لماذا فشلت أمريكا وإسرائيل في ردع محور المقاومة؟

العالم الخبر و إعرابه

-امريكا والكيان الاسرائيلي، مازالا يرتكبان ذات الخطأ القاتل، وبعناد الحمقى، والمتمثل بالاستمرار بسياسة الاغتيالات واستهداف رموز المقاومة، لاعتقادهما انها الوسيلة الانجع للقضاء عليها. بينما على الارض، لم يسفر اغتيال اي رمز من رموز المقاومة، مهما على شأنه، عن اخماد روح المقاومة في قلوب الشباب الفلسطيني والعربي والمسلم، بل زاده سعيرا، ولسنا بحاجة للإتيان بامثلة، من ان الاغتيالات جاءت بنتائج عكسية للثنائي الامريكي الاسرائيلي، فهي جاءت بجيل من القادة اكثر اصرار على مواصلة الدرب من الجيل الذي سبقه.

-عندما نقول ان هذه السياسة حمقاء (سياسة الاغتيالات) لان اصحابها يعتقدون ان حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي و انصارالله والحشد الشعبي، ماهي الا “مجموعات متطرفة” او “عصابات” او “تشكيلات مصطنعة بالمال، او لاستخدام البعد الطائفي والعنصري”، كعصابة “داعش” و باقي الجماعات التكفيرية والمرتزقة، يمكن تصفيتها من خلال تصفية زعمائها. بينما حركات التحرر والمقاومة، هي شجرة باسقة متشعبة الاغصان وارفة الظلال، اما جذورها فتضرب في اعماق ارض و وجدان وقلوب وعقول، كل مسلم حر شريف، وليس بامكان اي قوة في العالم من اقتلاعها.

-كل فظائع الكيان الاسرائيلي، من ابادة جماعية في غزة، ومن اغتيالات، هدفها الوحيد استعادة ردعه الذي ضاع والى الابد بعد طوفان الاقصى، فزمن “الرد الاسرائيلي” قد انتهى. وان الاغتيالات الجبانة الاخيرة، لم ولن تعيد الحياة الى ردعها، بل على العكس تماما، ادخلت هذا الكيان المهزوز بعد ساعات قليلة من شعوره بالزهو بالانتصار الاستعراضي الكاذب، في دوامة من الخوف والرعب والترقب من رد ايران والمقاومة. فالرد لا يتحقق الا اذا شعرت الجهة التي تم استهدافها ان لا قوة لها على الرد، او انها تخشى عواقب الرد، وهو ما لم يتحقق لدى محور المقاومة، الذي قرر الرد وبقسوة.

-عندما نصف عمليات الاغتيال الاسرائيلية لقادة المقاومة بانها “جبانه”، فهي حقا جبانة، بدليل، ان نتنياهو ورهطه، لا يجرأون على استهداف اي مقاوم، كما في السابق، عندما كانوا يتسللون الى داخل العواصم العربية ويغتالون قادة في المقاومة، وينسحبون دون ان يضعوا في حسابهم ان هناك جهة يمكن ان ترد على جرائمهم، واليوم وبعد كل اغتيال، نرى هذا الكيان الجبان، يطلب النجدة من امريكا والغرب، اللذان يسارعان بكل ما يملكان من قوة عسكرية وقواعد عسكرية منتشرة كالسرطان في المنطقة، للدفاع عن هذا الكيان المرعوب، ولولا هذا الدعم الامريكي والغربي، لما كان بامكانه ان يُسقط صواريخ ومسيرات ايران في “الوعد الصادق”.

-اليوم هناك مقاومة ترد الصاع صاعين، ولا تخشى لا “اسرائيل” ولا امريكا ولا الغرب ولا الناتو، وبفضلها انكشفت عورة “اسرائيل”، فهي ليست سوى كيان هش مسنود من امريكا والغرب، عسكريا وماديا واستخباراتيا وتقنيا وعلميا، فخلال 10 اشهر، لم تستطع رغم وقوف العالم الغربي وفي مقدمته امريكا، من القضاء على المقاومة في غزة، ولا تحرير اي اسير، بل على العكس تماما، فهي مستهدفة في عقر دارها، وتتعرض للقصف المباشر بالصواريخ والمسيرات، ولا تستطيع حتى حماية سفنها، وفقدت القدرة على الشحن عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، الذي أصبح شبه متوقف عن العمل بسبب هجمات القوات اليمنية المستمرة، التي لم تردعها كل اساطيل امريكا وبريطانيا والغرب، واليوم تحاول الاختباء وراء حلفائها الغربيين، خوفا من الصواريخ التي ستنزل عليها من كل جانب. فلا قتل الاطفال والنساء ولا الابادة ولا الاغتيالات، وتسليح الغرب لها بأحدث الاسلحة، ولا حتى ترسانتها النووية، يمكن ان تعيد به قوة ردعها، ولا خيار امامها الا الاعتراف بالهزيمة.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-03 17:08:07
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version