يقول عبيات إن الحياةَ داخلَ السجنِ منذُ السابع من أكتوبر حياةٌ لا يتصورها أيُّ إنسان على وجه الأرض، مضيفاً إن جلَّ الاعتقال، هذا السجن يأتمرُ بأمرٍ من وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير بإيعاز من مدير السجن يوسف خنيفيس الملقب بأبي شادي وهو من الطائفةِ الدرزية. شيئٌ من السحلِّ والضرب والاعتداء بالهراوات الحديدية أخص بالحديث معتقل سجن غوانتانامو (سجن النقب) ذو السمعة السيئة والسيط الوحشي.
أُسِّس في هذا السجن ما يسمى ب”الكيتر” وهي وحدة وظيفتها نقل الأسيرِ إلى المحاكم والاعتداء عليه بالضرب المبرحِ على الأعضاء التناسلية ثم يأتون بمكنسةِ النفايات ويدفعونه كالنفايات إلى التفتيش ويعتدون علينا بالشتم بأبشع وأقذر العبارات، بعضها يدمي القلب، وحينما نهمُّ لارتداءِ ملابسِنا لا نحظى إلاّ بملابسَ مهترئةٍ فقط، يمارس السجنُ شتّى أنواع التعذيب والتعنيف تجاه الأسرى فهناكَ أكثرُ من 3000 أسير يمارسُ اتجاههم العنف، وفق ما قاله معزز لمراسلة تسنيم الدولية للأنباء.
معزز ابن السابعةِ والثلاثين عاماً من مدينة بيت لحم أُعتُقِلَ أواخرَ أوكتوبر الماضي أي بعد أيامٍ قليلةٍ من معركةِ طوفان الأقصى التي قلبت كل الموازين، عبيات صاحب الجسم الرياضي أصبح الآن نحيلاً بعد العذاب الذي تعرض له، حيث أن كل أجزاءِ جسدِهِ شَهِدَت على إجرام السجّانِّ بحقهِ، قدمان محروقتان… يدان متورمتان… وأمراضٌ جلديةٌ انتشرت بكل جسده حتى أن من يدعى إيتمار بن غفير داس على جسدِهِ.
ويضيف معزز لتسنيم: الحمدُلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، مشيرً إلى أن الأسيرَ يموت وهو في السجن ثم يرجع إلى الحياة عند خروجه من الأسر من شدة الظلم حيث يحوينا ستر الله ولطفه فيخرجنا من الضيق إلى الفرج، فنحن كنا نعيش في بقعةٍ يُمارسُ فيها أشد أصناف العذاب والظلم، هذه البقعةُ نسيها كثيرٌ من البشر، واللوم كلُّ اللومِ ألقيه على أولئك الذين يسمون أنفسهم “حقوق الإنسان والرفق بالحيوان”.
ويضيف عبيّان لم نرَ طيلة هذة المدةِ أياً من هؤلاء يمرون عنا أو يأتون إلينا، مضيفاً أنه أسيرٌ يمكثُ منذ تسعِ أشهرٍ لم يأتِ له من يقابله من محامين ولا مؤسساتٍ دوليةٍ بتطمئنَهُ عن وضعهِ الصحي أو عن وضع عائلته كونه لم يؤسر في معركةٍ بل من داخل بيتِه من بين زوجتِه وأطفالِه، فيسأل: أين تلك المؤسسات؟!، أنا أتكلم عن هذا السجن لأن هناك تمارس كل أصناف العذاب وأبشعِها.
ويقول أيضاً أنه تعرض لظلم المرض والمجاعة داخل السجن عدا عن الحرمان من الماء والاستحمام والخروج للساحة.
عوضاً من أن تفرح عائلته بخبر الإفراج عنه دخلت في موجةٍ مضاعفةٍ من الألم والصدمة نتيجة عدمِ معرفتِها ابنها لحظة خروجه من السجن من شدة التعذيب والتنكيل والتغير الجسماني الناتج عنهما وكأنهُ غريبٌ لا يعرفونه.
يقول والد الأسير لتسنيم: إن هذا ليس ابنه الذي عرفه منذ صغره ووصفه بالإنسان الميت ويقول أصبنا بالإحباط جميعاً، حتى أبناء معز، زوجته، إخوانه وأمه لم يتعرفوا عليه، فلمّا عرفناه ولم نعرفه رأينا كم به من تغيرٍ وخسارةٍ للوزن حيث كان فوق المئة كيلو وخرج منه ما بقي له منهم إلا القليل، ابني لا يختلف شيئا عن الأموات.
الأسرى كلهم لم يخرجوا بوضعٍ أفضل منه من مقبرة غوانتانامو، فهو سجنٌ لا يتصوره العقل، قتلٌ وضربٌ وجوعٌ وأمراضٌ لاتحصى هكذا وصف الأسير السجن.
/انتهى/
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :tn.ai
بتاريخ:2024-07-17 15:04:26
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي