في الشرق الأوسط لا توجد فرصة ثانية للضعفاء 

إسرائيل اليوم 16/3/2025، ايال زيسر: في الشرق الأوسط لا توجد فرصة ثانية للضعفاء 

عندما سقط نظام بشار الأسد في سوريا توقع الكثيرون أعمال ثأر وذبح لابناء الطائفة العلوية في الدولة الأصل لعائلة الأسد. 

لقد كان العلويون متماثلين مع نظام بشار أكثر من أي طائفة أخرى، لانهم تبوأوا مناصب أساسية في أجهزة الجيش والامن لديه. وعليه فقد اعتبروا شركاء في جرائمه، قتل مئات الاف السوريين، كثيرون منهم بسلاح كيماوي في اثناء الحرب الاهلية التي عربدت في الدولة. 

لكن المذبحة للعلويين تلبثت. نظام احمد الشرع سعى لان يبث اعتدالا كي يحظى بالشرعية والدعم الاقتصادي من العالم. تصفية الحسابات مع العلويين تأجلت، لكن حياتهم أصبحت سائبة. مئات الالاف طردوا من الجيش ومن أجهزة الحكم، فقدوا مصدر رزقهم وأصبحوا عرضة للتنكيل، لاعمال السطو وحتى القتل. 

هكذا اعدت الساحة لحمام الدماء الذي شهدته سوريا قبل نحو أسبوع. الشرع ورجاله يدعون أن ايران وحزب الله يتحملان كل الذنب لتجنيدها العلويين في منطقة سكناهم على الشاطيء السوري لمحاولة انقلاب ضد النظام الجديد في دمشق. يحتمل أن تكون حقيقة في هذه الادعاءات. لكن الواضح هو أن رجال الشرع خرجوا بهجوم مضاد، اجتاحوا بلدات وقرى العلويين وذبحوا المواطنين الذين يعيشون فيها، بل وبثوا أفعال الذبح في الشبكات الاجتماعية مثابة شيئا جدير التباهي به. 

سارع النظام الجديد في دمشق للتنكر لافعال الذبح بل وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة القتلة. لمعونته تجندت قطر وقناة “الجزيرة” التي تملكها، لتنظيف الدم وللنفي بان تكون وقعت على الاطلاق مذبحة للعلويين في سوريا، وبالمناسبة – بالضبط مثلما نفوا أفعال الذبح التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر.

الشرع يمكنه ان يدعي حتى الغد ان ليس هو من اصدر الامر، لكن واضحة لكل واحد في سوريا روح القائد حتى بدون أن يكون وقع على الامر خطيا، وحتى لو كان يندد بافعال القتل ويدعو الى وقفها. 

كان رئيس في مصر، رجل الاخوان المسلمين، محمد مرسي، كان يصعب عليه ان يخرج من فمه كلمة “إسرائيل”. فقد درج على التعهد بان تلتزم مصر بكل تعهداتها الدولية، لكن الاسم إسرائيل امتنع عن إخراجه من فمه، رسالة واضحة للجميع ما هو حقا رأيه في اتفاق السلام معنا – الذي من المشكوك فيه بالمناسبة أن ينجو لو بقي مرسي في الحكم. 

الشرع يصعب عليه أن يتلفظ بكلمة “علويين”، وهكذا مثلا لم يذكرهم على الاطلاق في أي واحد من خطاباته منذ أن استولى على الحكم في الدولة ولا حتى عندما ندد بافعال القتل التي وقعت في الشاطيء السوري. لكن لا تخافوا! في العقد الذي سبق صعوده الى الحكم أكثر بالذات من ذكر العلويين، في كل مرة شرح فيها في خطاباته بانهم كفرة ليسوا مسلمين ولهذا فان حكمهم الموت.

اعمال الذبح والقتل في الشرق الأوسط ليست أمرا جديدا أو مفاجئا. هذا هو الشرق الأوسط القديم الذي نعرفه منذ الازل. حقيقة جديرة بالتذكير لكل من يغريه الحلم بشرق أوسط جديد الذي سيصبح سويسرا او سنغافورة. لا وكلا. في منطقتنا يتحدثون بالبنادق وبالرصاصات ويديرون ويحلون النزاعات بافعال الذبح. لكن أحدا لا يهمه طالما كان “القتلة منا”. هكذا تجمع زعماء العرب في عمان وقبل ذلك في القاهرة، وقفوا خلف غزة وخلف “سوريا الجديدة”، وأعلنوا بلا خجل بان إسرائيل هي مصدر مشاكل الشرق الأوسط. لم يكن أي ولي في سدوم ولا حتى من بين “أصدقائنا” في العالم العربي كان مستعدا لان يشجب أفعال الذبح لحماس في 7 أكتوبر.

لكن سوريا اليوم على الموجة، والكل يبحث عن التقرب منها وحتى الولايات المتحدة وربما في المستقبل إسرائيل أيضا. فبعد كل شيء نحن نتحدث مع حماس ومع حزب الله ولماذا في واقع الامر ليس مع الشرع؟ هذا يفهمه الاكراد الذين يخافون أن يتركهم الامريكيون لمصيرهم في تركيا، دولة أخرى تراثها غارق في أفعال الذبح والقتل. سارع الاكراد لان يعانقوا الشرع وفي اعقابهم سيسير الدروز أيضا. 

وما هو الدرس؟ في الشرق الأوسط لا توجد فرصة ثانشية للضعيف او لمن ليس قادرا على أن يدافع عن نفسه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-16 13:08:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version