whatsupp
صحة و بيئة

علاج تجريبي لمرض التصلب العصبي المتعدد يعكس الشلل لدى الفئران

انضم إلى قناتنا على واتس آب
تابعنا على اخبار غوغل

لقد ثبت أن العلاج الجديد -الحقائب المجهرية الدوائية المصممة للالتصاق بالخلايا المناعية المزعجة- تعمل على تحسين صحة الفئران المصابة بحالة مشابهة لمرض التصلب العصبي المتعدد لدى البشر.

طور باحثون في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة هذا النوع من العلاج، إذ يمكن لهذه الحقائب المجهرية أن تحل محل العلاجات الحالية، مستفيدة من ميل الخلايا المناعية النقوية الشاذة إلى دخول الأنسجة والمشاركة في الحدثية الالتهابية، وبدلًا من ذلك تشجعها على إصلاح الالتهاب وتخفيف آثاره.

التصلب العصبي المتعدد هو مرض مناعي ذاتي منهك، يتسبب في تدهور مادة المايلين العازلة حول الأعصاب، وتعطيل التواصل العصبي بين الدماغ والجسم، وتزيد صعوبة الحركة والعمل لدى المصابين.

مع أنه لا يوجد علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد حتى الآن، لكن الأدوية التي تستهدف الخلايا المناعية المتفاعلة أو تقلل الالتهاب قد تغير سير المرض وتحسن إنذاره.

لسوء الحظ، تحمل العديد من هذه العلاجات مخاطر كبيرة، من الاكتئاب والالتهابات إلى اضطرابات الغدة الدرقية والأعضاء الأخرى.

ومع أن الفيزيولوجيا المرضية لمرض التصلب العصبي المتعدد متعلقة بالخلايا النقوية أساسًا، لكن العلاجات الحالية لا تستهدف هذه الخلايا تحديدًا أو تعدّلها مباشرةً لتحسين سير المرض.

لتحويل الخلايا البيضاء التي يُحتمل أن تكون ملتهبة إلى أدوية علاجية صغيرة وتطبيق فكرة الحقيبة، أخذ الباحثون نوعًا من الخلايا النقوية من الفئران السليمة وزرعوها خارج أجسامهم. بعد ذلك ربطوا أجسامًا مجهريةً على شكل قرص تحمل جسيمات دقيقة من الأدوية على أسطح هذه الخلايا، ما يمنحها عمليًا ما يشبه حقيبة الظهر المجهرية المحملة بالأدوية.

عندما وُضعت الخلايا التي تحمل (حقيبة العلاج) في نموذج لمرض التصلب العصبي المتعدد عند الفئران، كانت قادرة على تحسين الاستجابات المناعية الخاصة بحالة الشلل كثيرًا، وعكس الشلل جزئيًا وتعزيز الوظائف الحركية.

يوضح المؤلف الرئيس والمهندس البيولوجي سمير ميتراجوتري أن هذه خلايا مرنة للغاية يمكنها التبديل بين الحالات المختلفة، وبالتالي تصعب السيطرة عليها. إن طريقة حقيبة الظهر القائمة على المواد الحيوية وسيلةٌ فعالة للغاية لإبقائها محصورة في حالتها المضادة للالتهابات.

تعد الخلايا النقوية في الجهاز المناعي الفطري التي تسبب الالتهاب في الجهاز العصبي المركزي (CNS) عاملًا رئيسيًا في مرض التصلب العصبي المتعدد. يجذب هذا الالتهاب المزيد من الخلايا النقوية، وكذلك الخلايا التائية والبائية من الجهاز المناعي التكيفي، ما يتسبب في تلف طبقة المايلين المحيطة بالأعصاب.

كان ميتراجوتري وزملاؤه قد ابتكروا بالفعل علاجًا لمكافحة الأورام باستخدام البالعات المحملة بحقائب دوائية، وهي نوع من الخلايا النقوية أيضًا. وعبر وضع جزيئات معينة في هذه الحقائب المجهرية، تمكن الفريق من التحكم في كيفية تصرف الخلايا. بقيت حقائب الخلايا على سطح البالعات حتى عندما كانت الخلايا الأخرى تمتص هذه المادة بسرعة وتبطل مفعولها.

