كيف تعمل التكنولوجيا على تحويل الرعاية الصحية في المملكة؟

 

من المتوقع أن يولّد سوق الرعاية الصحية السعودي 464 مليون دولار أمريكي في عام 2022 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.79% حتى عام 2025. ونظرًا لطبيعتها السكانية التي تتميز بتزايد عدد الشباب فمن المتوقع أن تتطلب المملكة العربية السعودية أكثر من 20000 سرير مستشفى إضافي بحلول عام 2035.

والابتكارات في التكنولوجيا والوباء العالمي من بين القوى الرئيسية الدافعة للتغييرات في صناعة الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية بمثل هذا المعدل غير المسبوق. ومن رعاية المرضى إلى البحث الطبي والتدريب يتأثر كل جانب من جوانب الرعاية الصحية بالتقدم التكنولوجي والإصلاحات التشغيلية.

وأصبحت مدة الإقامة في المستشفى أقصر؛ حيث يمكن إجراء المزيد من الإجراءات في العيادات الخارجية؛ وهذا بفضل التقدم في تقنيات التشخيص والعلاج، فضلاً عن توافر معدات طبية ذات جودة أفضل، وعلى مدى السنوات القادمة من المتوقع أن تصبح الرعاية الصحية رقمية بشكل متزايد؛ ما يحسن مستوى الوصول والراحة للمرضى.

رقمنة الرعاية الصحية

مع ضغط الوباء العالمي اضطرت صناعة الرعاية الصحية في السعودية للتكيف مع طرق جديدة للعمل بوتيرة لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط. واستدعت الزيادة المفاجئة والسريعة في أعداد المرضى اتباع نهج أكثر تماسكًا وترابطًا للرعاية. واستجابة لهذه الحاجة بدأت الحكومة السعودية العمل على تطوير رؤية موحدة لتوفير الصحة الإلكترونية في جميع أنحاء المملكة. وسيتمكن المرضى من الوصول إلى رعاية مبسطة وفعالة وعالية الجودة بغض النظر عن الموقع.

وفي قلب هذا التحول تكمن رقمنة الرعاية الصحية؛ فمن خلال الاستفادة من التقنيات الجديدة والمبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية سيكون نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية قادرًا على أن يصبح أكثر استجابة لاحتياجات المرضى. علاوة على ذلك سوف تساعد هذه الأدوات في تحسين الاتصال بين مختلف مقدمي الرعاية؛ ما يؤدي إلى تنسيق أفضل وتقديم الرعاية.

ويتم بالفعل تنفيذ تقنيات جديدة عبر مستشفيات المملكة؛ إذ يتم تقديم الذكاء الاصطناعي لتفسير صور الأشعة السينية للمريض؛ ما يخفف بعض الضغط عن موظفي المستشفى. في المستقبل القريب قد يتمكن الأطباء السعوديون من استخراج سجلات الرعاية الصحية للمرضى باستخدام تقنية البيانات الضخمة للمساعدة في التشخيص ووضع خطط العلاج. وتلعب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية أيضًا دورًا مهمًا في رقمنة الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية.

ويوجد حاليًا 150 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية تعمل داخل المملكة. وأحد هذه التطبيقات هو Cura – وهو تطبيق مطور محليًا يتيح للمستخدمين تلقي استشارات الفيديو عن بُعد مع الأطباء عبر 34 تخصصًا مختلفًا. وبالمثل يمنح التطبيق الجديد المسمى Labayh المستخدمين القدرة على التواصل مع مستشار أو معالج نفسي مؤهل بسرعة وسرية. وتعمل هذه الشركات على تطوير حلول مبتكرة لها تأثير إيجابي في حياة العديد من المرضى.

وخارج حدود المملكة العربية السعودية أجرى جراحو الأعصاب في جون هوبكنز أول جراحة للواقع المعزز في يونيو 2021. كما يتم نشر سماعات رأس الواقع الافتراضي أثناء التدريب الطبي؛ للسماح للطلاب بالتدرب في بيئة افتراضية قبل الانتقال إلى الواقع. ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا لتدريب الجيل القادم من الأطباء السعوديين، ربما في مساحات افتراضية مثل metaverse؛ لتلبية الطلب المتزايد في المملكة على الأطباء المؤهلين.

 

كيف تواكب الصناعة القانونية التطور؟

 

مع الانتشار الواسع لتخزين البيانات السحابية قدمت الحكومة السعودية قانونًا جديدًا يحظر على مقدمي الرعاية الصحية تخزين البيانات الشخصية لأي مواطن سعودي خارج المملكة. إن الدفع المستمر نحو السعودة يؤثر أيضًا في صناعة الرعاية الصحية. وكما هو الحال حاليًا يجب على كل مستشفى تعيين طبيب مؤهل محليًا يحمل الجنسية السعودية كمدير طبي للمستشفى، مع بعض الاستثناءات الممنوحة للمستشفيات في المناطق الريفية أو النائية للغاية.

 

والطريقة التي تؤثر بها التكنولوجيا في صناعة الرعاية الصحية من المقرر أن تستمر بوتيرة متزايدة باستمرار. ومع بدء المزيد من البلدان في جميع أنحاء العالم اعتماد نهج مماثل فإن احتمالات المزيد من التحسين والكفاءة هائلة. وبالنسبة للمملكة العربية السعودية ستكون السنوات القليلة القادمة حاسمة في تشكيل مشهد الرعاية الصحية في البلاد مستقبلًا.

 

إقرأ أيضا:

هيئة الحكومة الرقمية تطلق حملة توعوية عن التطبيقات الحكومية الوهمية

 

المصدر

الكاتب : هدى السحلي
الموقع :www.tech-mag.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-05-05 14:00:58

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version