طوفان الأقصى حرر العقول – قناة العالم الاخبارية

العالم مقالات وتحليلات

جاء طوفان الأقصى بعد اعداد وتخطيط ودراسة وتجهيز ومشاورات ودعم مادي ومعنوي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي جعلت من دعم الشعوب المستضعفة ونصرة قضية فلسطين أولى أولويات الثورة الإسلامية رغم كل المؤامرات الامريكية الصهيونية التي حيكت ضد الثورة الإسلامية ولكنها استمرت في المضي نحو تحقيق أهدافها

الخلاصة أن أحداث الطوفان رفعت مستوى وعي الشعوب العربية والإسلامية فتساءلت الشعوب العربية لماذا وحدهم من تسموهم شيعة ومن تقولون أنهم يسبون الصحابة وبأنهم روافض ,,,وبالخ الخ كانت لهم مواقف صادقة مؤثرة في نصرة أهل غزة ؟؟

تساءل العوام من الناس أصحاب الثقافات السطحية بكل تلقائية وعفوية أين أهل السنة والجماعة وعلماء المسلمين مما يحدث في فلسطين من جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء؟

صرخات الأطفال والنساء وجثامينهم تحرق أمام مرأى ومسمع من العالم ! الجميع ينتظر الموت والعالم يتفرج بصمت قاتل .. تحركت شعوب غير مسلمة حركتها تلك الدماء المسفوكة والأشلاء المتناثرة …..خرجت في تظاهرات غاضبة متضامنة مع فلسطين ويطالبون بمعاقبة قادة الكيان المجرم ..

ولكن هناك شعوب لم يُسمع لها صوت !! لم يكن لها أي همس حتى ؟! ولا حتى موقف بسيط في المقاطعة مثلا او تعبئة الشعوب نحو المقاطعة أو التحرك بحسب الإمكانات المتاحة بأي نوع من التحرك الذي فيه رضا لله وللضمير الإنساني بأنه سجل موقفا لم يخذل فيه تلك الدماء المسفوكة ظلما وعدوانا

زاد وعي الشعوب بأن من تحرك لنصرة غزة وقدم اغلى الدماء وهجروا من ارضهم ودمرت منازلهم ومدنهم وقراهم.. منهم ؟!! انهم حزب الله سادة المجاهدين انهم من ضحوا بأمنهم وبأرواحهم من اجل فلسطين … إنهم من تحدوا آلة القتل والدمار الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية ووو وكل طغاة الأرض اجتمعوا من اجل غزة ولبنان ..فعجزوا أمام ذلك الإيمان الكبير وتلك الروح الجهادية المرتبطة جذورها بذرات تراب الأرض منطلقة حتى عنان السماء في غزة وفي لبنان.. نعم هناك سر يجعل منهم ثابتون ثبوت الجبال الرواسي رغم أن ما يتعرضون له من اجرام وغارات وطائرات بأحدث وأخبث أنواع الأسلحة الأمريكية كفيل بأن يسقط أعتى الامبراطوريات وليس الدول فقط ,, ولكن في لبنان وفلسطين رغم صغر المساحة الجغرافية ووحشية العدو تمتع اهل هذه البقاع بصلابة الثبات وقوة الارادة، ثبات ما مثله من ثبات ومقاومة لا مثيل لها رغم كل التضحيات الجسيمة والدماء المسفوكة …

وظل التساؤل يتردد في أعماق كل انسان حر فطرته سليمة من كل المذاهب والمشارب الإسلامية؟؟ لماذا حزب الله هم من ضحى وتحرك وجاهد ؟؟ لماذا أنصار الله في اليمن هم من أغلق الممرات البحرية بوجه الصهاينة ووصلت صواريخهم الى عمق ارض الكيان رغم بعد المسافة؟؟ ولماذا المقاومة الاسلامية العراقية في الحشد الشعبي ضربت مواقع العدو الأمريكي الصهيوني ولماذا إيران ردت في عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية على كيان العدو وردعته وزلزلت كيانه؟؟؟

وفي المقابل لماذا مواقف كبريات الدول التي نصبت نفسها حامية للإسلام والمسلمين سلبية جدا؟؟.. وليس فقط سلبي بل كانوا ولا زالوا في موقف المتفرج.. بل جعلوا من أنفسهم حماة ودعاة مساندين لكيان العدو بل ومنهم من مد الجسور البرية لإطعام الصهاينة المحتلين وتزويدهم بامدادات الغذاء والدواء المفقود لديهم.. وليس هذا فحسب بل أن هناك دولا عربية مسلمة ترسل جنودها للقتال مع قوات الاحتلال ترسل جنودا مسلمين يقاتلون في صف اليهووود !!

فهل هذا يعقل أو كان سيخطر على بال أحد !! هل هذا كل ما فعلوه ؟؟ لا بل أكثر فقد فتحوا موانئهم ومطاراتهم لاستقبال الأسلحة الأمريكية والبريطانية بمختلف أنواعها ليتم ايصالها الى العدو الصهيوني عبر الأراضي العربية الإسلامية ليقتل بها أبناء فلسطين ولبنان ويذبح بها الأطفال وتتفجر بها رؤوس النساء والشيوخ وتدمر بها كل مظاهر الحياة البشرية؟؟

لحظة يا مسلم هل يعقل أن كل هذا يحصل في بلاد المسلمين الذين ينصبون أنفسهم مدافعين عن الصحابة وعن الإسلام وعن زوجات النبي ؟؟ !! ممن يدافعون عنهم ؟؟ نعم يا هذا لقد تم حشد كل هؤلاء ودعواهم للجهاد الى سوريا واليمن والعراق وتم اصدار الفتاوى الدينية لهم بوجوب التحرك الجهادي ضد أعداء الإسلام أعداء الصحابة!!

نعم وتهافت عشرات الألاف ملبيّن النداء لـ”يجاهدوا” ولـ”يبحثوا” عن الجنة في سوريا العروبة وفي يمن الايمان وفي عراق المقدسات، ثم ماذا ؟ ما الذي حصل لهؤلاء المجاهدين المضحيين الباحثين عن الحور العين ؟؟ ماذا حصل لهم في فلسطين وهم يشاهدون الدماء يوميا والانتهاكات والمجازر واقتحام المستشفيات وتدميرها وقتل الكوادر الطبية وتدمير المدارس والمباني؟.. يشاهدون الأجساد تحرق حيّة وفي بث مباشر يشاهدون كل أنواع الجرائم الوحشية.. ولكن الفتاوى لم تتحرك والدعوات لم توجه لهم؟!! لماذا يا ترى وما المانع أن يتم شحذ همم الأمة الإسلامية بدعواها للجهاد والنفير ضد اليهود وجرائمهم المنكرة والتي يتفرج عليها كل العالم ولن يلوم المسلمين أحد اذا تحركوا للجهاد والثأر لدماء الأبرياء والشهداء والانتقام من قتلة النساء والأطفال .. لأن كل العالم أجمع بات يعرف أن هذا الكيان المجرم اصبح منبوذا من كافة شعوب الارض لانه مجرد كيان محتل لقيط غاصب تشكل من مجامع عصابات إرهابية قتلت أكثر من عشرين ألف طفل فلسطيني!! حتى أن أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي صاح بنفسه في الكنيست ليقول نحن إرهابيون نحن قتلنا أكثر من عشرين الف طفل فلسطيني !! وهناك برلماني بلجيكي كذلك هاجم مندوبة هذا الكيان وذكرها بجرائمهم ووحشيتهم وقاطع كلمتها وألجمها بقوة طرحه وهو يناصر قضية فلسطين !! ليس هذا فحسب بل هناك برلمانية فرنسية ألقت كلمة نارية وطالبت بلادها بالتوقف عن دعم هذه العصابة المارقة من بني صهيون التي تقتل النساء والأطفال وتدمر المنازل على رؤوس ساكنيها

ولا ننسى ايضا البرلماني الاسترالي وأخر الهولندي .. و شخصيات كثيرة من غير المسلمين تحركوا وقالوا كلمة حق بوجه الطغاة .. فالذي حركهم هو انسانيتهم فقط وفطرتهم السوية التي فطر الله الناس بها .. لكن لحظة لدي سؤال ..ماذا عن شعوب المحميات الخليجية ومنهم شعب نجد والحجاز وشعوب الامارات وقطر وغيرها .. ألا يملك هؤلاء الفطرة الإنسانية؟ لن نقول ألا يملكون دين وأخلاق بن نتساءل عن الإنسانية .. لماذا يعيشون حياتهم الطبيعية اليومية دون الشعور بالآخرين؟؟ حتى الحفلات والشهوات لم يستطيعوا مقاطعتها حتى بضائع اليهود مستمرين في تعاطيها وكأن الأمر لا يعنيهم وكأن تلك الدماء التي تسفك هي من كوكب أخر أو انهم ليسوا من فئة البشر .!!

نعود لليمن يمن الايمان ومواقفه المساندة لفلسطين والتي لن تستطيع قوة في الأرض أن تثنيه عن مواقفه في جبهة البحر الأحمر وباب المندب والمحيط الهندي الخ… فعمليات القوات المسلحة اليمنية التي سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته .. هذه المواقف حررّت الكثير من العقول التي كانت خانعة تحت تأثير الحروب الدعائية التضليلية التي يقودها العدو وتنفذها الأدوات الداخلية في محاولة تشويه كل من يتصدى لمشاريعهم التدميرية في منطقتنا العربية وهدفها السيطرة على الثروات واذلال الشعوب والتحكم فيها تحت عدة مسميات..

بالمختصر.. لأنه لا مجال للاسترسال أكثر ولكن أريد القول أن الجندي اليمني في محافظة حضرموت اليمنية الذي قتل اثنين من الضباط السعوديين وجرح الثالث وتم اتهامه بأنه حوثي، حيث أصبح كل عمل فيه شرف وبطولة ينسب الى الحوثي وهذا فخر لكل من ينتمي لأنصار الله الحوثيين، ولكن ذاك الجندي في الحقيقة ليس حوثيا كما يزعمون!! ولكنه يمني حر تحرّر عقله نتيجة طوفان الأقصى فلم يستطع أن يقف عاجزا وهو يسمع الضباط السعوديين يشتمون الشهيد البطل يحيى السنوار ويتهمون حماس بالإرهاب فردّ عليهم بأن بلادهم هي من تجلب المغنيات والعاهرات لإقامة الحفلات على دماء أهل فلسطين ولبنان، وعندما تم شتمه من قبلهم ثم رفعوا السلاح بوجهه لم يتحمل ذلك فبادر بإطلاق النار على هؤلاء الجنود السعوديين المحتلين لأرضنا والذين جاءوا لإذلالنا ونهب ثرواتنا فكانت تلك العملية البطولية هي احدى ثمار طوفان الأقصى والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن اليمن مقبرة الغزاة والتاريخ شاهد ..

في الحقيقة أن طوفان الأقصى حرّر العقول وأسقط الأقنعة ورفع من قدر دول احترمت نفسها وأنزل من قيمة دول لم تحترم نفسها فهو كما قال الشهيد السنوار في وصف مدينة غزة أنها الفاضحة والخافضة والرافعة والكاشفة …

طوفان الأقصى أذاب المسميّات المذهبية التي زرعها العدو على مدى عقود من الزمن حيث لا يعيشون ويقتاتون إلا على الفتن والحروب والخلافات بين من يسمونهم أهل السنّة والشيعة. فجاء طوفان الأقصى ليوّحد بين القلوب المخلصة لتقف صفا واحدا بمواجهة آلة الإجرام اليهودية الأمريكية البريطانية التي تقتل المسلمين سنة وشيعة دون تفريق فقد دمروا غزة السنيّة ولبنان الشيعية فقط لمواقفهم البطولية الرافضة للخضوع والاستسلام لهذا العدو الجبان الذليل ..

ولا يزال العدو يتحرك بقوة دون ملل لزرع الخلافات والفتن وضرب وحدة الساحات واستهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة في لبنان حيث تتحرك السفيرة الأمريكية في لبنان بنفس الأسلوب والقذارة التي كان يتحرك بها السفير الأمريكي في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر المباركة التي أسقطت الهيمنة الأمريكية على اليمن وكسرت أذرع التدخلات الخارجية على اليمن ..

في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة ما يسمى بـ”التحالف العربي” أي “الاحتلال” لا زال السفير الأمريكي ستيفن فاجن يتحرك فيها بكل وقاحة لنفس الهدف الذي تتحرك به السفيرة الاميركية في لبنان لغاية جمع المرتزقة والعملاء رخيصي الأنفس من عموم الناس في لبنان وفي اليمن ودفع رواتب لهم لإيكال مهام خاصة بهم في استهداف وتشويه المجاهدين المقاومين وشن الحروب الإعلامية ضدهم ومحاولة خلخلة الوضع الداخلي واستهداف الصمود الأسطوري واستهداف القادة والشخصيات البارزة كل هذا محاولة لكسر الروح المعنوية لأي مقاوم في اليمن أو في لبنان او في أي مكان ولكن تبقى الإرادة قوية صلبة كما تبقى كلمات السيد حسن نصر الله نبراسا يضيء الظلمات ويعالج الأوجاع ويهدي الى طريق الحق والصدق والثبات طريق النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله وطريق أهل بيته الأطهار وهو طريق الجهاد والاستشهاد وطريق الحق وإن قل سالكيه.. هو طريق الفوز بعز الدنيا ونعيم الآخرة طريق النجاة من سخط الله طريق النور والتبيان طريق الصبر على الأوجاع مهما كانت التضحيات ما دامت بعين الله ورضاه طريق الثقة بالله وبصدق وعوده وستستمر المعركة بين الحق والباطل الى قيام الساعة والحياة مستمرة وكلا يضع نفسه حيث يشاء سواء الشعوب او الأنظمة الأفراد أو الجماعات كلا سيسأل ولا عذر للجميع أمام الله .

بقلم أمةالملك الخاشب

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-11-22 18:11:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version