فحوصات الدماغ تُظهر اختلاف بنى الخلايا العصبية لدى الأطفال المصابين بالتوحد

يتسم اضطراب طيف التوحد بوجود اختلافات مشتركة في السلوكيات الحركية والاجتماعية، إضافةً إلى كونه حالة تؤثر في الأفراد تأثيرًا فريدًا. لقد كان تحديد الميزات الموجودة في الدماغ التي بإمكانها تقديم تفسير لمظاهره المتعددة وقواسمه المشتركة، لا سيما لكل الأعمار، هدفًا للعلماء الذين يسعون لمعرفة أسبابه.

في آخر الأبحاث التي يجريها، يستخدم فريق من جامعة روتشستر في نيويورك تقنيات فحص متقدمة لبناء قاعدة معلومات حول الاختلافات في طب الأعصاب لدى المرضى المصابين بطيف التوحد، استكمالًا للعمل السابق، ما يجعلنا نلقي نظرة من كثب على كثافة وبنية المادة الرمادية في الدماغ.

غالبًا ما يكون إجراء هذا النوع من التحليل صعبًا للغاية، لا سيما على الأحياء، لذا فإن الكثير من البيانات الموجودة لدينا تعتمد على حالات أقدم وما بعد الوفاة. لكن الآن، بوجود تقنية التقاط الصور الجديدة ومعالجتها، أصبح بالإمكان رؤية طريقة الاتصال العصبي داخل أدمغة الشبان.

يقول عالم الأعصاب زاكاري كريستنسن من جامعة روتشستر: «أمضينا العديد من السنوات في وصف الخصائص الكبرى لمناطق الدماغ مثل الثخانة والحجم والانحناء».

«مع ذلك، فإن أحدث التقنيات في مجال التصوير العصبي المستخدم لتمييز ووصف الخلايا العصبية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، تكشف عن وجود مستويات جديدة من التعقيد خلال النمو».

استخدم الباحثون نوعًا عالي التباين من التصوير بالرنين المغناطيسي بهدف بناء خرائط تفصيلية لدماغ 142 طفلًا مصابًا بالتوحد، وقارنوها بصور مأخوذة من 8971 طفلًا سليمًا، لم يُشخص لديهم مرض التوحد. وأُخذت مجموعة قراءات للأطفال بعمر التاسعة أو العاشرة، إضافةً إلى أخذ مجموعة متابعة بعد ذلك بعامين.

كشفت المقارنات وجود انخفاض في كثافة الخلايا العصبية في مناطق معينة من القشرة الدماغية، التي يُعتقد أنها مسؤولة عن قدرة الإنسان على التعلم والتفكير والتعامل مع المشكلات وتشكيل الذكريات بنجاح.

لوحِظت زيادة في كثافة الخلايا العصبية في مناطق أخرى، مثلًا في منطقة اللوزة الدماغية، التي يُعتقد أنها مسؤولة عن معالجة الانفعالات والعواطف. بعد مقارنة الأطفال المصابين بالتوحد بالأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، اتضح أن هذه الاختلافات تقتصر على مرضى التوحد.

ما زال تحديد ما تعنيه هذه الاختلافات في الكثافة سابقًا لأوانه، لكنها قد تساعد على تفسير بعض سمات مرض التوحد، أهم من ذلك، أنه أصبح يمكننا الآن وبفضل طرق التصوير الجديدة تتبع الحالة بمراحل تطورها جميعًا.

يقول كريستنسن: «إذا تمكنا من تمييز ووصف الانحرافات الفريدة في بنية الخلايا العصبية لدى مرضى التوحد بثقة وبسهولة، فإن ذلك سيفتح لنا مجالًا أكبر لكثير من الفرص لوصف تطور مراحل مرض التوحد».

«يمكن استخدام هذه التدابير لتحديد الأفراد المصابين بالتوحد، الذين قد يستفيدون من التدخلات العلاجية النوعية».

تمكنّا حديثًا من إجراء الفحوصات الدماغية غير الجراحية بدقة وبمستوى عال من التفاصيل، وتُبذل الجهود حاليًا لمتابعة مرضى التوحد على فترات أطول، للمساعدة على فهم التغيرات التي تطرأ على الدماغ ومن ثم رؤيتهم للعالم على نحو مختلف.

يقول عالم الأعصاب جون فوكس من جامعة روتشستر: «إن متابعة هذه المجموعة من الأطفال ومراقبة مراحل نمو أدمغتهم من الطفولة إلى مرحلة البلوغ المبكر، ستغير فهمنا لكل ما نعرفه عن نمو الدماغ وتطوره».

اقرأ أيضًا:

مرض التوحد لدى الأطفال مرتبط بالتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء

اكتشاف اختلافات واضحة في أدمغة الفتيات المصابات بالتوحد!

ترجمة : رغد شاهين

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-29 23:10:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version