لماذا رمت واشنطن الكرة بملعب حماس؟

العالممقالات وتحليلات

خرجت واشنطن يوم الأربعاء بالقول إن الاتفاق من أجل وقف إطلاق النار في غزة أصبح جاهزا والامر يعود لموافقة حركة حماس، والاتفاق عبارة عن مشروع قرار معدل للمرة الثالثة يستوجب وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع إلى جانب إطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، دون الحديث عن إعادة إعمار القطاع أوانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، أو تحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب حسب تقارير دولية.

وكانت وكالة رويترزأفادت بأن محادثات وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء في القاهرة انهارت دون تحقيق أي تقدم، في وقت اعلنت فيه حماس تقديمها اقتراحا بشأن الهدنة للوسطاء وبانتظار الرد الاسرائيلي.

وبدورها حماس حسب بيان صحفي اليوم الخميس أكدت مغادرة وفدها القاهرة للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني حسب ما أعلنت الحركة في بيان صحفي.

السؤال الرئيسي الذي يطرح هنا لماذا رمت واشنطن الكرة في ملعب حماس؟

طلب حركة المقاومة الإسلامية حماس من أجل القبول بالهدنة كان واضح وصريح منذ بدء أول مفاوضات من باريس إلى القاهرة، وهو وقف اطلاق النار لمدة 135 يوما على ثلاث مراحل من 45 يوما متعهدة بإطلاق سراح 100 من الأسرى الأحياء ونحو 30 جثة، مقابل إطلاق كيان الاحتلال الإسرائيلي جزءا من الثمانية آلاف أسير فلسطيني في سجونها وسحب جيشه من المناطق المأهولة في المرحلة الأولى من الهدنة، ثم الانسحاب الكامل من القطاع بأكمله في المرحلة الثالثة.

ولكن رئيس وزارء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض منذ البداية هذا الطلب مهددا باجتياح رفح بعدما اجتاح جنوده مدينة غزة وخانيونس وعاثوا بها الدمار وارتكبوا أبشع المجازر بحق الإنسانية، كما رفض أي اتفاق لوقف النار يجبر القوات “الإسرائيلية” على الانسحاب من غزة قبل أن قبل أن يحقق هدفه الواهي بالقضاء على حماس.

نتنياهو لم يكتفي بحمام الدم في غزة، لذا طرح خطة ما تسمى بـ”اليوم التالي” وهي جعل القطاع منطقة منزوعة السلاح والسيطرة على الحدود مع مصر، وتسليم إدارة القطاع لعناصر من العشائر، وإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ورفض الدولة الفلسطينية التي تحلم بها الدول العربية من أجل تحقيق سلام دائم مزعوم مع كيان الاحتلال.

كما قام كيان الاحتلال باعتقال ثلاثة عشر أسير محرر تم اطلاق سراحم في اتفاق إطلاق النار المؤقت، والخطوة التي أجهت بصيص الأمل بإنشاء دولة فلسطينية يحلم بها العرب هو قانون المصادقة على بناء 3500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية يوم الأربعاء.

وبحسب هذه المعطيات يظهر بأن كيان الاحتلال وعلى رأسه نتياهو يحاول بشتى الطرق من أجل إفشال كافة المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإسعاف القطاع التي بات يتضرع الجوع في ظل بنية تحتية و نظام صحي منهار، وذلك للمضي بخطته الممنهجة من أجل التطهير العرقي الفلسطيني واندثار كل ما هو فلسطيني ضاربا عرض الحائط كل المواثيق الدولية وحلم حلفائه العرب.

ويتجلي من كل هذا الجواب لسؤالنا.. وهو أن إدارة الرئيس الأميركي جوبايدن بعدما طالت أميركا الانتقادات بشأن تسليحها لكيان الاحتلال الإسرائيلي ومشاركتها في الإبادة الجماعية المستعرة في غزة، وهي على أبواب خوض انتخابات رئاسية شرسة، لذا من أجل كسب أصوات المسلمين والعرب في الولايات المتحدة وللحفاظ على مقاليد الحكم في البيت الأبيض، ومن أجل أن تواري سوءتها، بعد رفض نتنياهو كل الحلول المطروحة من أجل وقف اطلاق النار في غزة وللتنصل عن مسؤوليتها في قتل الفلسطينيين، قامت بخطوطين الأولى استعراض إعلامي، حيث أنزلت مساعدات على القطاع لا تسد الجوع ولا تأمن من روع أطفال غزة، والثانية رمي الكرة بملعب حماس لتزعم بان حماس السبب في عدم وقف إطلاق النار في غزة وليس تعنت كلبها المسعورنتنياهو.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-07 15:03:34
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version