غانتس منذ ان دخل الحكومة وضع هدفا واحدا نصب عينيه ان يكون وزير حرب له سطوته في السياسية لكي يقنع الاسرائيلين انه ليس في الزي العسكري ناجحا فقط وانما حتى في اللباس المدني قادر ان ينجح وان يحقق اكثر ما حققه عسكريا.
وبنظرة خاطفة الى العام ونصف العام الاخيرة والتي شغل فيها غانتس وزارة الحرب سنجد انه الاكثر لقاء بالفلسطينيين وهو ايضا الاكثر فتكا بهم ، فبينما يعلن الرجل عن ضرورة التوصل الى حلول مع الفلسطينيين لا يرى الفلسطينييون منه الا قتلا وبطشا وحملات اعتقال ومطاردة، ان عدد الشهداء في زمن غانتس اكبر بكثير من عدد الشهداء في ازمنة وزراء حرب سابقين في العقد الاخير في الضفة الغربية المحتلة.
غانننس يحاول ان يكون رابين الجديد من خلال البطش اللامتناهي مع الفلسطينيين وفرض الكثير من النظريات الامنية عليهم وفي المقابل ان يبقي الخطوط مفتوحة معهم من اجل التوصل الى تفاهمات لا تضر بنظره بالامن الاسرائيلي وفي ذات الوقت يسحب فتيل الانفجار الذي يحذر منه الجميع في الضفة الغربية المحتلة وعلى راسهم جهاز الامن العام (الشاباك) الذي حذر اكثر من مره بان الوضع في الضفة الغربية على شفا حفرة من الانفجار.
وحتى نفهم ماذا يريد غانتس ؟ الرجل يعرف تماما ان عليه ارضاء جمهورين احدهما اليمين المتطرف الاستيطاني الذي يرى بان العلاقه مع الفلسطينيين يجب ان تكون تصادمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى وانه لا يمكن التوصل الى اتفاق معهم.
هؤلاء يرضيهم ما صنعه غانتس في الفترة الاخيرة ويعتقدون انه حاضر لتنفيذ طلباتهم سواء بمنح المزيد من اوامر البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين او بتنفيذ هجمات اكبر اتجاه الفلسطينيين تحت مسمى محاربة ( الارهاب ).
في المقابل هناك اسرائيليون يدركون ان لا حل في الافق لكنهم يريدون لعملية تسوية ان تسير وتتحرك وهو ما يعمل عليه غانتس من خلال اللقاءات الدائمة مع الفلسطينيين وسياسة العصا والجزرة التي يوهم الاسرائيليين انها تاتي بنتائج مميزة وتقلل من فرص حدوث انتفاضة فلسطينية ثالثة.
في كثير من الاحيان البرنامج السياسي لاي حزب يكتب على الورق لكن غانتس اراد لبرنامجه ان يكون عمليا من خلال وزارة الحرب التي يقف على راسها ، الانتخابات تقترب وغانتس على الاغلب سيكون بيضة قبان لانه قادر على ان يتحالف مع نتنياهو واليمين وقادر ان يتحالف مع لبيد والوسط بعكس الاثنين الغير قادرين على التحالف الا معه .
المصدر
الكاتب:
www.alalam.irالموقع :
2022-10-06 22:10:54 نشر الخبر اول مرة بتاريخ :
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي