خلال الساعات الأولى لسقوط العاصمة دمشق، واستيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان واسع على سوريا، وسط تكتم واضح من أعضاء الحكم الجديد عن الاعتداءات الكبيرة التي تُشن على بلدهم. لكن بتاريخ 9 كانون الأول، بعث المندوب الدائم للجمهورية السورية رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تطالب بتحمّل مسؤولية اعتداءات إسرائيل المستمرة على الأراضي السورية، والانسحاب الفوري من الأراضي التي توغّلت فيها القوات الإسرائيلية، والالتزام التام باتفاق فضّ الاشتباك وولاية قوة الأندوف، وذلك بناءً على تعليمات الحكومة السورية.
في هذا السياق، أجرى مسؤول هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، مقابلة مع صحيفة التايمز دعا فيها “إسرائيل” إلى إيقاف غاراتها الجوية على سوريا، وسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها، قائلاً إن “تبرير إسرائيل كان وجود حزب الله والميليشيات الإيرانية، لذا فإن هذا التبرير انتهى“. إلا أنه أضاف بأنه “لن يسمح باستخدام البلاد نقطة انطلاق لهجمات ضد إسرائيل، أو أي دولة أخرى“. وفي أول مقابلة له منذ سقوط النظام السوري، دعا الجولاني الغربَ إلى رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا في عهد نظام الأسد.
وفي سياق الحديث، أعتبر أن “إسرائيل، التي سيطرت على منطقة عازلة بعد سقوط النظام، ستضطر إلى الانسحاب“. وقال “نحن ملتزمون اتفاقية عام 1974 ومستعدون لإعادة المراقبين الدوليين، ولا نريد أي صراع، سواء مع إسرائيل أو أي طرف آخر… فالشعب السوري يحتاج إلى استراحة، ويجب أن تنتهي الضربات، وعلى إسرائيل التراجع إلى مواقعها السابقة“.
وعن تصنيف هيئة تحرير الشام حركة إرهابية، قال الجولاني إن وصفه بالإرهابي كان “تسمية سياسية تلائم نظام الأسد أكثر”، بينما “يتعين على الدول الآن رفع هذا التصنيف، فسوريا مهمة للغاية من الناحية الجيوستراتيجية، ويتعين رفع كل القيود التي فُرضت على الجلاد والضحية”.
وعن موقفه من فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، قال: “أعتقد أن سوريا لن تتدخل بصورة عميقة في الحريات الشخصية”، لكنها ستأخذ “العادات” في الحسبان.
بدأ يتكشّف يوماً بعد يوم إحجام الحكومة الانتقالية بقيادة الجولاني عن استعداء الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر، والإقدام على مقاومة وطنية تعيد الاحتلال للخطوط الخلفية المقتصرة على منطقة الجولان، أو بالحد الأدنى “خطاب تهديدي” للكيان بعمل عسكري بهدف استعادة المناطق المحتلة.
ولا يفكّر الكيان بالانسحاب من المناطق التي تجاوزها في الأراضي السورية، رغم زعم المسؤولين الإسرائيليين أن “الاحتلال مؤقت”. وسيطرت القوات الإسرائيلية على أعلى قمة في سوريا، وهي قمة جبل الشيخ (2814 فوق سطح البحر)، التي قد تكون، وفقاً لتقرير نشره موقع سي إن إن، واحدة من “أكثر المكاسب ديمومة”.
بالإضافة إلى احتلال مناطق واسعة في سوريا، أقدم الاحتلال منذ بداية الأحداث الأخيرة على قصف جميع الأصول العسكرية السورية التي أراد منع وصولها إلى أيدي فصائل المعارضة، واستهدفت نحو 500 هدف، ودمرت البحرية السورية، وزعمت أنها قضت على 90% من منظومات الدفاع الجوي المعروفة في البلاد.
يتوجّس الكيان الإسرائيلي من وجود جماعات متطرّفة على حدوده، وعبّرت عن ذلك العديد من التقارير الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، ويعتبر الكيان ما حصل فرصة عليه اغتنامها لتنفيذ مخطّطاته التوسعية ومصالحه الحيوية، والمحافظة على مدى جغرافي أكبر داخل الأراضي السورية، لكن هل ستستمر هيئة تحرير الشام في المستقبل القريب بمهادنة الإسرائيلي، والاقتصار على “دعوته” للانسحاب من الأراضي السورية من دون أي مقاومة ميدانية، أو سيلجأ الحكم الجديد إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، يعد فيه الأخير بالانسحاب من الأراضي التي احتلها.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>