غزة | مجازر مروعة أكبرها في مخيم النصيرات… والمقاومة تواجه “أفخاخ” المفاوضات

40 شهيدا بقصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في النصيرات

244 يوماً مرّت منذ بدء العدوان على قطاع غزة. ميدان المواجهة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية لا زال مشتعلاً، وفي ذلك دليلٌ واضح على ثبات الأخيرة رغم كل ما يدعيه العدو من استنزافها بعد ثمانية أشهر من التدمير الممنهج. أما المسار التفاوضي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسار الميداني، إذ وجد العدو وحليفته في هذه الإبادة الولايات المتحدة الأميركية أنه لا بد منه مع فشل تحقيق الأهداف عسكرياً وبالقوة، على وجه التحديد موضوع إعادة الأسرى.

في الجلوس إلى طاولة المفاوضات وارسال المقترحات، ولو كانت الأخيرة ملغومة كما حدث في الجولة الأخيرة، في ذلك اقرارٌ ضمني بقوة المقاومة ووجودها وبفشل العدو واستحالة تحقيقة “نصراً كاملاً”، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الاقرار بهذه الحقيقة بالنسبة للعدو أمرٌ شديد الصعوبة، وهذا ما يفسر تخبط الأخير واستمراره بارتكاب المجازر بحق الأبرياء، مستمراً بالتعويل ربما على تهجير أهل القطاع بجعل الأخير ارضاً غير قابلة للحياة. لكنهم الغزيون ماضون رغم كل القهر بالتشبث بأرضهم، ومقاومتهم لن ترضى بغير ما يليق بصمودهم وتضحياتهم، فنهاية هذه الحرب لن يرسمها عدوٌ مهزوم. مجدداً ما لم يُحقق في الميدان، لن يُحقق في السياسة، ويجب على واشنطن إدراك ذلك جيداً.

وفي وقت نقل فيه “موقع أكسيوس” عن مسؤولين أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل التقيا في الدوحة مسؤولين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لبحث الصفقة المحتملة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يتم الحديث عن أفخاخ في الورقة الأميركية – الإسرائيلية المطروحة. النقطة الأساسية في هذا السياق هي أن ما تتضمنه الأخيرة عن أنها “ستقود حتماً إلى وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من القطاع”، هو موقف لفظي فقط، دون وجود أي ضمانات مكتوبة، وهو الأمر الذي تعتبره المقاومة شرطاً أساسياً.

وفي التفاصيل، فقد نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن جهات فلسطينية رفيعة أن الرئيس الأميركي جو بايدن، “مهتمٌّ شخصياً بإنجاز اتفاق هدنة طويلة نسبياً، بهدف استعماله في حملته الانتخابية، وإسكات الأصوات المعترضة في الشارع، وكذلك التخلّص من ملاحظات مسؤولين في حملته الانتخابية يحذّرون من انعكاسات سلبية كبيرة على الحملة في حالة استمرار الحرب”.

وبحسب المصادر نفسها، فإن “الورقة الفعلية التي سلّمها الوسطاء، تشتمل على طلبات العدو بتحقيق هدنة في مرحلة أولى تستمرّ لستة أسابيع، على أن يجري خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى المدنيين الأحياء لدى المقاومة، والشروع في تنفيذ المرحلة الثانية التي تقضي بإطلاق سراح الجنود وبقية الأسرى، بما في ذلك جثث الجنود”، لكنّ الورقة لا تشير صراحة وبشكل واضح، إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار، بل تتحدّث عن “مفاوضات يجب أن تحصل بين المعنيّين بهدف التوصّل إلى ترتيبات تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار”. كما تربط الورقة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال بالتوصل “إلى ترتيبات المرحلة التالية”، حيث تطالب “إسرائيل” بضمانات عملانية لعدم بقاء الجناح المسلّح لـ”حماس” في غزة.

وكانت الدوحة، قد استضافت أمس، اجتماعات بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، ومدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، بهدف التوافق على الإطار الذي سيأتي الطرفان، أي العدو والمقاومة، على أساسه، إلى طاولة المفاوضات. وتوجّه، بعد تلك الاجتماعات، كل من آل ثاني وكامل للقاء قيادة حركة “حماس”.

في المقابل، نقلت قناة “كان” الرسمية أن “مجلس الحرب قرّر أن أيّ وفد إسرائيلي، لن يذهب إلى الدوحة، إلا بعد أن تردَّ حماس على الاقتراح”، فيما أشارت مصادر مطّلعة إلى أن هذا الرد “ممكن إعلانه خلال الأيام القليلة المقبلة”. لكن هذه المصادر أوضحت أن “حماس وجدت في نسخة المقترح التي تسلّمتها عدة فوارق أساسية عن ما كان قد أعلنه بايدن في خطابه الأسبوع الماضي، وهو ما يحتاج إلى نقاش معمّق واستيضاحات قبل الردّ عليه”.

يأتي ذلك في وقت قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الخميس إن اجتماع مجلس الحرب الذي كان مقرراً مساءً قد ألغي.

الإبادة

وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، في حين تواصل لليوم الثالث عملية توغل شرق المحافظة الوسطى وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة. يأتي ذلك في وقت قالت فيه إذاعة جيش الاحتلال إن “الجيش خفض قواته في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وإن أحد ألويته غادر رفح، في حين بقيت 5 ألوية بالمدينة”.

هذا واستشهد 30 فلسطينياً على الأقل في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع خلال الليل، وذلك عقب استشهاد أكثر من 100 شخص في غارات على المنطقة الوسطى خلال 24 ساعة.

وفي هذا الاطار، دانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في المدرسة، قائلة إنها “جريمة تمت بسبق إصرار وترصد”.

من جهته، المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة طالب “المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية”، محملاً “الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن هذه الجرائم ضد الإنسانية”.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن “عدد المرضى والجرحى الذين هم بحاجة إلى السفر للعلاج خارج القطاع بلغ 25 ألفا”. وأضافت الوزارة أنه منذ احتلال معبر رفح في 12 مايو/أيار “لم يتمكن أي مريض أو جريح من مغادرة القطاع”، مشيرة إلى أن “استمرار إغلاق المعبر يعرّض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر والموت”.

إلى ذلك، واستشهد مواطن جراء قصف طائرات الاحتلال صباح اليوم منزلا لعائلة سرحان في حي المنارة جنوب شرقي خانيونس. وارتقى شهيد وأصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق شرق دير البلح وسط قطاع غزة

وزعم جيش الاحتلال صباح الخميس، أنه قتل ثلاثة مقاومين فلسطينيين خلال محاولتهم اجتياز السياح الأمني الفاصل شرق رفح، فيما لم ترد معلومات من المصادر الفلسطينية عن الحادث. كما أعلن جيش الاحتلال إصابة جنديين في اشتباكات مع مجموعة للمقاومة قرب كرم أبو سالم شرقي رفح الليلة الماضية.

وقصفت مدفعية الاحتلال بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرقي بلدة القرارة شمالي شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وارتقى 6 شهداء في قصف صهيوني استهدف منزلا لعائلة المدني بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وتجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على شرقي مدينة دير البلح وعموم شرقي وسط قطاع غزة.

وأفاد الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران، بارتفاع عدد الشهداء وسط القطاع إلى 131 شهيدًا منذ الثلاثاء الماضي. وبين أن أعداداً هائلة من الشهداء والجرحى ما زالت تتدفق إلى مستشفى شهداء الأقصى الذي امتلأ بالجرحى والمرضى بثلاثة أضعاف قدرته السريرية، ما ينذر بكارثة حقيقية ستؤدي إلى ارتفاع أعداد الشهداء بشكل أكبر.

وأكد أن استمرار الاحتلال بارتكاب هذه المجازر “دليل واضح على مواصلة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة”. وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي، الليلة، على مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، وحي تل السلطان غربي رفح جنوبي القطاع.

وشنّت طائرات الاحتلال الحربية، غارات استهدفت بلدة القرارة شمالي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

إسبانيا ستنضم للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد العدو

وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد “ستنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد عمليات “إسرائيل” في قطاع غزة”. وقال ألباريس “يبدو أن تطبيق إجراءات محكمة العدل الدولية الاحترازية حيال إسرائيل لا يزال بعيدا”، وأن قرار الانضمام إلى الدعوى جاء لمساعدة المحكمة.

وستكون إسبانيا بذلك ثاني دولة أوروبية تنضم إلى القضية التي سبق أن انضمت إليها أيرلندا، كما انضمت إليها تشيلي والمكسيك.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-06-06 13:48:43
الكاتب:

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version