسم ايران موجود على كل طلقة وصاروخ ومسيرة وتكنولوجية ونفق، يواجه الاحتلال الاسرائيلي، ويهزمه، كما هوالواقع في غزة ( “ستة اشهر” والاسرائيلي يفشل في تحقيق اي انجاز من الاهدف التي حددها، بينما في العام 1967 ، وخلال “ستة ايام” اجتاح اراضي عدد من الدول العربية).

الثاني: ان ايران سترد حتما بشكل مباشر، على استهداف قنصليتها وقادة الحرس.. وبشكل يكسر المعادلة التي يحاول نتنياهو فرضها، “البعثات مقابلة دعم المقاومة”.

لكن ايضا الرد الردعي هذا، سيبقى في حدود عدم الذهاب الى حرب واسعة، يسعى نتنياهو اليها، بالتوقيت الذي يريده. لان لايران ومحورالمقاومة توقيت اخر. فاليقين ان ايران سترد بشكل يحقق اهدافها ولا يحق لنتنياهو اهدافه.

لكن.. ماذا لو قرر نتنياهو توسيع الحرب بنفسه مهما كلف الثمن؟ هل المحور وايران، جاهزون؟

في اكثر من خطاب لسماحة السيد حسن نصر الله، اكد ان المحور جاهز وبقوة، لمثل هذه الحرب، اذا فرضت.

بقلم : د حكم امهز.. باحث في الشؤون الاقليمية والدولية

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-02 11:04:29
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version