ليس لإيران ‘وكلاء’ بل مقاومين يجمعهم ‘محور المقاومة’

العالم مقالات وتحليلات

لطالما مررنا مرور الكرام من امام هذا الادعاء، ولم نضيع وقتنا في الرد عليه لسخفه وتهافته، ولمعرفتنا بذكاء وفطنة الشعوب العربية والاسلامية، التي كانت ومازالت ترى في الجمهورية الاسلامية في ايران، الامل الاخير المتبقي لفلسطين، ولولاها لبلع التطبيع وهرولة بعض الانظمة العربية للارتماء في حضن الصهاينة، القضية الفلسطينية، وتم شطب فلسطين من الخارطة وذاكرة الشعوب، والى الابد.

اليوم سنرد مضطرين على هذا السخف، لان معسكر التطبيع، وجيوشه الالكترونية ومنابره الاعلامية، اخذوا يكررون هذا السخف وبشكل مكثف خلال الفترة الماضية، تزامنا مع تعرض الكيان الاسرائيلي، لاكبر هجومين صاروخيين، في تاريخه المشؤوم، انطلاقا من قبل ايران.

من الواضح ان هذه الاصوات لا شأن لها بما يجري على ارض الواقع، فهي تتحرك لتحقيق هدف واحد، وهو شيطنة ايران، اما مدفوعة بالدولار النفطي، وإما لعمالة للكيان الصهيوني، او امريكا، او هي بالاساس اصوات صهيونية كما هي حال الوحدة 8200 في الكيان الاسرائيلي، وإما مدفوعة بأحقاد طائفية وعنصرية، لذلك نراها تتجاهل وبغباء لا حدود له، حتى تساقط مئات الصواريخ والمسيرات الايرانية على المطارات والمعسكرات ومقرات الموساد في الكيان الاسرائيلي، خلال عمليتي “الوعد الصادق1″، و “الوعد الصادق 2″، والتي شاهدها العالم اجمع بالصوت والصورة، ونرى هذه الاصوات تجتر ذات العبارة التي لا تحترم حتى عقول الناس، وهي ان “ايران تحارب بوكلائها”!!. تُرى ماذا يمكن ان نطلق على استخدام ايران القوة الصاروخية وبشكل مكثف لضرب عمق الكيان الاسرائيلي، لتعذر المواجهة البرية معه بسبب بعده الجغرافي عن ايران، وتكبيده خسائر فادحة؟، فاذا لم تكن هذه الهجمات الصاروخية حربا، اذلت فيه ايران الكيان وكسرت شوكته وعرت ضعفه، فما هي الحرب اذا؟.

لسنا بحاجة للتذكر بان ايران كانت مشاركة وبشكل فاعل ليس في الحروب والمعارك التي خاضتها المقاومة في المنطقة ضد المحتل الاسرائيلي فحسب، بل في جميع المعارك ضد المحتل الامريكي واذنابه من الدواعش والجماعات التكفيرية في العراق وسوريا ولبنان. فإين استُشهد الشهداء قاسم سليماني، وحسين همداني، و محمد الله دادي، وحسام خوش نويس، ومحمد رضا زاهدي، وعباس نيلفروشان و..، والمئات من الشهداء الاخرين، وهم قادة عسكريون في القوات المسلحة الايرانية؟، وبيد من؟، وضد من كانوا يقاتلون؟، ومن اجل من؟. الاجوبة على هذه الاسئلة، تكشف بما لا يقبل الشك، ان ايران ضحت بالالاف من ابنائها في مواجهة الاحتلالين الامريكي والاسرائيلي واذنابهما، في العراق وسوريا ولبنان.

اذا كانت “ايران تقاتل بوكلائها”، فلماذا سقط منها كل هؤلاء الشهداء واغلبهم من القادة والضباط الكبار؟، ولماذا ترد على العدوان الاسرائيلي عليها وعلى قادة فصائل المقاومة، التي تحاول الآلة الاعلامية التطبيعية والاسرائيلية والامريكية، اظهارهم على انهم “وكلاء ايران”، عبر اطلاق صواريخ من داخل الاراضي الايرانية، نحو الكيان الاسرائيلي، بل وحتى القواعد الامريكية في المنطقة؟.

الان ونحن نكتب هذه السطور، هناك تهديدات، من قبل الثنائي الامريكي الاسرائيلي، لايران حيث وصل التنسيق بينهما حدا، باتا يعلنان انهما سيشنان في اي لحظة هجوما عليها، ردا على هجوم “الوعد الصادق 2″، الذي جاء ردا على جرائم اغتيال قادة محور المقاومة، الشهيد اسماعيل هنية والشهيد سيد حسن نصرالله. فاذا كانت ايران لا تحارب بنفسها بل بوكلائها، فلماذا يعد الكيان الاسرائيلي وامريكا، العدة ومنذ ايام لتنفيذ هجوم ضدها؟. من الواضح ان تطورات الميدان خلال العام الماضي، اثبتت فشل محاولات الاعلام الامريكي والاسرائيلي والتطبيعي والانبطاحي العربي، في تسويق اكاذيب مثل “وكلاء ايران”، وان “ايران لا تحارب بنفسها بل بوكلائها”. فلا ايران لديها “وكلاء”، بل مقاومين يجمعهم مع ايران محور المقاومة، ولا ايران تحارب بالمقاومين، بل هي من تحارب معهم ومن اجلهم.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-10-07 11:10:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version