الوحيدات هي نوع من الخلايا النقوية، وتعد الخلايا الأم للبالعات. تتطور في نقي العظام وقد تجد طريقها إلى أنسجة المخ قبل التمايز إلى خلايا بالعة، وهي واحدة من أكثر أنواع الخلايا الالتهابية شيوعًا في آفات التصلب المتعدد.

هذه المرة، ربط الفريق حقائب الأدوية بالوحيدات، المليئة بجزيئات إنترلوكين 4 وديكساميثازون التي تعمل معًا على تعزيز الوظائف المضادة للالتهابات والمنظمة لها، وإبطاء الوظائف المحفزة لحدوث الالتهاب وتجميع جزيئاته.

تصف المهندسة الكيميائية والطبية الحيوية نيها كاباتي ك هذه الاستراتيجية العلاجية القائمة على التحكم بتمايز الوحيدات، بأنها منطقية جدًا وواعدة، نظرًا لقدرة هذه الخلايا على غزو الجهاز العصبي المركزي، والتسلل إلى الآفات الالتهابية، والتمايز إلى خلايا بالعة، فهي ذات دور كبير في الآلية المرضية للتصلب المتعدد، وتقلل الالتهاب داخل الآفات، وتحول الاستجابة المناعية الموضعية والجهازية المرتبطة بمرض التصلب العصبي المتعدد نحو نتيجة علاجية.

أظهرت نماذج الفئران تحسنًا كبيرًا عند معالجتها بخلايا الوحيدات التي تحمل مثل هذه الحقائب المجهرية الدوائية الخاصة. بعد العلاج، كانت أعراض المرض لدى تلك الفئران تتمثل بارتخاء طفيف في ذيلها فقط، بينما أُصيبت لفئران غير المُعالَجة بالشلل التام في أرجلها الخلفية، وكذلك كانت فترة حياة الفئران المعالجة أطول.

يسعى الفريق لإجراء المزيد من الأبحاث عن هذه التقنية لمعرفة هل تعمل على حالات ناكسة أكثر من مرض التصلب العصبي المتعدد، إذ تحاكي نماذج الفئران فقط الشكل التدريجي لمرض التصلب العصبي المتعدد. إذا نجح تطبيقه على مثل هذه الحالات، فقد يكون مفيدًا لكثير من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد يمنع الالتهاب في وقت مبكر.

يمكن تحسين علاج المرض عند إشراك هذه الطريقة مع الأدوية الأخرى التي تستهدف جهاز المناعة التكيفي.

تظهر أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد بطرق مختلفة اعتمادًا على مكان وجود الآفات في الجهاز العصبي. الحركات غير الإرادية والمشكلات البصرية والحركية والحسية هي الأعراض الأكثر شيوعًا، ولكن قد يعاني الشخص أي عرض عصبي تقريبًا، وكلها تؤثر في جودة الحياة.

في حين أن الآلية الأساسية للمرض مفهومة، فإن المحفزات الدقيقة لمرض التصلب العصبي المتعدد غير واضحة تمامًا. يُعتقد أنه ناتج عن عوامل بيئية مختلفة تحفز أشكالًا من المناعة الشاذة، وتربطه بعض الأبحاث الأخرى بصدمات الطفولة والعدوى الفيروسية.

منذ عام 2013، زاد عدد المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد بنسبة 30%، ويعاني حوالي 2.8 مليون شخص على مستوى العالم من المرض، لذا فإن إيجاد طرق للتخفيف منه يُعد مجالًا مهمًا للبحث، ما يجعل مثل هذه الأبحاث والطرائق العلاجية محط اهتمام الكثير من مؤسسات البحث العلمي والرعاية الصحية.

اقرأ أيضًا:

أسباب وعلاجات حكة التصلب المتعدد

ما الرابط بين كوفيد-19 طويل الأمد وأمراض المناعة الذاتية؟

ترجمة: لمك يوسف

تدقيق: نايا كركور

المصدر

المصدر
الكاتب:لمك يوسف
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-07 16:26:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

انضم إلى قناتنا على واتس آب
زر الذهاب إلى الأعلى