فهم من جانب يهددون بالرد على ايران في حال ردت على جريمتهم، ومن جانب اخر، لا تتوقف اتصالاتهم بالادارة الامريكية، طلبا للنجدة والمساعدة، لمواجهة ايران.
لا حاجة لنا ان نتوقف امام تهديدات زعماء الكيان الاسرائيلي امثال بنيامين نتنياهو ويواف غالانت و هرتسي هاليفي وغيرهم، والتي اقاموا فيها الدنيا ولم يقعودها، حول ردهم الساحق الماحق في حال ردت ايران على جريمتهم النكراء، فهي باتت مملة من كثرة تكرارها. الا اننا سنتوقف قليلا امام الاتصالات التي تكاد تكون يومية، والتي يجريها وزير الحرب الاسرائيلي يواف غالانت مع المسؤولين الامريكيين، وعلى راسهم وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن ووزير الخارجية انتوني بلينكن، والتي عادة ما يحذر من جدية التهديدات الايرانية ومخاطرها على كيانه، طالبا من العراب الامريكي الا يكتفي ببيع الطائرات والصواريخ والقنابل الى كيانه، بل عليه ان يسارع في ارسال كل جيوشه الى منطقة الشرق الاوسط، لحماية كيانه من الرد الايراني.
اخر اتصال، بين غالانت واستن، جرى يوم الاحد الماضي، كما ذكر مراسل موقع “أكسيوس” على منصة “إكس”، حيث اخبر غالانت اوستن ان الاستعدادات العسكرية الإيرانية تشير إلى أن طهران تجهز لشن هجوم واسع النطاق على “إسرائيل”، داعيا الجانب الامريكي ان ينسق عكلياتيا واستراتيجيا مع كيانه ، لـ”مواجهة هذه التهديدات“.
كالعادة اعلن اوستن التزام بلاده الراسخ في الدفاع عن “اسرائيل”. ومن اجل التقليل من روع غالانت وزعماء الكيان الاسرائيلي، اكد اوستن انه اصدر الاوامر بارسال طائرات إف-22 الأميركية إلى الشرق الأوسط. كما أمر بإرسال الغواصة “يو إس إس جورجيا”، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، الى مياه الشرق الاوسط. وامر ايضا مجموعة حاملة الطائرات “يو. إس. إس. أبراهام لينكولن”، المجهزة بمقاتلات من طراز “إف-35 سي”، بتسريع انتقالها إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، والتي ستنضم الى مجموعة حاملة الطائرات “يو. إس. إس. ثيودور روزفلت”، الموجودة فعلا في المنطقة. بالاضافة الى وجود مجموعة “يو إس إس واسب” البرمائية الجاهزة، والتي تضم قوة من الآلاف من مشاة البحرية القادرين على العمليات الخاصة، بالفعل في البحر الأبيض المتوسط.
كل هذا التحشيد الامريكي الضخم يجري في الوقت الذي تزرع امريكا عشرات القواعد العسكرية في المنطقة، وهدفها الرئيسي والاساسي الدفاع عن الكيان الاسرائيلي. واللافت ان امريكا لم تكتف بكل هذه الاجراءات الاستثنائية وغير المسبوقة، في الدفاع عن “اسرائيل”، بل اعلنت يوم امس الثلاثاء عن صفقة سلاح ضخمة ل”إسرائيل”، تبلغ كلفتها 20 مليون دولار، وتضم “ما يقرب من 50 طائرة مقاتلة من طراز إف-15، إلى جانب الإمدادات اللازمة لتعديل الطائرات المقاتلة الإسرائيلية”، بالاضافة الى الالاف من من القنابل شديدة التدمير تزن الواحدة منها ألفي رطل، وآلاف الصواريخ من طراز هيلفاير.
الغرض من كل هذا السرد، لبعض ما رسلته امريكا الى المنطقة للدفاع عن “اسرائيل” في مواجهة ايران وحزب الله ومحور المقاومة، ان نبين حقيقة لطالما تم تغييبها عن وعي الانسان العربي والمسلم، وهو ان “اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت”. فلو كانت “اسرائيل” قوية كما تزعم، فلم كل هذا الهلع الاسرائيلي والتحشيد الامريكي الضخم وغير المسبوق في تاريخ المنطقة، لمواجهة دولة واحدة، هي ايران، ومجموعات من المقاومين المدافعين عن فلسطين ومقدسات الامة؟!!. ترى ماذا كان سيكون مصير “اسرائيل”، لو كانت الدول والحكومات العربية تحمل شيئا من ايمان وشجاعة وعزم محور المقاومة، هل كانت ستقوم لها قائمة؟!. الا يكشف كل التواجد الامريكي الضخم في المنطقة، ان “اسرائيل” لم تكن يوما قائمة على قوتها الذاتية، وكل ما تملكه هو مزيف كما هو “شعبها”، فهذا الكيان قائم بقوة الغرب، وكلنا سمع قبل ايام كيف اصدرت امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا، بيانا مشتركا “حذروا فيها ايران من تهديد “اسرائيل”؟!!، الا يؤكد هذا لمن مازال يحسن الظن، من العرب والمسلمين، بالغرب المنافق، من ان عدوهم الرئيس والحقيقي هو امريكا والغرب، وما “اسرائيل” الا قاعدة استعمارية غربية متقدمة في منطقتنا، وكل ما يقال ان امكانياتها الذاتية وقوتها العسكرية، واقتصادها المزدهر، الا اوهام باعها الغرب لنا، فصدقها بعض سُذّجنا.
اخيرا، كل هذه الحشود والقواعد العسكرية الامريكية في المنطقة، لم ولن تؤثر على القرار الايراني، في الرد على انتهاك السيادة الايرانية واغتيال ضيف طهران الكبير الشهيد اسماعيل هنية، وان قرار الرد على الكيان المجرم قد اتخذ، ولن تعصم نتنياهو كل جيوش الارض من الانتقام الايراني القادم، فايران تعلم جيدا، ان هذا الكيان الاجرامي وعرابه الامريكي لا يفهمان الا لغة القوة، ولا بد من ردعمهما قبل ان تتحول استباحة سيادة الدول، مجرد نزهة بالنسبة لـ”اسرائيل“.
*سعيد محمد
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-15 00:08:41
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي