لعبة الحرب.. مخططات العدو والردود المنتظرة

الرد الايراني

<

p style=”text-align: justify”>صقر درويش

لا شك أن الذي يقرر الحرب يريد من خلال هذا المطلب تحقيق الأمر التالي: إخضاع العدو لإرادته أي أن يأتي صاغراً ويوقع صك الاستسلام، كما حدث على مر العصور الماضية أو الدخول في مرحلة ألا غالب ولا مغلوب نتيجة سوء تقدير للقدرات وتوقيع معاهدة وقف اطلاق النار وعودة الأمور الى سابق عهدها قبل زمن بدء الأعمال الحربية.

وفي الآونة الاخيرة، كثرت الأحاديث والتحليلات والهرطقات والإشاعات التي تم ضخها بطريقة موجهة أو غير موجهة حيث تم استخدامها كهجوم وإغراق الجو العام والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بأن الحرب واقعة واقعة من باب المندب الى طهران والهدف الوحيد للعدو والمشككين هو سلب إرادة القتال للمحور وللبيئة.

لذلك كان لا بد من إعادة توضيح بعض الأصول والقواعد للحرب وما يمكن القادة السياسيين والعسكريين من اتخاذ قرار الحرب والسلم والدخول الى معترك ساحة القتال أو الهدنة والتسوية وغيرها من الخيارات.

وقد أجرينا في هذا المقال “مقابلة ذهنية مفترضة” عبر طرح سؤال والإجابة عنه بطريقة تجعل القارئ نهم لمعرفة النهاية والنتيجة.

-سؤال: كيف تذهب أمة الى حرب؟

عندما يتم الاعتداء على حدود الدولة أو مصالحها الحيوية الحساسة والاستراتيجية أو تنامي تهديد مستقبلي مفترض سيحد من قدرات الدولة ويهدد وجودها كاملاً أو جزئيا ًبحيث يضرب اقتصادها وامنها الاجتماعي ويؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد والسلم الأهلي.

-سؤال: كيف تعلم قيادة الدولة أن هنالك تهديد وشيك على المصالح الحيوية؟

من خلال أذرع الجمع الأمني والاستخباري الخاصة بالدولة والتي تقوم بتحليل كافة المؤشرات ذات الصلة وتضع بين يدي القيادة التحذيرات الاستخبارية والتقارير والدراسات وتقديرات الموقف بشكل ممنهج وعلمي.

بحيث يقوم المسؤول عن رفع التحذير أو التقدير بتقديمه الى رئاسة الدولة بشكل مباشر أو عبر مجلس الأمن القومي للدولة ويصار الى مناقشة التهديدات وجديتها وفعاليتها والمهل الزمنية المتوقعة لحدوثها واليات المواجهة وسبل منعها أو القضاء عليها بشكل كلي أو جزئي أو تأخير حدوثها لحين جهوزية قدرة الدولة.

-سؤال: ماذا يحدث بعد ذلك؟

يجتمع مجلس الأمن القومي أو المجلس الوزاري المصغر، ويصار الى تقييم أولي للتهديدات ويتم إصدار توصيات وتوجيهات الى: الوزارات، الدوائر الأمنية والعسكرية، السفارات، مندوب مجلس الأمن، الحلفاء، الخ… ويتم طلب تقدير موقف عملياتي واستخباري لقدرة الدولة الكاملة من خلال الوزارات المختصة ورئاسة الأركان ومسؤولو الأجهزة الأمنية والاستخبارية.

ومن ثم يتم إنتاج تقدير وضعية استراتيجي لقدرة الدولة وقدرات العدو، كما يتم إقرار خطط الحرب المفترضة التي لا يشترط أن تكون عسكرية فقط، بحيث يتم اعتماد الخطة الأنسب التي تحقق التفوق والمكاسب بأقل الخسائر الممكنة على الصعيد المادي والبشري والمعنوي.

-ماذا يعني الذهاب الى حرب عسكرية صاخبة؟

يعني ذلك تجيير كل قدرات الدولة للجهد الحربي بثلاث أضعاف قدرات العدو على الأقل، مما يعني أن تتحول الدولة كلها الى خدمة الجيش لتحقيق أهداف الحرب.

-سؤال: هل يمكن لنتنياهو الذهاب الى الحرب الشاملة مع حزب الله وايران؟

في غزة وبعد عملية 7 أكتوبر قام العدو بكل سيناريوهات التحضير للحرب التي تم ذكرها وجير قدرة “الدولة” المزعومة لخدمة الجهد الحربي وبدأ بالأعمال القتالية وأعلن عن بعض الأهداف المعلنة للحرب: سحق وتدمير حماس، إعادة الأسرى، احتلال غزة.

وكما يبدو هنالك أهداف غير معلنة للحرب وكما ظهر منها من خلال الأعمال العسكرية: ترحيل أهل غزة الى مصر، القضاء على أصل فكرة المقاومة، استعادة الردع، إفهام العرب بثمن الاعتداء على إسرائيل، تدمير غزة وجعلها غير قابلة للحياة، سلب إرادة القتال وفكرة المقاومة من ذهن المسلمين، القضاء على حلم الدولة الفلسطينية عبر الخطة التي كشف عنها بترحيل اهل الضفة الى الأردن، الخ…

وعليه وللذهاب الى حرب شاملة على مساحة لبنان وغزة لا زالت فيها الاشتباكات فان ذلك يعد انتحاراً للكيان بشكل مباشر لا لبس فيه كون 9 أشهر من العمليات العسكرية في غزة لم يتم من خلالها تحقيق الأهداف المعلنة للحرب فكيف بجبهة لبنان. وعلى العدو حشد 300 الف مقاتل للبدء بالعمليات البرية ناهيك عن فرق المدرعات التي خرج منها ما يزيد على 700 مدرعة في غزة بقذائف الياسين والعبوات فكيف بالكورنت والماس وغيرهم مما نعلمه ولا نعلمه، وماذا عن البحر والجو والبر الذي قال عنهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه..

ويبقى السؤال، ماذا عن رد فعل حزب الله وصواريخه الدقيقة وغير الدقيقة؟ والتي قال عنها مرة السيد نصر الله “150 ألف وشحطتين تحتها” الى أن قال إن “حزب الله يصنع صواريخ ومسيرات وغيرها”.

خلاصة الموضوع ولغاية كتابة هذه السطور لا نعلم كم عدد الأسلحة على اختلافها أنتجها فتية الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في مصانعهم التي تعتبر فخر الصناعة اللبنانية وينتظرون بلهفة الضغط على أزرارها ضمن سياسة بلا ضوابط وبلا سقوف في حال غامر العدو بذلك وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-08-09 18:50:09
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version