بهذه العبارات خاطب وزير العلوم أوفير اوكينس، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جلسة صاخبة لحكومة الإحتلال جرت ليل أمس السبت، تخللها الصراخ والمشادات الكلامية والاتهامات، في أعقاب الهجوم البري والجوي والبحري، المباغت الذي شنته المقاومة على المواقع الصهيونية ومستوطنات غلاف غزة.
للتاريخ نقول إن أهم انجازات عميلة “طوفان الاقصى”، هو الضربة القاصمة التي وجهتها المقاومة للاستخبارات في الكيان الإسرائيلي، بعد أن نجح مقاتلو حماس في خداع المسيرات العاملة بواسطة الذكاء الاصطناعي والعملاء وأجهزة الاستخبارات الأميركية والغربية والإسرائيلية، وتمكنوا من تنفيذ اكبر عملية في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي، كبدته خسائر فاقت كل الحسابات والتصورات، ولم يستعد الكيان توازنه حتى كتابة هذه السطور، فهو مازال يترنح تحت وطأة ضربات المقاومين.
في الوقت الذي كان المقاومون يظهرون فجأة كالموت فوق رؤوس ضباط ومراتب جيش الاحتلال في مواقعهم المحصنة، وقعت هجمات إلكترونية نوعية شلت منظومة الإنذار الإسرائيلي، الذي يُستخدم عادة لتنبيه المستوطنين بحدوث حالات طوارئ، وإلى الآن لم ينجح جيش الاحتلال في معرفة كيف تم شل منظومة الإنذار، ومن هي الجهة التي تقف وراءه.
هذا الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، هو الذي دفع رئيس ما يسمى مجلس “الأمن القومي” السابق غيورا آيلاند في حديث لموقع القناة 12 العبري للقول إلى “إن هناك فشلا ذريعا في الموضوع الاستخباراتي في إسرائيل.. لا يدور الحديث عن مجموعة مؤلفة من عدة أشخاص، بل هجوم كوماندوز من قبل كتيبتين منسقتين جيدا، مع تشكيل مدفعي، مع طائرات شراعية، مع محاولة للوصول من البحر، يدور الحديث عن عملية حقيقية، ولم تكن الإستخبارات الإسرائيلية تعرف شيئا”.
هذا الإنجاز الضخم لحماس والمقاومة في غزة، لا يمكن أن نتصور حجم أهميته، إلا لو عرفنا أن بين الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبين غزة، هنا سياج ذكي بأسلاك شائكة وجدران محصنة بالكاميرات وأجهزة استشعار الحركة الأرضية ودوريات على مدار الثانية.
إلى جانب الإنجاز المميز للمقاومة في استغفال الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تتبجح بأنها الأقوى في العالم، هناك إنجاز آخر لمعركة “طوفان الأقصى” الملحمية، ويتمثل بالخسائر التي تكبدتها قوات الاحتلال، والتي خسرت المئات من عناصر النخب فيها، بين قتيل وأسير وجريح، وهي خسائر لم تتكبدها “إسرائيل” خلال عمرها المشؤوم، في كل حروبها مع المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يكشف بأس وشجاعة الأبطال الذي نفذوا العملية، والعقول الجبارة التي خططت لها.
سنعتمد هنا في سرد خسائر الكيان الإسرائيلي، اعتمادا على مصادر “رسمية” من الكيان نفسه، والتي أكدت أرتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى 350، بينهم قيادات في “الجيش” والشرطة، والجرحى إلى 1864، منهم 19 بحالة موت سريري و326 بحالة خطرة، ونحو 750 لا يزالون في عداد المفقودين.
اللافت أن كل هذه الخسائر تكبدها الكيان الإسرائيلي، خلال ساعات فقط، وعلى يد مجموعة من أبطال حماس، انتقمت لكرامة الأمة، وهي خسائر مرشحة للازدياد، فالمعارك مازالت متواصلة داخل المستوطنات الإسرائيلية والمواقع العسكرية، الأمر الذي كشف للعالم هشاشة هذا الكيان، الذي كان يعتقد أن القوة الأميركية والغربية المجردة، ستعصمه من غضب الفلسطينيين، وتجعلهم يتنازلون عن حقوقهم، وترك مقدساتهم تدنسها عصابات بن غفير، فجاء الرد طوفانا عاتيا، أجبر المستوطنين للتكدس في المطارات، على أمل الهروب، طلبا للنجاة.الحالة التي يمر بها الكيان الإسرائيلي اليوم، وصفها محلل الشؤون السياسية في القناة “13” الإسرائيلية، آري شافيط، بشكل دقيق، عندما قال :”إن إسرائيل في الوقت الأصعب منذ العام 1948، إن إسرائيل أمام كارثة قومية، يجب أن نستفيق من غفوتنا، كلنا تائهون، نحن في كارثة، ولا نعلم أين يمكن أن نعيش!!”
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-08 20:10:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي