ويضيف بوكليب، أن دعوة ماكرون الأخيرة لإرسال قوات أوروبية لتحارب ضد القوات الروسية في أوكرانيا، ربما يكون مبعثها الخوف من وصول المترشح الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وانسحاب أميركا من المشكلة الأوكرانية، مما يعني اكتساح القوات الروسية لأوكرانيا. كما أن تشديد الرئيس ماكرون على أن الحرب في أوكرانيا هي حرب أوروبية بالدرجة الأولى، ودعوته قد تكون استباقا لما قد يحدث بوصول ترمب إلى السلطة.
ونشرت صحيفة إندبندنت العربية، مقال للمحل السياسي الأمريكي “مايكل بيكلي” عنوانه “أوهام الوفاق بين واشنطن وبكين”، تناول فيه تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها في الـ50 سنة الماضية، مشيرا أن تاريخ التنافس بين القوى الكبرى، خصوصا العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، توحي بأن زيادة الإنخراط لا ترجح أن تصلح العلاقات بين الدولتين، كما يذكرضمن ما يفوق 20 صراعا تخاصميا شهدتها السنوات الـ200 الأخيرة، لم ينته أي صراع بمحادثات بين الجانبين عن كيفية خروجهما من الورطة بينهما. وبدلا من ذلك، يثابر الخصمان على الصراع إلى أن يصل أحدهما إلى وضع لا يعود فيه قادراً على القتال، أو أن يتحد الطرفان ضد عدو مشترك.
ويتابع مايكل بيكلي، أن المنافسات بين طرفين لا تشتعل لمجرد أنهما يثقان ببعضهما بعضا، بل يضاف إلى ذلك أن كلا منهما يعرف الآخر جيدا. ويملك الطرفان صراعات أصيلة تتصل بمصالحهما الحيوية وغير القابلة للتجزئة، إذ يشمل ذلك في العادة النزاعات الإقليمية والحدودية التي تشكل السبب الرئيس للحروب كما تبنى الخصمان (بكين وواشنطن) أيديولوجيات متباعدة ويرى كل منهما نجاح نظام قيم الطرف الآخر، أو انتشاره، خطرا هداما لطريقته في العيش والحياة.
وتحت عنوان “غزة.. وسياسية الأرض المحروقة” أشارالكاتب الفلسطيني “عبدالباري فياض” في صحيفة العرب إلى الصراع بين إسرائيل وفلسطين والتي يستمر منذ عقود حيث يعود إلى أوائل القرن العشرين، عندما أدى قيام دولة إسرائيل عام 1948 إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين.
مؤكدا أن الوضع الحالي يختلف إلى حد كبير عن تجارب الحروب والمواجهات السابقة بحجم المأساة والدمار وخطورة المخططات التي طرحت على الطاولة، حيث تخيم على قطاع غزة أجواء من اليأس والإحباط مع استمرار الحرب وانسداد أفق المفاوضات، ففي ظل عدم إحراز أي تقدم يذكر، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي قد تبنى سياسة الأرض المحروقة، مُمعنا في تدمير كل شيء في القطاع دون هوادة.
ويحث عبدالباري فياض جميع دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تماشيا مع قرارات الشرعية الدولية، ودعم حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مما سيمنحها صوتا أقوى في الساحة الدولية ويساعدها في تحقيق حقوقها، ورفض كل مخططات الاحتلال الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام يضم جميع الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى حلٍ عادل ودائم للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية فورا، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير.
أما صحيفة الخليج، فتصدرها عنوان “غزة وكييف.. مأزق بايدن المزدوج”، يرى فيه الصحفي المصري “عبدالله السناوي”، أن حربي أوكرانيا وغزة تجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام مأزق مزدوج قد يكلفه خسارة الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل.
ويعيد السناوي طرح سؤال مستقبل النظامين الدولي والإقليمي التي طرح فيما سبق، موضحا: بحكم النتائج الماثلة يصعب أن يكسب رهاناته على قيادة أمريكية منفردة للنظام الدولي وهيمنة كاملة على مقادير شرق أوسط جديد، ولفت السناوي انتباه القارئ إلى ما وفرته الإدارة الأمريكية من غطاء استراتيجي شبه مطلق لآلة الحرب الإسرائيلية للمضي في تدمير حياة وأمن أكثرمن مليوني فلسطيني هدمت بيوتهم وجرت بحقهم حروب إبادة وتجويع.
كما أكد السناوي أن الحرب على غزة لم تكن سوى مواجهة بالسلاح من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط ومنع أي فرص حقيقية أمام دولها لاكتساب استقلال قرارها الوطني. وبنظرة مقاربة لم تكن أوكرانيا موضوع الحرب على أراضيها بقدر ما كانت ضحيته. موضوع الصراع مستقبل النظام الدولي وموازين القوى فيه.
وفي صحيفة الشرق القطرية، علق أستاذ العلاقات الدولية “خليقة الشايجي” في مقاله “إسرائيل توظف سلاح التجويع لقائمة جرائم حرب إبادتها على غزة”، أن أقصى درجات عجز ووهن الدول الكبرى هو غياب الضمير والعدالة الإنسانية. فبدلا من الضغط الفعال على إسرائيل لإنهاء تعنتها والموافقة على إدخال المساعدات لقطاع غزة من معبر رفح – يلجأون للطريق الطويلة والمعقدة للعمل على استعراض إسقاط المساعدات الغذائية والطبية على قطاع غزة للمواطنين الجوعى – بحجة إنقاذ سكان غزة المتضورين جوعاً وعطشاً ورغم ذلك يبيدهم ويقتلهم جيش الاحتلال بوحشية وسادية الغازي المحتل. والمؤلم سقوط قسم كبير من المساعدات الجوية في البحر وداخل كيان الاحتلال.
فيما أكد الشايجي أن الصادم والمؤلم هو الصمت والعجز عن ردع إسرائيل ومنعها من المضي في الإيغال بدماء الفلسطينيين برغم طلب محكمة العدل الدولية بامتناع إسرائيل عن القيام بجرائم إبادة كما اتهمتها جنوب أفريقيا – والمؤلم أنه لا أحد يجرؤ على انتقاد جرائم الصهاينة، وخاصة من قادة الدول الغربية والعالم المتحضر الذين يكتفون بالتعبير عن صدمتهم واستيائهم دون توجيه انتقاد أو مطالبة نتنياهو وحكومته المتطرفة بوقف جرائمهم، وآخرها توظيف سلاح الجوع ضد الفلسطينيين. ثم تبرير الجرائم بلوم الضحية الفلسطينيين – والإصرار على ارتكاب المجازر ليبقى أطول مدة في الحكم.
وختم الشايجي مقاله بالقول، يبقى الهدف الحقيقي غير المعلن هو تصفية القضية الفلسطينية وترحيل أهالي غزة عبر الحدود إلى سيناء بعدما حولت إسرائيل غزة إلى قطاع غير قابل للحياة والبقاء.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-03 20:28:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي