هذا العام يمر يوم القدس العالمي وقد تحققت نبوءة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، باخراج القضية الفلسطينية من نطاقها الفلسطيني والعربي الى رحاب العالم الاسلامي والعالم بشكل عام، فها هي القضية الفلسطينية تتحول بفضل هذا اليوم وبفضل الوعي الذي زرعه في النفوس الحرة في العالم، الى قضية انسانية عالمية، وأضحت تضغط وبشكل واضح وملموس، على سياسات قادة الغرب، وهي سياسة كانت في خدمة السردية الصهيونية وبشكل اعمى، على مدى عقود.
هذا العام حل يوم القدس العالمي، وغزة تتعرض منذ اكثر من نصف عام الى ابشع جريمة ترتكب بحق الانسانية، لكن رغم بشاعة الجريمة، الا ان غزة انتصرت حتى قبل وقف اطلاق النار، فقوات الاحتلال الاسرائيلي المدعومة بشكل مباشر من امريكا، باتت غارقة في مستنقع غزة، ولم تحقق اي من اهدافها، وهو ما جعل اغلب المحللين السياسيين الامريكيين والصهاينة الى الاعتراف بهزيمة الكيان امام بضعة الاف من الشباب الفلسطيني المؤمن، وهي هزيمة ستحل بهذه القوات، بعد الهزيمة الكبرى التي تعرضت لها في معركة “طوفان الاقصى”، فقد اهتز هذا الكيان هزا عنيفا، ولولا التدخل الامريكي المباشر، والمساعدات والسلاح الامريكي الذي انهال على الكيان، لانهار بالكامل.
من كان يتصور قبل 45 عاما، اي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وقبل اعلان الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس، ان يهزم بضعة الاف من الشباب الفلسطيني “الجيش الاسرائيلي” الذي كان يهزم جيوشا عربية جرارة ويحتل اراض عربية تتجاوز مساحتها مساحة فلسطين المحتلة، خلال ساعات وايام؟ بل الاكثر من ذلك بات الصهاينة انفسهم يتحدثون عن ظهور بوادر تؤكد قرب انهيار كيانهم، وهو انهيار لن تحول كل الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد نساء واطفال غزة من اكثر من نصف عام، ولا حتى التطبيع العربي معها، من تأخير انهيار هذا الكيان المهزوز والمأزوم، فالتطبيع مع هذا الكيان اصبح بمثابة مقامرة على حصان خاسر.
يوم القدس العالمي، اُريد له ان يوحد جميع العرب والمسلمين واحرار العام، في جبهة واحدة موحدة ضد الاحتلال الصهيوني، وهذا الهدف تجسد اليوم وبشكل عملي بوحدة الساحات، فلم تترك فصائل المقاومة في جميع انحاء المنطقة، غزة وحدها، فانطلق “طوفان الاحرار” عبر جغرافيا المنطقة، وبات يتجه نحو فلسطين، من لبنان والعراق وسوريا واليمن وايران، لاقتلاع الكيان الاسرائيلي المزيف من جذوره.
قبل ايام قليلة من حلول يوم القدس العالمي ارتكب الكيان الاسرائيلي جريمة نكراء وجبانة، تمثلت بعدوانه السافر على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي اسفر عن استشهاد 7 من المستشارين العسكريين الايرانيين في سوريا، في محاولة غادرة، لكسر وحدة الساحات، التي باتت تضيق الخناق على الكيان المحتل، وهي وحدة يرى فيها المحتل تهديدا وجوديا له.
ايران توعدت بتدفيع الكيان الاسرائيلي ثمنا باهظا، لما ارتكبه من انتهاك صارخ للقوانين والاعراف الدبلوماسية والدولية، بضوء اخضر امريكي، وهو ثمن سيدفعه الكيان عاجلا ام آجلا، وبدأ منذ ايام بتحضير جبهته الداخلية لاستقبال الضربة الايرانية، فمجرد ان يتوقع الكيان ان يحل عليه الغضب الايراني في اي لحظة، دون ان يتمكن من منعه او ردعه، رغم كل عنجهيته وغطرسته واجرامه، هو بحد ذاته هزيمة لهذا الكيان الذي كان يعربد في المنطقة، دون ان تتجرأ اي قوة في المنطقة ان ترد على عربدته، خوفا من ردة فعله وردة فعل عرابه الامريكي، ولكن بفضل الثورة الاسلامية في ايران، وبفضل يوم القدس العالمي، بات هذا الكيان ينكمش، واصوات تصدعه باتت تسمع، ولن تنفعه عمليات الانعاش الامريكي، التي اصبحت عبئا على امريكا واقتصادها وسمعتها الملطخة بالعار اصلا.
* سعيد محمد – العالم
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-05 23:04:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي