كانييه ويست ينضم لقائمة النجوم "المنبوذين" بعد إغلاق الشركات العالمية الباب في وجهه

<p>هبطت تقديرات ثروة كانييه ويست بين ليلة وضحاها من مليار ونصف المليار دولار إلى 400 مليون (أ ف ب)</p>

أغلقت الأبواب في وجه كانييه ويست مرة واحدة، فبعد أسابيع من المناوشات التي كان هو طرفاً أساسياً فيها، قررت المؤسسات التجارية والفنية مقاطعة نجم الراب الأميركي البالغ من العمر 45 سنة، حيث وقفت الشركات أمامه كجماعة متفقة على عقابه بشكل فوري، حتى إن متحف “مدام توسو” بلندن لم يتحمل تمثال كانييه ويست الشمعي واقفاً، وتم سحبه إلى الأرشيف بعد توالي تصريحاته المعادية للسامية وللسود أيضاً.
إنه فصل جديد من الانتقام الهوليوودي الذي تدخل فيه هذه المرة كيانات أخرى متعلقة بصناعة الموضة، وذلك بعدما سبقه إلى القائمة السوداء، عدد من زملائه المشاهير، حيث إن بعضهم يحاول توفيق أوضاعه والعودة بتروٍّ وهدوء، فيما اختفى آخرون من المشهد الفني تماماً.
وهبطت تقديرات ثروة كانييه ويست الذي غير اسمه إلى “ييه” بين ليلة وضحاها من مليار ونصف المليار دولار أميركي إلى 400 مليون دولار، بحسب تقديرات “فوربس”، لكن نزيف الخسائر لن يتوقف على ما يبدو، سواء الأدبي أو المالي، إنها الواقعة التي لن تنفع معها طريقته في العناد لتجاوزها، فلم يتعلم الدرس مثلاً من ويل سميث الذي كابر لبعض الوقت ثم وجد أنه لا بد من الاعتذار الصريح والمباشر لكريس روك بعد صفعة الأوسكار، إذ إن ويست يمعن في التمسك بالآراء التي تصدم المقربين منه قبل المتابعين.
وفي كل الأحوال، لا تحب المؤسسات الضخمة العزف منفردة وتفضل أن تتخذ خطوات مماثلة لنظيرتها، وتسير حرفياً وراء السائد، فهل سيجد كانييه ويست من يقف وراءه ويتمسك بمساندته؟ التاريخ القريب يقول إن أياً من هذا الدعم لم يلقه زملاؤه الذين وضعتهم تصرفاتهم في مواقف مماثلة.

ويل سميث يخرج من عزلته

قبل سبعة أشهر مثلاً واجه الممثل ويل سميث حزمة من المقاطعات التي وصلت إلى إلغاء عدد كبير من مشروعاته الفنية، ومنع من حضور حفلة الأوسكار لمدة 10 سنوات مقبلة، بعد أن صعد على مسرح الأوسكار على الهواء وصفع المقدم الكوميدي كريس روك بعد سخرية الأخير من شعر جادا، زوجة سميث.
وعاش النجم الذي حصل على جائزة الأوسكار الوحيدة في مسيرته خلال هذا الحفل في عزلة قاسية، ولكنه أبدى تدريجاً ندمه على استعمال العنف بأكثر من صورة وتراجع قبل فوات الأوان عن تصرفه، والنتيجة أنه أصبح يعود إلى الأضواء مجدداً، ويبدو أنه كان أكثر حظاً، إذ سامحته بعض المؤسسات كذلك، وبدأ زملاؤه بمساندته، واحتفل قبل أيام بعرض فيلمه الأول بعد الواقعة بعنوان “الانعتاق” (Emancipation) وحرص عدد من المشاهير على حضور الحفل إلى جانبه وإعلان دعمهم له ومن بينهم ريهانا.

الدرس الذي لم يتعلمه كانييه

أما كانييه المولود في جورجيا بالولايات المتحدة ويعتبر من أنجح نجوم الراب والهيب هوب في العصر الحديث، فاتهم بالعنصرية والتحريض على العنف ومعاداة السامية وكذلك مهاجمة ذوي البشرة السمراء، كما تم حظر حسابه الرسمي في “تويتر” و”إنستغرام”، ولكن حظره على الأخير كان موقتاً، حيث عاد معلقاً على التداعيات الأخيرة والعقوبات التي يتعرض لها، مؤكداً أنه خسر خلال ساعات مليار دولار من ثروته، ومشيراً إلى أنه لا يهتم بالمال ولكن بالناس فقط، بعدما أنهى عدد من ماركات الأزياء شراكتها معه، ومن بينها أديداس وغاب ودار بالنسياغا، ولم يعرف مصير مجموعته Yeezy التي تمثل مبيعاتها نسبة كبيرة من أرباح الشركات التي تعمل بها.
وبحسب الملاحظ فإن ورطة كانييه ويست تبدو أكبر بكثير من أزمة ويل سميث، بخاصة أن ويست الذي لديه أربعة أطفال يعيشون مع والدتهم كيم كارداشيان لا يزال متمسكاً بآرائه إذ وصف اليهود بأنهم “زيفوا مأساة المحرقة”، وبأنهم يحركون الإعلام العالمي على أهوائهم، ويجرون زوجته السابقة وأم أبنائه إلى الرذيلة، مما فجر موجة من التعاطف مع أتباع الديانة اليهودية، ووجه مشاهير هوليوود رسائل دعم لهم، من بينهم جينيفر أنيستون وأسرة كارداشيان كذلك.
تصريحات ويست غير المتوقعة التي قالها في حوارات صحافية وعبر السوشيال ميديا والبودكاست، شملت أيضاً ارتداءه قبل أسابيع قميصاً يحمل شعار “حياة البيض مهمة” الذي يعبر عن وجهة نظر اليمين المتطرف، كرد على حملة “حياة السود مهمة”، كما قال إنه يعتقد أن جورج فلويد لم يقتل على يد الشرطة وإنما بسبب تعاطيه المخدرات الأفيونية.
يذكر أن النجم البارز الحاصل على أكثر من 20 جائزة “غرامي”، بالإضافة إلى تكريمات عدة في مجال الموسيقى، يعاني اضطراباً ثنائي القطب الذي يعرف بأنه اضطراب نفسي يسبب نوبات من الهوس وأيضاً نوبات من الاكتئاب، ولكن بحسب المتخصصين فإن مواقفه الأخيرة لا ترتبط مباشرة بأزمته المرضية، وكان الفنان الشهير قد اتهم على مدى الأشهر الماضية بالتحريض على العنف ضد الممثل بيت ديفيدسون (28 سنة) الحبيب السابق لطليقته كيم كارداشيان، ودخل في سجال سلبي أيضاً مع عدد من المشاهير الآخرين من بينهم العارضة جيجي حديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حملات المقاطعة تسيطر على هوليوود

حتى الآن لم تتضح معالم السيناريو المتوقع في أزمة كانييه، بخاصة أن الهجوم عليه لا يزال مستمراً والتصعيد الحاصل من قبل المؤسسات الكبرى يتوالى، إذ طرده موظفو أحد مكاتب شركة “سكيتشرز” في لوس أنجليس بعدما فوجئوا به وبفريقه في زيارة بلا موعد، لتبادر الشركة إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن لا نية لديها أبداً في التعاون مع ويست، لأنها لا تتسامح مع تصريحاته المثيرة للانقسام ولا تتغاضى كذلك عن خطاب الكراهية الذي يتبناه، كما تحدث المتابعون عن ضرورة إزالة أغنياته من تطبيقات البث الموسيقي المختلفة، مما يشير إلى أن مسيرته كمغن أيضاً على المحك، إذ إن شركات الإنتاج غير متحمسة للعمل معه بالمرة وكذلك وكالات تنظيم الحفلات، كما لم يعد مرحباً به في حفلات جوائز الـ”غرامي” المقبلة.
وبخصوص حملات المقاطعة الشبيهة، فمن المؤكد أن النجم جوني ديب (59 سنة) لم يستعد سمعته في هوليوود قبل إثبات المحكمة رسمياً أنه لم يعنف زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد، حينها تنفس الصعداء قبل أربعة أشهر، بعد أكثر من عامين أمضاها منبوذاً في هوليوود بعد اتهامه بالعنف المنزلي وإساءة معاملة النساء وإدانته بتلك التهم في محاكمة جرت في لندن، مما أسفر عن استبعاده من مشاريع سينمائية كبيرة، ولكنه حصل أخيراً على البراءة إثر محاكمة جديدة في نيويورك، وعاد إلى نشاطه الفني وتعاقد على تصوير أفلام جديدة، كما قام بأكثر من جولة موسيقية وأحدثها في الولايات المتحدة، وتشهد حفلاته حضوراً جماهيرياً كبيراً، فيما تعثرت آمبر هيرد في سداد التعويضات المالية في القضية والتي تصل إلى 15 مليون دولار وهو مبلغ يعادل ضعف ثروتها الفعلية تقريباً، فيما لم ينج النجم كيفن سبيسي (62 سنة) الحائز على جائزتي أوسكار من الإقصاء، إذ استبعد تماماً من أي مشاريع هوليوودية منذ أربع سنوات، وهو يكافح من أجل الاستمرار في التمثيل بمشروعات صغيرة في عدد من الدول الأوروبية، وذلك على خلفية تعدد التهم الموجهة إليه بالتحرش واغتصاب الرجال، وعلى رغم تبرئته أخيراً في الولايات المتحدة من تهمة الاعتداء الجنسي على الممثل أنتوني راب، فإنه لا يزال مشتبهاً فيه وقد يدان في أربع تهم مماثلة أخرى في المملكة المتحدة.

 كما لقي الممثل كريس نوث مصيراً مشابهاً بعد طرده من الأعمال التي كان يشارك فيها، ومن بينها مسلسلا And Just Like That وThe Equalizer، على خلفية اتهامه بالتحرش والاعتداء على أكثر من فنانة صاعدة وتوجيهه تهديدات لهن لعدم فضحه.
ويبدو وضع كانييه ويست حتى الآن مغايراً تماماً، وعلى ما يبدو أنه لن يحصل على “صك الغفران” بسهولة، في حين أن فكرة اعتذاره علناً عما بدر منه لا تتناسب كثيراً مع شخصيته المعتدة بمواقفها مهما كانت صادمة.

subtitle: 
المغني المثير للجدل يعلق على خسارته ملياري دولار ومسيرته الفنية على المحك بعد اتهامات له بالعنصرية وتبني خطاب "كراهية"
publication date: 
الثلاثاء, نوفمبر 1, 2022 – 09:45

المصدر
الكاتب:fadi.matar
الموقع : www.independentarabia.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-11-01 08:43:55
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version