“مثير للقلق”،، طائرة إف-35 عاجزة عن اكتشاف ترددات أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-300

إن عجز طائرة إف-35 المتقدمة التي تمتلكها الولايات المتحدة عن اكتشاف وتحديد الترددات التي تستخدمها أنظمة الدفاع الجوي الروسية يعتبر “مثيرا للقلق” لأنه يشكل مخاطر على العمليات الجوية لطائرات حلف شمال الأطلسي والطائرات المقاتلة الأوكرانية.

موقع الدفاع العربي 5 أكتوبر 2024: في بداية غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، نشرت الولايات المتحدة طائراتها المقاتلة من طراز إف-35 من الجيل الخامس في دول البلطيق مثل إستونيا وليتوانيا ورومانيا لمراقبة الحدود مع روسيا.

تم تكليف طائرات إف-35 من الجناحين المقاتلين 388 و419، المتمركزين في ألمانيا، بالعمل في وضع التخفي بمهام الاستخبارات الإلكترونية (ELINT) للكشف عن الترددات المنبعثة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية والطائرات المقاتلة.

جمعت هذه الطائرات بيانات مختلفة من الأنظمة الروسية لمساعدة قوات الناتو في فهم أفضل للتهديدات التي يشكلها التوغل العسكري الروسي.

ووفقًا لتقرير صادر عن Air Force Times، نجحت طائرات الجيل الخامس المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية في تعقب معظم أنظمة الدفاع الجوي الروسية في أوكرانيا وكالينينغراد، الجيب الروسي المتاخم لبولندا.

ومع ذلك، وعلى الرغم من تجهيزها بأنظمة الحرب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار المتقدمة، لم تتمكن طائرات إف-35 من اكتشاف جميع أنظمة الدفاع الجوي الروسية في أوكرانيا.

“خلال هذه المهام، فشلت طائرات إف-35 أحيانًا في تحديد المعدات العسكرية لأن بعض هذه الأنظمة، مثل وحدات الدفاع الجوي، يمكن أن تخفي وجودها في الميدان”، حسبما أوضح قائد الجناح المقاتل 388 العقيد كريغ أندرل.

وأشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية قد تعمل في أوضاع لا تتعرف عليها طائرات إف-35، وتم الإبلاغ عن هذا العجز عن تحديد “الأجسام المجهولة” إلى المقر.

يعتبر فشل طائرات إف-35 الأمريكية المتقدمة في اكتشاف وتحديد الترددات التي تستخدمها أنظمة الدفاع الجوي الروسية أمرًا مثيرًا للقلق، ويشكل مخاطر على العمليات الجوية لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا.

لقد فاجأ هذا القصور طياري إف-35 أنفسهم وسلط الضوء على نظام الدفاع الجوي الروسي إس-300 باعتباره تحديًا كبيرًا للجيش الأمريكي.

على الرغم من الترويج لطائرات إف-35 لقدراتها الهائلة في الحرب الإلكترونية (EW)/ELINT، فإن هذا الفشل يشير إلى أن روسيا لديها تدابير مضادة فعالة خاصة بها.

“لقد حددنا نظام SA-20 (التسمية التي يطلقها حلف شمال الأطلسي على نظام إس-300). كنت أعلم أنه نظام SA-20، وأشارت المعلومات الاستخباراتية إلى وجود نظام SA-20 يعمل في المنطقة، لكن طائرتي فشلت في التعرف عليه، ربما لأن نظام الدفاع الجوي كان يعمل في وضع الاحتياطي الحربي (War Reserve Mode) الذي لم نواجهه من قبل”، وفق ما صرح به ضابط في القوات الجوية الأمريكية.

من المعتاد أن لا تستخدم أنظمة الدفاع الجوي تردداتها الفعلية أثناء وقت السلم لمنع الأعداء من اكتشاف تردداتها الحقيقية.

إن وحدات الدفاع الجوي العاملة في وضع الاحتياط تفعل ذلك لتجنب اكتشافها من قبل الخصوم.

إن تحديد هذه الترددات من شأنه أن يمكّن “العدو” من ابتكار استراتيجيات التدابير المضادة الإلكترونية (ECM) ضدها.

وضع الاحتياطي الحربي (Wartime Reserve Mode) هو مجموعة من الإجراءات العسكرية التي تُحتفظ بها للاستخدام في حالات الحرب أو الطوارئ. تشمل هذه الإجراءات خصائص وطرق تشغيل أنظمة الاستشعار، الاتصالات، مساعدات الملاحة، التعرف على التهديدات، الأسلحة، وأنظمة الإجراءات المضادة. الهدف من هذه الإجراءات هو الحفاظ على فعاليتها العسكرية من خلال إبقائها غير معروفة أو غير مفهومة من قبل العدو قبل استخدامها، مما يمنع استغلالها أو تحييدها مسبقًا.