تتضمن علاجات كسر القدم الراحة واستخدام الثلج ورفع القدم وتناول الأدوية المضادة للالتهاب وارتداء جبيرة أو استخدام عكازات لتجنب تحميل الوزن على العظام المنكسرة إلى حين شفائها. يتراوح الوقت المطلوب للشفاء بين أربعة وستة أسابيع، لكن قد يكون أطول من ذلك في بعض الحالات.
يناقش هذا المقال أسباب كسر القدم وأعراضه والحالات التي ينبغي فيها التوجه إلى الطبيب، إلى جانب الإسعافات الأولية وسبل التشخيص والعلاج والوقاية من كسور القدم.
أعراض كسر القدم
تنكسر العظام في صور متنوعة، إذ قد يكون الكسر تصدعات وشقوق صغيرة أو كسرًا كاملًا يسبب انفصالًا في العظم. تؤدي بعض الكسور الشديدة إلى تمزق الجلد وتخلّف جرحًا على سطحه، ويسمى هذا النوع «الكسور المفتوحة».
قد يصعب تمييز الكسور عند عدم وجود جرح أو إزاحة واضحة في العظم، إلى جانب أن بعض التصدعات أو الكسور الصغيرة قد لا تسبب ألمًا شديدًا، لكن يعد تشوه الأصابع أو أي منطقة أخرى من القدم مؤشرًا قويًا على حدوث كسر، مثل وجود نتوء غير اعتيادي في القدم.
تتضمن مؤشرات كسر القدم أيضًا:
- الشعور بفرقعة أو سماع صوت صرير عند حدوث الإصابة.
- الشعور بالألم أو صعوبة تحريك القدم.
- صعوبة المشي أو تحميل الوزن على القدم.
- التألم عند لمس الإصابة.
- الشعور بالدوار أو الغثيان بعد الإصابة.
كيف يبدو كسر القدم؟
ينبغي على المصاب استشارة الطبيب فورًا عند الشك بوجود كسر في القدم أو إبهام القدم، ويجب أن يتجنب قيادة السيارة. أما كسور أصابع القدم الصغيرة فهي أقل حدة.
تتضمن الحالات التي تستوجب طلب المساعدة:
- تشوه الساق أو القدم أو الإصبع.
- جرحًا أو تمزقًا في الجلد بالقرب من الإصابة.
- تغير لون القدم والأصابع إلى الأزرق أو الرمادي.
- تنميل القدم والأصابع أو الشعور بالبرودة أو التخدير في المنطقة المصابة.
تجب أيضًا استشارة الطبيب عند وجود أي إصابة تمنع المشي أو تسبب ألمًا مستمرًا أو انتفاخًا في الأقدام.
ما الفرق بين كسر القدم والتوائها؟
قد تسبب إصابات القدم التواءً بدلًا من الكسر، ويحدث الالتواء عند تمدد أو تمزق الأربطة التي تعد الأنسجة الضامة بين العظام. يسبب الالتواء أحيانًا أعراضًا مشابهة للكسر، لذا قد يصعب على المصاب التفريق بينهما.
يؤدي كسر القدم عمومًا إلى ألم مستمر وأكثر حدة، فضلًا عن أن الانتفاخ والرضوض الناجمة عن الكسور تكون أكثر شدة مقارنةً بإصابات الالتواء.
لكن هذا لا يعني أن الالتواءات لا تسبب الألم أو تعيق الحركة. يطلب الطبيب غالبًا إجراء فحوصات تصوير كي يشخص الحالة المصابة بالكسر أو الالتواء بدقة.
كم يستغرق الشفاء؟
يتطلب شفاء كسر القدم أو الأصابع ما يتراوح بين أربعة وستة أسابيع، إلا أنه قد يستغرق في بعض الحالات نحو 10-12 أسبوع.
ينبغي على المصابين اتباع نهج العناية بكسر القدم وأي تعليمات أخرى من طبيبهم، قد يحتاج المصابون أيضًا إجراء فحوصات تصوير إضافية للتأكد من سلامة شفائهم وتراصف عظامهم في موضعها الصحيح.
لا يُنصح بممارسة المقدار ذاته من النشاط البدني في أثناء فترة الشفاء من الكسور، إذ قد يمنع ذلك الشفاء التام من الكسر أو الإصابة مرة أخرى أو تفاقم الحالة إلى كسر كلي، ويجب على المصاب إبلاغ الطبيب في حال عودة الألم أو الانتفاخ.
سبل علاج كسر القدم
يعتمد علاج كسر القدم على نوع الكسر وموقعه وشدة الإصابة؛ إذ يُشفى الكسر في معظم الحالات بمجرد أخذ قسط من الراحة وتخفيف الحمل على القدم المكسورة، وتساعد بعض مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين والنابروكسين على تخفيف الألم والانتفاخ.
لكن في حال انزياح العظام من موضعها، قد يضطر الطبيب إلى إصلاحها مباشرةً وإعادتها إلى موقعها الصحيح عبر عملية تسمى «اختزال الكسور»، مع إعطاء مخدر موضعي ومعالجة أي جروح مفتوحة قبل البدء في العملية.
إذا تسببت الإصابة بتشوه العظام أو انعدام ثباتها، قد يدخل الجراح دبابيس أو لويحات معدنية أو براغي في القدم لتثبيت العظام في موضعها إلى حين شفائها، وتسمى هذه العملية بالتثبيت الداخلي.
علاوةً على ذلك، قد يضع الطبيب جبيرة أو يعطي المصاب حذاءً وقائيًا لحماية القدم خلال عملية الشفاء، إذ تحمي هذه الوسائل القدم المصابة وتساعد على تثبيتها وتخفيف الحمل، وقد يحتاج المصاب عكازات حتى يستطيع المشي بسهولة.
الإسعافات الأولية لكسور القدم
ينبغي طلب المساعدة فورًا عند الشك بحدوث كسر في عظام القدم أو الأصابع، لكن يُنصح باتباع نهج العناية بكسور القدم في أثناء انتظار وصول المساعدة، وهو مفيد في الكسور والتواء الكاحل، ويتضمن:
- الراحة: ينبغي تخفيف الضغط أو الحمل على القدم المصابة والامتناع عن المشي دون داعٍ، إذ قد يؤدي إلى تفاقم الإصابة.
- كمادات الثلج: يستحسن وضع كمادات ثلج على موضع الكسر لتخفيف الألم والانتفاخ، ويمكن وضعها مدة 20 دقيقة على عدة مرات خلال أول يومين بعد الإصابة، لكن يجب عدم وضعها على الجلد مباشرةً.
- الضغط على الإصابة: يجب لف القدم المصابة في رباط أو ضمادة ناعمة مع التأكد أنها ليست مشدودة أكثر من اللازم، إذ قد يمنع الرباط المحكم تدفق الدم في القدم.
- رفع القدم: يفضل وضع وسادات تحت القدم المصابة ورفعها إلى أعلى ما يمكن عن مستوى القلب لتخفيف الألم والانتفاخ.
أما عند الإصابة بكسور في أصابع القدم القصيرة، فيمكن إلصاق الإصبع المكسور في الإصبع المجاور لدعمه، وذلك بوضع قطعة من القطن أو الشاش بين الإصبعين ثم إلصاقهما معًا بشريط جراحي.
بإمكان المصاب تسكين ألم الكسور بأخذ بعض المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، وفي حال الاضطرار إلى المشي على القدم أو الإصبع المصاب، ينبغي ارتداء حذاء واسع ومتين ولا يضغط على المنطقة المصابة.
أسباب كسر القدم
على الرغم من قدرة القدم على تحمل قوة كبيرة، فإن كسور عظام القدم والأصابع تعد شائعة.
قد ينجم كسر القدم عن حالات بسيطة مثل التعثر والركل، أو التواء القدم والكاحل بطريقة غير ملائمة، أو تعرض القدم إلى ضربة من جسم ثقيل.
تنتشر كسور الإجهاد تحديدًا بين الرياضيين أو أي شخص يمارس رياضة تتضمن الكثير من الاصطدامات، مثل كرة القدم والسلة والركض والرقص.
تتمثل كسور الإجهاد عادةً في شقوق ضئيلة أو مجهرية قد تتفاقم مع مرور الوقت، وتنجم هذه الكسور عادةً عن النشاط المتكرر أو الزيادات المفاجئة في شدة التمارين الرياضية.
تشخيص كسر القدم
يطرح الطبيب قبل تشخيص كسر القدم بعض الأسئلة عن الإصابة، ثم يتحسس القدم المصابة ويحركها، وقد يطلب أيضًا صورة أشعة سينية لتأكيد التشخيص أو فحص الكسر.
تتطلب كسور الإجهاد أحيانًا فحص رنين مغناطيسي أو تصوير بالموجات فوق الصوتية، إذ يصعب رصد هذا النوع من الكسور بالأشعة السينية.
الوقاية من كسر القدم
يمكننا تقليل خطر إصابات القدم بإبقاء الأرضيات خالية ونظيفة، وينبغي على عمال البناء أو العاملين في الأماكن الخطيرة ارتداء أحذية وقائية، ويمكن منع كسور الإجهاد باتباع النصائح التالية:
- ارتداء أحذية ملائمة للرياضة وتجهيزات الحماية.
- التمدد والإحماء وبدء ممارسة النشاط ببطء.
- زيادة السرعة أو المدة أو المسافة والشدة على نحو تدريجي أو بعد استراحة.
- الاستعانة بتمارين التمدد لتقوية عضلات الساق.
- تبديل التمارين عالية الشدة مع أنشطة خفيفة مثل السباحة أو ركوب الدراجة.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د لدعم قوة العظام.
اقرأ أيضًا:
هل تقلل الأحذية ذات الياقة العالية من خطر التواء الكاحل؟
ما أسباب ألم القدم ؟ وما علاجه؟
لماذا يسبب ارتطام إصبع القدم ألمًا شديدًا لا يحتمل؟
التواء الكاحل الأسباب والعلاج والوقاية
ترجمة: رحاب القاضي
تدقيق: جعفر الجزيري
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-04-19 23:52:30