يعد داء باركنسون مرضًا يصيب الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤثر في حركة المريض، لكن هل يوجد علاقة بين باركنسون والاكتئاب؟
قد يواجه مرضى باركنسون صعوبات في الحركة، إذ ترتعش بعض أجزاء أجسامهم، بالإضافة إلى شعورهم بقساوة وتيبس في أجسادهم وعضلاهم، ما يبطئ من حركتهم مقارنة بالحالة الطبيعية.
قد يعاني مرضى باركنسون أيضًا من الاكتئاب وفقدان الذاكرة والتعب، إضافة إلى الأعراض الجسدية المميزة للمرض.
ما علاقة داء باركنسون بالاكتئاب؟
يواجه الكثير من الناس الذين يُشخصون بداء باركنسون شعورًا بالحزن والأسى، ما قد يصيبهم بالاكتئاب.
يعد الاكتئاب اضطرابًا مزاجيًا يؤثر في قدرة المرء على إتمام مهامه اليومية. يعاني على الأقل 50% من مرضى باركنسون من الاكتئاب في إحدى مراحل مرضهم، ويواجه 40% منهم التوتر والقلق، ويبدو أن هذه الصعوبات تختلف عن شعور الحزن الطبيعي المرافق للتشخيص.
يُعد الاكتئاب أحد أعراض داء باركنسون، مثلما تعد الرعشة اللاإرادية عرضًا له، إذ ينتج كل منهما نتيجة لخلل في كيمياء الدماغ.
قارن باحثون من المؤسسة الوطنية لداء باركنسون، الأعراض النفسية مثل تغيرات المزاج والاكتئاب والقلق مع الأعراض الجسدية للمرض، ووجدوا حينها أن الأعراض النفسية لداء باركنسون لها آثار أكثر سلبية وضررًا على الصحة العامة للمريض مقارنة بالأعراض الجسدية.
كيمياء الدماغ في داء باركنسون:
قد يرافق الاكتئاب داء باركنسون نتيجة كل مما يلي:
- عوامل نفسية، مثل العزلة الاجتماعية والخوف.
- عوامل بيولوجية، مثل تغيرات في المواد الكيميائية بالدماغ، ووجود تاريخ طبي للإصابة بمشاكل عقلية نفسية قبل 2-5 سنوات من التشخيص بداء باركنسون.
- عوامل بيئية، مثل الإجهاد ووجود أعراض جانبية سلبية للأدوية المتناولة.
- يؤثر داء باركنسون في إنتاج كل من الدوبامين، والنورإبينفرين، والسيروتونين في مناطق محددة من الدماغ.
- تؤدي النواقل الكيميائية السابقة دورًا في تنظيم الطريقة التي يتحرك بها المرء، لذلك يؤدي انخفاض مستويات الدوبامين إلى ظهور الأعراض الجسدية لداء باركنسون.
ماذا تقول الأبحاث؟
قد يشعر مريض باركنسون بالاكتئاب قبل أن تبدأ الأعراض الجسدية للمرض بالظهور.
تقول دراسة قديمة أجريت عام 2013، أن المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنحو 3.24 مرة للإصابة بداء باركنسون من غيرهم السليمين من الاكتئاب. وأوضحت دراسات لاحقة عام 2015 أن الاكتئاب قد يكون عرضًا مبكرًا لداء باركنسون، أو أنه عامل يزيد من خطر إصابة مرضاه بداء باركنسون مع الوقت.
يشير الباحثون في مؤسسة ميشيل فوكس أن انخفاض مستويات السيروتونين في أدمغة مرضى باركنسون قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. ما تزال الدراسات قائمة لإثبات العلاقة ما بين المرضين السابقين.
الأعراض:
تتضمن الأعراض الجسدية لداء باركنسون ما يلي:
- رعشة لا إرادية، أو هزات، في مناطق مختلفة من الجسم خاصة في الذراعين واليدين والقدمين والرأس والفك.
- تيبّس وقساوة في الجسم والعضلات، بما في ذلك تقلص العضلات لفترات طويلة.
- التحرك بسرعة أبطأ من المعتاد.
- صعوبة في التوازن وتنسيق الحركات.
قد يعاني مرضى داء باركنسون من الاكتئاب والقلق، إذ تتمثل أعراض الاكتئاب بكل من:
- حزن دائم يستمر أكثر من أسبوعين.
- الشعور باليأس، أو بعدم وجود هدف من القيام بأي شيء.
- الشعور بالذنب أو النقد الذاتي أو عدم الأهمية.
- عدم الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تجلب السعادة للمرء سابقًا.
- البكاء دون سبب واضح.
- صعوبات في النوم أو النوم أكثر من العادة.
- صعوبة في الاستيقاظ صباحًا.
- أكل كميات كبيرة أو قليلة جدًا من الطعام.
- الشعور بالتعب الشديد أو فقدان الطاقة.
- يراود المريض أفكار عن الموت أو الإعاقة أو إيذاء الذات.
- الشعور بعدم القدرة على إتمام المهام اليومية، مثل الاستحمام أو الأعمال المنزلية.
بينما تضمن أعراض التوتر كلًا مما يلي:
- القلق المستمر.
- الشعور بالضجر.
- الشعور بالرعب والخوف.
- مشاكل وصعوبات في التركيز.
التشخيص:
تعد إصابة مرضى باركنسون بالاكتئاب أمرًا شائعًا، لذلك غالبًا ما يستفسر الطبيب الاختصاصي عن أعراض المريض خلال مناقشة الحالة المرضية.
يُنصح مريض باركنسون بمناقشة أحساسيه ومشاعره مع الطبيب بنفسه إذا كان يواجه أعراض الاكتئاب دون أن يكون قد استفسر طبيبه عن الأمر. قد يشعر المريض بأن أعراض الاكتئاب هي علامة ضعف، لكن هذا ليس صحيحًا إطلاقًا.
قد يجد بعض الناس صعوبة في التحدث عن التبدلات المزاجية لديهم، ويفيد في هذه الحالات أن يطلب الطبيب من مريضه إحضار صديق مقرب له أو فرد من عائلته معه إلى الزيارات الدورية، ليشرح لهم ما يجول في خاطره.
تتضمن بعض عقبات تشخيص الاكتئاب المرافق لداء باركنسون كلًا مما يلي:
- قد تتداخل أعراض المرضين مع بعضهما، مثل بطء الحركة ومشكلات في النوم.
- قد يؤثر داء باركنسون في تعابير الوجه، ما قد يخفي الحالة العاطفية والنفسية الصحيحة لدى مرضاه. إذ إنه من الممكن ألا تظهر علامات الحزن الذي يشعرون به على سبيل المثال.
- قد يواجه المريض صعوبة في التمييز بين التقلبات المزاجية وأعراض داء باركنسون أو حتى غيرها من العوامل المؤثرة، ما يتسبب في تأخر طلبه للمساعدة واستشارة الطبيب.
- يجب على المريض مناقشة مايواجهه من الأعراض الجسدية والنفسية لداء باركنسون مع طبيبه حتى يصف له العلاج المناسب.
ينصح المريض أيضًا بالتعبير عن مشاعره لأصدقاءه وعائلته، ما قد يساعده على معرفة الوقت اللازم لالتماس العون من طبيب اختصاصي
الخيارات العلاجية:
قد تساعد الأساليب العلاجية التالية مرضى داء باركنسون على التحكم بأعراض الاكتئاب.
الأدوية:
قد يصف الطبيب أحد الأدوية التالية:
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل الفلوكسيتين (بروزاك) أو السيرترالين (زولوفت).
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)، مثل فينلافاكسين (إفيكسور).
- مضادات الاكتئاب الأخرى، مثل البوربروبيون (ويلبوترين).
قد تتفاعل الأدوية مع بعضها البعض، وقد لا تناسب الخيارات السابقة الناس جميعًا، يعمل على ذلك الطبيب مع مريضه لإيجاد الدواء أو مجموعة العلاجات الأنسب له.
وضحت دراسة أجريت عام 2021 أن مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين أظهر فعالية في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى مرضى داء باركنسون.
خيارات علاجية أخرى:
تتمثل بعض الأساليب العلاجية المفيدة الأخرى بما يلي:
- العلاجات التكميلية.
- تقنيات الراحة.
- العلاج بالضوء.
- التأمل.
- التمارين الخفيفة.
- التاي تشي.
- المشي.
- اليوغا.
- العلاج النفسي.
- الإرشاد الفردي أو العائلي.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- يُلجأ للعلاج بالصدمات الكهربائية إذا لم تجد العلاجات الأخرى أي نفع.
ينصح بعض الناس أيضًا بما يلي:
- التخطيط لتحقيق أهداف صغيرة كل يوم.
- رؤية العائلة والأصدقاء أو التحدث معهم عبر الهاتف.
- محاولة القيام بنشاطات ترفيهية تملأ أوقات الفراغ.
- قراءة مقالات أكثر عن الاكتئاب والتحدث مع العائلة والأصدقاء عن هذا الموضوع.
اقرأ أيضًا:
العناق يخفف الألم والقلق والاكتئاب!
لماذا النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب والاكتئاب؟
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: نور حمود
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-05-31 00:12:18
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي