ماذا أهدى وليد جنبلاط إلى أحمد الشرع؟

ماذا أهدى وليد جنبلاط إلى أحمد الشرع؟

رئيس تحرير موقع “الثائر” اكرم كمال سريوي

ما إن انتهت زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والوفد المرافق له، إلى سوريا، حتى بدأ بعض اللبنانيين الهجوم على هذه الزيارة، تحت عناوين مختلفة منها أن “جنبلاط أهدى الجولاني مزارع شبعا” .

واستغلوا كلاماً لجنبلاط، عند سؤاله عن مزارع شبعا، حيث قال: “في المذكرة موجود أنها خاضعة للقرار 242، واذا حصل ترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، بأن مزارع شبعا لبنانية، نقبل به، ولكن مزارع شبعا سورية”

ما قاله وليد جنبلاط ليس جديداً، فهذا موقفه منذ زمن طويل، وردده أكثر من مرة، وطالب بترسيم الحدود أو مذكرة رسمية من النظام السوري، يعترف فيها بلبنانية المزارع، ولكن بشار الأسد رفض اعطاء لبنان أي وثيقة بهذا الشأن.

والبعض يريد اليوم التصويب على جنبلاط، والتشويش على موقفه من المقاومة، وهذا البعض نفسه الذي قال بعد توقيع الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل، بأن :”حزب الله باع الحدود البحرية”

ما أهداه جنبلاط لاحمد الشرع، ليس مزارع شبعا، بل شيء آخر، له دلالات كثيرة.

فمزارع شبعا محتلة بغض النظر عما اذا كانت لبنانية أو سورية، فهي أرض عربية، وعلى من دبّت بهم الحماسة والنخوة والوطنية، أن يشمّروا عن سواعدهم، ويذهبوا لتحريرها بالسلاح، وليس بالبيانات وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتهجم على جنبلاط.

أما عن هدية جنبلاط للشرع، فهي إرث جده شكيب أرسلان، أمير البيان، الذي كان يجيد عدة لغات أجنبية (الفرنسية والانكليزية والالمانية والتركية) لكنه حرص دائماً أن يتكلم على كل المنابر الدولية، بلغته العربية فقط.

 

شكيب أرسلان وإرثه العروبي النضالي الثقافي، وكُتبه العديدة، التي أغنت الفكر والحضارة العربية، ومنها ؛ «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟»، و«تاريخ غزوات العرب»، و«عروة الاتحاد»، و«حاضر العالم الإسلامي» و “تاريخ ابن خلدون” هذا الكتاب الذي أهداه جنبلاط للشرع،ويتحدث فيه ارسلان باسهاب عن كتاب ابن خلدون «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر»

أهدى جنبلاط إلى الشرع هذا الإرث من التاريخ والفهم السياسي، الذي تجلّى في مواقف شكيب أرسلان، الذي دعم بشدة الوحدة العربية، وانشاء الجامعة العربية، وحذّر من أطماع الاستعمار في البلاد العربية، وواجه مشاريع التقسيم .

شكيب أرسلان الذي بسبب مواقفه الوطنية، تعرّض للكثير من الاضطهاد من المستعمرين، وحيكت ضده المؤامرات العديدة، من الاستعمار وأزلامه ممن يدعون الانتساب إلى العروبة، كما تعرض لحملات شرسة من التشويه والافتراءات والأكاذيب، وهو الافتراء نفسه الذي يتعرض له وليد جنبلاط اليوم.

شكيب أرسلان الذي لم يثق بوعود الحلفاء للعرب، وكان يعتقد أن الحلفاء لا يريدون الخير للعرب، وإنما كانوا يريدون استغلال العرب، لمساعدتهم في القضاء على الدولة العثمانية أولاً، ثم يقتسمون بعد ذلك المنطقة العربية ، وهذا ما حدث.

شكيب أرسلان الذي حذّر قومه من استغلال الأجانب الدخلاء، للشقاق بين العرب والترك، وبين العرب أنفسهم.

شكيب أرسلان الذي كان مطاردًا من تركيا وانكلترا وفرنسا، لاهتمامه بقضايا العرب ودعوتهم للوحدة والتحرر، وتزعّمه الجهاد ضد المستعمرين.

شكيب أرسلان الذي ظل مبعدًا لفترة طويلة من حياته، عن كثير من أقطار الوطن العربي، لا يُسمح له بدخولها، خاصة سوريا.

شكيب أرسلان الذي عمل على توحيد المسلمين، وأنشأ في المانيا “هيئة الشعائر الإسلامية” التي تشكلت من أعضاء يمثلون معظم الشعوب الإسلامية.

شكيب أرسلان الذي كان يركّز على سماحة الاسلام، وجو التسامح والإخاء، الذي كان يعيشه أبناء الوطن العربي من مسلمين ومسيحيين، موضحًا ما يسود بينهم من السلام والوئام، حيث ينعم الجميع، بكل الحقوق والواجبات دون تمييز أو تهميش.

شكيب أرسلان الذي رفض الانقسام الطائفي، وارتدى عباءة العروبة والوحدة والوطنية.

أهدى جنبلاط إلى الشرع صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية، التي تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة، والتعاون، ونسيان ما خلفه نظام الأسد من جراح وآلام وتصدعات، في هذه العلاقة بين الشعبين الشقيقين.

لم يهدِ جنبلاط إلى الشرع مزارع شبعا المحتلة، ولا الحدود البحرية التي رسمها نظام الاسد، بمعزل عن مشاركة أو حتى استشارة لبنان، ودون أن ينبسّ متطفلو اليوم، بكلمة واحدة عن حقوق لبنان.

هذا ما أهداه جنبلاط للشرع، من دعم لمسيرة الاصلاح والعدالة والسلام، والحفاظ على الإرث العروبي والاسلامي، ونهج الحرية والديموقراطية، والحفاظ على التنوع الديني والديموغرافي والعرقي والسياسي والثقافي، ضمن حدود وحدة سوريا، ومواجهة خطر الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات إسرائيل لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، والعمل على زرع الشقاق والانقسام بين مكونات الشعب الواحد.

هذا ما أهداه جنبلاط للشرع والشعب السوري، فكفوا أنتم عن إهداء إسرائيل، بذور الفتن والاحقاد، وزرع الشقاق والانقسام بين اللبنانيين.

ظهرت المقالة ماذا أهدى وليد جنبلاط إلى أحمد الشرع؟ أولاً على تلفزيون الحقيقة.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2024-12-23 09:58:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version