في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، أفادت التقارير أن مصر وإيطاليا انخرطتا في مفاوضات لشراء أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك ما يصل إلى 24 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون بقيمة 3 مليارات دولار أميركي.
يتم تطوير طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة من قبل اتحاد شركات من المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا.
بالإضافة إلى طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة، أفادت التقارير أن مصر على وشك الحصول على موافقة طال انتظارها من الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-15 “سترايك إيجل”، وبالتالي تحقيق طموح دام 40 عامًا لامتلاك هذه الطائرات المقاتلة المتقدمة.
إذا تم تأكيد توقيع عقود يوروفايتر تايفون وإف-15، فإن كلتا الطائرتين المقاتلتين ستنضمان إلى القوات الجوية المصرية، التي تمتلك بالفعل 54 طائرة مقاتلة من طراز رافال من شركة داسو للطيران الفرنسية وطائرات مقاتلة أخرى بما في ذلك من الحقبة السوفيتية.
وعلى غرار ما حدث أثناء شراء طائرات رافال المقاتلة من فرنسا، من المتوقع أن تواجه مصر نفس المصير إذا اختارت شراء طائرات يوروفايتر تايفون، وهذا يعني أن القاهرة لن تحصل على “الحزمة الكاملة” للطائرة المقاتلة. أي صواريخ جو-جو بعيدة المدى مثل صاروخ “ميتيور” (Meteor) وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية الملحقة بالطائرة.
إن رفض فرنسا والولايات المتحدة تزويد مصر بالأسلحة بعيدة المدى يرجع في الأساس إلى إصرار باريس وواشنطن على الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على مصر وغيرها من الدول العربية المجاورة.
ورغم أن إسرائيل قد لا تعترض على بيع طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة لمصر، إلا أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل قد تستخدم حق النقض ضد أي بيع لصواريخ جو-جو من طراز “ميتيور” أو أي نوع آخر من الصواريخ بعيدة المدى لمصر.
وقد حدث وضع مماثل عندما اشترت مصر طائرات رافال المقاتلة، حيث عارضت إسرائيل أي جهود فرنسية لتجهيز الطائرات المقاتلة المباعة للقاهرة بصواريخ جو-جو من طراز ميتيور ما وراء مدى الرؤية.
حتى الآن، لا تزال طائرات رافال المقاتلة التابعة للقوات الجوية المصرية بدون صواريخ جو-جو ميتيور ما وراء المدى البصري بسبب اعتراضات إسرائيل، التي تهدف إلى الحفاظ على تفوقها العسكري على القاهرة.
وتشير التقارير إلى أن القاهرة تواصل الضغط على فرنسا لتزويدها بصواريخ ميتيور.
ويقال إن إسرائيل تشعر بالقلق بشأن مصير طائراتها المقاتلة، وخاصة إف-16 وإف-15، إذا دخلت الطائرات المقاتلة المصرية المجهزة بصواريخ جو-جو ميتيور ما وراء المدى البصري في صراع مسلح بين البلدين.
في عام 2022، أعلن أعلى مسؤول في القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال فرانك ماكنزي، عن نية الولايات المتحدة توريد طائرات مقاتلة من طراز إف-15 إلى مصر.
وفي عام 2022، ذكرت تقارير أن إسرائيل أيدت بيع طائرات إف-15 لمصر، لكن الوضع ربما تغير في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين الجارين بسبب الصراع المسلح بين تل أبيب وفلسطين.
ورغم أن الولايات المتحدة “أنهت” انتظار القاهرة الذي دام 40 عامًا لطائرات إف-15 المقاتلة، فإن المراقبين يتفقون على أن واشنطن من غير المرجح أن تقدم الحزمة الكاملة لهذه الطائرات، بما في ذلك صواريخ إيه آي إم-120 أمرام (AIM-120 AMRAAM )، وهو نوع آخر من صواريخ جو-جو بعيدة المدى، لمصر.
