قلة الصفيحات الدموية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تحدث قلة الصفيحات الدموية عندما لا يصنع نقي العظام ما يكفي من الصفيحات الدموية، وهي خلايا الدم التي تشكل الجلطات الدموية التي تساعد على وقف النزيف. عند الإصابة بقلة الصفيحات الدموية ويحدث نزف شديد قد يكون من الصعب إيقاف هذا النزيف.

تظهر قلة الصفيحات الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون حالات طبية معينة كأمراض المناعة الذاتية، أو لدى الذين يتناولون أدوية معينة. يعالج الأطباء عادةً قلة الصفيحات الدموية بعلاج الحالة ذاتها أو بتغيير الدواء الذي تسبب بحدوث الإصابة.

ما مدى شيوع هذه الحالة؟

قد يعاني بعض الأشخاص قلة الصفيحات الدموية ولا يدركون ذلك لأن الأعراض قد تكون خفيفة جدًا، لهذا السبب يصعب على الأطباء تحديد عدد المصابين بهذه الحالة بدقة. وقد يشك الأطباء بأن تكون الحالة هي قلة الصفيحات الدموية المناعية التي تصيب 3 إلى 4 من بين كل 100000 طفل وبالغ. ونحو 5% من الحوامل يصبن بقلة خفيفة في الصفيحات قبل الولادة مباشرة.

ما هي مضاعفات قلة الصفيحات الدموية؟

من المحتمل أن يكون الأشخاص المصابون بقلة الصفيحات الدموية الشديدة أكثر عرضة للإصابة بالحالات التالية:

  •  نزيف داخلي حاد: قد تتسبب قلة الصفيحات الدموية في نزيف في الجهاز الهضمي أو نزيف الدماغ. ويُعد نزيف الدماغ مشكلة تهدد الحياة.
  •  النوبة القلبية: قد تقلل قلة الصفيحات الدموية من كمية تدفق الدم إلى القلب.

ما هي مستويات الصفيحات الدموية الطبيعية؟

يتراوح عدد أو مستوى الصفائح الدموية الطبيعي لدى البالغين من 150000 إلى 450000 لكل ميكرولتر من الدم. أما مستويات قلة الصفيحات الدموية فهي:

  •  قلة الصفيحات الدموية الخفيفة: مستويات الصفيحات الدموية بين 101000 و 140000 لكل ميكرولتر من الدم.
  •  قلة الصفيحات الدموية المتوسطة: مستويات الصفيحات الدموية بين 51000 و 100000 لكل ميكرولتر من الدم.
  •  قلة الصفيحات الدموية الشديدة: مستويات الصفيحات الدموية بين 51000 و 21000 لكل ميكرولتر من الدم.

ما هي أعراض قلة الصفيحات الدموية؟

بعض الأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من قلة الصفيحات الدموية ليس لديهم أعراض، لكن أحد الأعراض الأولية تظهر بعد جرح أو نزيف في الأنف بلا توقف. وتشمل الأعراض الأخرى:

  •  اللثة النازفة: قد يلاحظ وجود دم على فرشاة الأسنان وقد تبدو اللثة منتفخة.
  •  الدم في البراز: قد يبدو لون البراز غامقًا جدًا.
  •  الدم في البول: ظهور لون وردي شاحب في ماء المرحاض بعد التبول، فقد يوجد دم في البول.
  •  القيء الدموي (الهيماتتيمسس): هو علامة على نزيف في الجهاز الهضمي العلوي.
  •  فترات الدورة الشهرية الغزيرة: إذا استمرت الدورة الشهرية أكثر من سبعة أيام أو حصل نزف أكثر من المعتاد أي حدوث غزارة الطمث.
  •  الحبرات (Petechiae): يظهر هذا العرض كنقاط حمراء أو أرجوانية صغيرة أسفل الساقين تشبه الطفح الجلدي.
  •  الفرفرية: قد تظهر بقع حمراء أو أرجوانية أو بنية على البشرة. ويحدث هذا عندما يتسرب الدم من الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد.
  •  الكدمات: تحدث الكدمات عندما يتجمع الدم تحت الجلد. قد تظهر الكدمات بسهولة أكثر من المعتاد.
  • نزيف المستقيم: قد يلاحظ وجود دم في مياه المرحاض أو بعد المسح.

ما الذي يسبب قلة الصفيحات الدموية؟

تقع أسباب قلة الصفيحات الدموية ضمن واحدة من الفئات الثلاث التالية:

  •  عدم قدرة نقي العظام على صناعة ما يكفي من الصفيحات الدموية، وقد يحدث ذلك في حال الإصابة بسرطانات الدم مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
  •  أن يصنع نقي العظام ما يكفي من الصفيحات الدموية، لكن الصفيحات الدموية تنخفض في بعض الحالات الخاصة، و من بينها الحالات التي تستهلك الصفيحات الدموية أو تدمر تلك الصفيحات.
  •  أن يحبس الطحال الصفيحات الدموية حتى لا تتمكن من الدوران عبر مجرى الدم. إذ يخزن الطحال عادةً ثلث مخزون الصفيحات الدموية تقريبًا.

تشمل العوامل التي تؤثر في مخزون الصفيحات الدموية ما يلي:

  •  أمراض المناعة الذاتية: مثل قلة الصفيحات الدموية المناعية (ITP)، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، التي تهاجم جهاز المناعة وقد تدمر الصفيحات الدموية.
  •  سرطانات الدم: قد يتلف سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية نقي العظام ويؤثر في قدرته على تكوين خلايا دم كافية، ومنها الصفيحات الدموية.
  •  علاجات السرطان: ومن بينها العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي الذين يدمرون الخلايا الجذعية التي كانت ستصبح صفيحات دموية.
  •  الفرفرية الخثرية الصفيحية (TPP): يسبب اضطراب الدم هذا جلطات دموية في الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم. إذ أن الصفيحات الدموية مسؤولة عن تشكيل الجلطات الدموية، وعند الإصابة بالفرفرية الخثرية الصفيحية (TPP) أو أي حالة مماثلة ينخفض مخزون الصفيحات الدموية، أو القدرة على تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، وبذلك تُستَهلك الصفيحات الدموية.
  •  العدوى: قد تؤدي العدوى البكتيرية والفيروسية إلى خفض مستويات الصفيحات الدموية.
  •  الإدمان على تعاطي الكحول: يبطئ الكحول من إنتاج الصفيحات الدموية. وقد يؤدي شرب الكثير من الكحول إلى انخفاض مستوى الصفيحات الدموية.
  •  المواد الكيميائية السامة: قد يؤثر التعرض للمواد الكيميائية السامة (كالزرنيخ والبنزين والمبيدات الحشرية) في مستويات الصفيحات الدموية.
  •  الأدوية: قد تؤثر المضادات الحيوية التي تعالج الالتهابات البكتيرية وأدوية الاختلاج وأمراض القلب والهيبارين في الصفيحات الدموية.

كيف يشخص الأطباء قلة الصفيحات الدموية؟

يفحص الأطباء المريض للتحقق من وجود كدمات وطفح جلدي وأعراض أخرى مرتبطة بقلة الصفيحات الدموية. ويسألونه عن التاريخ الطبي للمريض والأدوية المتناولة، وقد يطلبون الاختبارات التالية:

  •  تعداد الدم الكامل (CBC): يتحقق الأطباء من مستويات الصفيحات الدموية ومستويات خلايا الدم البيضاء والحمراء.
  •  لطاخة الدم المحيطية: يفحص الأطباء الصفيحات الدموية تحت المجهر.
  •  اختبار جلطة الدم: يقيس اختبار جلطة الدم الوقت الذي يستغرقه تجلط الدم، ةتشمل هذه الاختبارات وقت الثرومبوبلاستين الجزئي (PTT) واختبار زمن البروثرومبين (PT).
  •  خزعة من نقي العظام: إذا أظهرت اختبارات الدم انخفاض عدد الصفيحات الدموية، فقد يجري الأطباء خزعة من نقي العظام.

كيف يعالج الأطباء قلة الصفيحات الدموية؟

قد لا يحتاج المريض إلى علاج إذا كان عدد الصفيحات الدموية منخفضًا دون تسبب في إحداث مشكلات كبيرة. ويستطيع الأطباء رفع مستوى الصفيحات الدموية بعلاج السبب الأساسي، وقد يتضمن هذا النهج تغيير الأدوية. تشمل العلاجات الأخرى:

  •  الستيروئيدات: قد تعزز هذه الأدوية إنتاج الصفيحات الدموية.
  •  نقل الدم: إذا كان مستوى الصفيحات الدموية منخفضًا جدًا، فقد يستخدم الأطباء عمليات نقل الدم لزيادة مستويات الصفيحات الدموية مؤقتًا. قد تعزز عمليات نقل الدم من مستويات الصفيحات لمدة ثلاثة أيام تقريبًا.
  •  استئصال الطحال: تُجرى هذه الجراحة إذا أظهرت الاختبارات أن الطحال يحبس أعدادًا كبيرة من الصفيحات الدموية. والأشخاص الذين يخضعون لاستئصال الطحال لديهم خطر متزايد للإصابة بالعدوى. قد يتلقون اللقاحات لمنع العدوى.

كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بقلة الصفيحات الدموية؟

من الضروري إدراك الوضع الصحي والحالات الطبية أو الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة بقلة الصفيحات الدموية. وبالوسع سؤال مقدم الرعاية الصحية عن وجوب تجنب أدوية أو أنشطة معينة.

ماذا هي التوقعات لدى المصابين بهذه الحالة؟

قد تتسبب عدة أشياء في انخفاض مستويات الصفيحات الدموية وتتطور الحالة إلى أن تحدث الإصابة بقلة الصفيحات الدموية. فقد يكون المريض مصابًا مثلًا بأحد أمراض المناعة الذاتية الذي يؤثر في مستويات الصفيحات الدموية، أو تنخفض مستويات الصفيحات الدموية بسبب شرب الكثير من الكحول أو التعرض لبعض المواد الكيميائية السامة.

وما إن يكشف الطبيب عن سبب انخفاض مستويات الصفيحات الدموية، سيتخذ الخطوات المناسبة للعلاج. ويجب السؤال عن سبب المشكلة وعن العلاج المناسب أو التغييرات في نمط الحياة التي يوصى بها.

إذا أوصى الطبيب باتباع علاج، فقد يحتاج تطبيق علاج مستمر للحفاظ على مستوى الصفيحات الدموية الطبيعية. سيراقب الطبيب مستويات الصفيحات الدموية.

كيفية اعتناء الأشخاص المصابين بقلة الصفيحات الدموية بأنفسهم

  •  إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة: إذا كان المريض مدخنًا، يستحسن الإقلاع عن التدخين. إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة بجلطات الدم. إذا كان المريض يشرب الكحول، فيجب الاعتدال بالكميات. قد يؤثر تعاطي الكحول بكثرة في مستويات الصفيحات الدموية. ويُنصح بتنظيف الأسنان جيدًا لتجنب علاجات الأسنان التي قد تسبب النزيف.
  •  الاعتدال باستخدام الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية (OTC): إذ تحتوي بعض الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية على الإيبوبروفين أو الأسبرين الذي قد يجعل الدم أقل كثافة، ويُنصح بالتحدث مع الطبيب قبل استخدام المكملات الغذائية والعلاجات العشبية.
  •  تجنب الأنشطة التي قد تسبب الكدمات والنزيف: تزيد معظم الرياضات الاحتكاكية (مثل كرة القدم أو كرة السلة) من فرصة التعرض للإصابة بالنزيف. يجب السؤال عن الأنشطة التي يمكن القيام بها دون زيادة خطر الإصابة بقلة الصفيحات الدموية.
  •  ارتداء حزام الأمان أثناء القيادة أو ركوب السيارة.
  •  إخبارالطبيب و الصيدلاني عن الأدوية التي يستخدمها المريض دوريًا: قد يستخدم المريض أدوية لتخفيف كثافة الدم. وخاصةً إذا خضع المريض لعملية جراحية أو عمليات طب أسنان، فيجب إخبار الطبيب عن الأدوية المستخدمة قبل الجراحة.

متى يجب طلب مساعدة الأطباء والرعاية الصحية؟

قد تتطور أعراض قلة الصفيحات الدموية بسرعة كبيرة أو مع مرور الوقت. وقد تسبب الإصابة أيضًا نزيفًا ضمن الجسم. وتُطلب مساعدة الأطباء والرعاية الصحية في الحالات التالة:

  •  ملاحظة تغيرات في الجسم قد تدل على أعراض قلة الصفيحات الدموية، مثل الكدمات الجديدة والنزيف غير العادي.
  •  الحمى أو علامات أخرى للإصابة بالعدوى. بعد الخضوع لعملية استئصال الطحال، يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.

ما هي الأسئلة التي يجب طرحها على الأطباء؟

  •  لماذا حصلت الإصابة بقلة الصفيحات الدموية؟
  •  ما هو أفضل علاج للحالة؟
  •  هل توجد مخاطر علاجية أو آثار جانبية؟
  •  ما هي التغييرات التي يمكن إجراؤها لتقليل النزيف والكدمات؟
  •  هل تجب مراقبة علامات أي مضاعفات؟

الخلاصة

قد تؤدي الإصابة بقلة الصفيحات الدموية إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات مثل النزيف المفرط والكدمات، وتزيد الإصابة الشديدة بقلة الصفيحات الدموية من خطر الإصابة بنزيف داخلي أو نوبة قلبية. وتجب معرفة سبب انخفاض عدد الصفيحات الدموية ومناقشة خيارات العلاج مع الطبيب.

اقرأ أيضًا:

قلة الصفيحات المحدثة بالهيبارين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

فرفرية نقص الصفيحات الخثارية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

المصدر
الكاتب:سارة دامر
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-09-11 12:08:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version