وكما هي العادة، تستشهد الولايات المتحدة بمعارضة إسرائيل والحاجة إلى الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي على الدولة المجاورة لها كأسباب لإحجامها عن بيع صواريخ إيه آي إم-120 أمرام لمصر.
البديل الصيني
أعلنت مصر رسميًا أنها ستستبدل أسطولها القديم من طائرات إف-16 الأمريكية بمقاتلات صينية من طراز جيه-10 سي “التنين القوي” (J-10C Vigorous Dragon)، بعد مناقشات استمرت على مدار الأشهر القليلة الماضية. ويعكس هذا القرار الذي تم الإعلان عنه خلال أول معرض جوي دولي في مصر، نية القاهرة تنويع مصادر معداتها العسكرية، وبالتالي تقليل اعتمادها على أنظمة الدفاع الأمريكية.
تعد طائرة تشنغدو جيه-10 سي، التي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الصينية منذ عام 2004، مقاتلة متعددة الأدوار مجهزة بمحرك واحد وأجنحة دلتا وتكوين كانارد. تشتهر طائرة تشنغدو جيه-10 سي بقدرتها على المناورة وتعدد استخداماتها، وتوفر قدرات متقدمة بتكلفة تنافسية، مما يجعلها بديلاً جذابًا للطائرة الأمريكية إف-16 في (F-16V)، والتي تم اقتراحها كترقية للأسطول المصري.
تم تطوير طائرة تشنغدو جيه-10 سي بواسطة شركة تشنغدو لصناعة الطائرات (CAC)، وتتميز بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة ورادار مسح إلكتروني نشط (AESA). وهي تدعم العمليات متعددة الأدوار مع حاويات الاستهداف والقنابل الموجهة بالليزر والصواريخ جو-جو. دخلت طائرة تشنغدو جيه-10 سي الخدمة رسميًا في ديسمبر 2017، وهي حاليًا قيد التشغيل من قبل الصين وباكستان، وقد أعربت مصر عن اهتمامها بشراء اثنتي عشرة وحدة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بالطائرات المقاتلة الغربية والروسية.
تم تصميم J-10C بتصميم ديناميكي هوائي “دلتا-كانارد بلا ذيل”، مما يحسن من قدرتها على المناورة والرفع الكلي. وهي مدعومة بمحرك توربوفان روسي من طراز Lyulka-Saturn AL-31FN، قادر على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 2200 كم/ساعة ومدى 3200 كم. بالإضافة إلى ذلك، فهي مجهزة بأجهزة إلكترونية حديثة، بما في ذلك مستشعر IRST والعديد من أجهزة الطيران المثبتة خارجيًا للملاحة والاستهداف ومهام الاستطلاع الإلكتروني.
يأتي هذا القرار في وقت إعادة التنظيم الجيوسياسي لمصر، التي انضمت مؤخرًا إلى كتلة البريكس إلى جانب لاعبين رئيسيين مثل الصين وروسيا والهند. في السنوات الأخيرة، حصلت مصر أيضًا على معدات دفاعية من روسيا وفرنسا، بما في ذلك ميغ-29إم (MiG-29M) وداسو رافال (Dassault Rafale). ومن المقرر أن تصبح J-10C الصينية جزءًا رئيسيًا من ترسانة مصر المتنوعة.
يعكس هذا التطور أيضًا العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية المتنامية بين مصر والصين. إن مشاركة الصين في معرض مصر للطيران في العلمين تشكل جزءاً من جهودها الأوسع نطاقاً لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فقد توسع النفوذ العسكري الصناعي الصيني في المنطقة بشكل كبير، بدعم من علاقاتها الاقتصادية المتنامية، وخاصة من خلال واردات الطاقة.
إن اهتمام مصر بالمقاتلات الصينية يتجاوز طائرة J-10C، حيث أبدت البلاد أيضًا اهتمامها بطائرة J-31، وهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس. وفي حين توفر طائرة J-10C قدرات متعددة الأدوار بتكلفة منخفضة، مما يجعلها قادرة على المنافسة مع الطائرات الغربية والروسية، فإن طائرة J-31 تُرى كأصل استراتيجي لمواجهة طائرات F-35 الإسرائيلية. إن ميزات التخفي المتقدمة لطائرة J-31 وقدرات التهرب من الرادار وأنظمة الأسلحة الحديثة تجعلها مرشحة لتحديث القدرات الجوية لمصر والحفاظ على توازن القوى في المنطقة. كما أن قدرتها على تنفيذ مهام القصف والحظر والدعم الجوي القريب تعزز من اهتمام مصر، وخاصة في سياق جيوسياسي حيث تسعى إلى تنويع مصادر دفاعها ردًا على العقوبات المفروضة على روسيا والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
تسليح J-10
تُعد الطائرة الصينية J-10C من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع، وتتميز بتسليح متطور يجعلها قادرة على المنافسة مع أحدث المقاتلات الغربية. إليك بعض التفاصيل حول تسليحها:
صواريخ جو-جو:
• PL-10: صاروخ PL-10 هو صاروخ جو-جو قصير المدى تم تطويره من قبل جمهورية الصين الشعبية. يُعرف أيضًا باسم “Thunderbolt-10” (الرعد-10) ويستخدم نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء (IIR) لتحديد الأهداف بناءً على شكلها، مما يمنحه قدرة استهداف من جميع الزوايا.
تم تصميم PL-10 ليكون مقاومًا للتشويش والإجراءات المضادة الإلكترونية، ويتميز بقدرة عالية على المناورة بفضل محركه الصاروخي ذو الدفع الموجه وأجنحته المتحركة. يمكن للصاروخ تحقيق زوايا هجوم عالية وقدرة على الدوران تتجاوز 60 جي.
يبلغ مدى صاروخ PL-10 حوالي 20 كيلومترًا (12.4 ميل) تقريبًا. هذا المدى يجعله فعالًا في الاشتباكات الجوية القريبة، حيث يمكنه الاشتباك مع الأهداف بسرعة وبدقة عالية.
• PL-15: صاروخ بعيد المدى يتميز بقدرة على الاشتباك مع الأهداف خارج مدى الرؤية البصرية. يُعتقد أن مدى الصاروخ يتجاوز 200 كيلومتر، مما يجعله قادرًا على الاشتباك مع الأهداف على مسافات بعيدة جدًا. يستخدم الصاروخ نظام توجيه راداري نشط، مما يمنحه دقة عالية في إصابة الأهداف. كما يتميز بسرعته العالية، مما يزيد من صعوبة تفاديه من قبل الطائرات المعادية. ويتمتع بقدرة عالية على المناورة، مما يجعله فعالًا ضد الأهداف السريعة والمناورة
صواريخ جو-أرض:
• يمكن تجهيز الطائرة بمجموعة متنوعة من الصواريخ والقنابل الموجهة بدقة، مما يمنحها قدرة هجومية متعددة الأدوار.
أنظمة الاستشعار والرادار:
• مزودة برادار نشط بالمسح الإلكتروني (AESA) الذي يمنحها قدرة على اكتشاف الأهداف على مسافات بعيدة وتتبعها بدقة.
أنظمة الحرب الإلكترونية:
• تحتوي على أنظمة متقدمة للحرب الإلكترونية، مما يعزز من قدرتها على البقاء في بيئات معادية.
من المتوقع أن يعزز صاروخ PL-15 قدرات سلاح الجو المصري بشكل كبير. بفضل مداه الطويل الذي يصل إلى 200 كيلومتر وسرعته العالية التي تصل إلى 4 ماخ، يمكن للصاروخ استهداف طائرات الإنذار المبكر، وطائرات التزود بالوقود، والمقاتلات الشبحية بدقة عالية. هذا سيمنح القوات الجوية المصرية ميزة استراتيجية في الاشتباكات الجوية بعيدة المدى، مما يعزز قدرتها على الدفاع والهجوم في نفس الوقت.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-09-11 13:44:43