وفي حوار مع قناة العالم خلال برنامج” ضيف وحوار”، فيما يتعلق بمعركة جنين وتداعيات هذه المعركة على المشهد المقاوم في الايام القادمة، أشار عزام إلى أن الصراع مع العدو الاسرائيلي هو صراع ممتد ومفتوح وطويل والمحتل لا يريد أبدا ان تكون هنالك حالة مقاومة في اي مكان من فلسطين، لذا استهدف غزة مرات عديدة وشن حروبا ضارية عليها قبل اسابيع قليلة، فقط كان هنالك معركة ثأر الاحرار التي ابلى فيها شعبنا بلاء حسنا واربك فيها كل حسابات “اسرائيل”.
واوضح عزام ان هنالك حالة مقاومة كبيرة تشهدها الضفة الغربية، بعدما باتت جنين عنوانا لها، وبالتالي فان حملة جيّش الاحتلال الاخيرة هدفها ضرب عقر المقاومة في جنين ومخيمها، وكما اعلن هو، اراد ان يقتل أكبر عدد من المقاومين هناك.
واعتبر من الواضح ان خطته قد فشلت امام بسالة شعبنا الفلسطيني، وامام الحاضنة الشعبية التي وقفت بقوة مع المقاومة، وفشل امام بسالة مقاومين من كافه الاجنحة، وبالتالي هذه الحملة التي شنها الاحتلال ضد جنين، قد تتكرر في جنين، وفي مناطق اخرى، طالما سعى شعبنا لمواجهة العدوان والتصدي للاحتلال والدفاع عن نفسه ومقدساته.
وتابع عزام: من المؤكد ان اثر معركة جنين قد بات واضحا في الساحة الفلسطينية وحتى في المنطقة، فالجميع اصبح مدركا ان المقاومة اصبحت رقما صعبا، وان “اسرائيل” لا تستطيع ان تفعل كل ما تريده، وهي حاولت ان تدخل مخيما صغيرا في مساحته التي لا تتجاوز النصف كيلومتراً، وقد فشلت في ذلك- نعم- هي قتلت حوالي 12 فلسطينيا من بينهم اطفالا، ودمرت منازل وشوارع، بلا شك، لكن هي لم تستطيع ان تقتل روح المقاومة في جنين او في عموم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبالتالي فان هذه معركة مفتوحة و”اسرائيل” تصر على عدوانها وتصر على التنكيل بشعبنا، وشعبنا يدافع عن ابسط حقوقه، ويتمسك بهذه الحقوق وهذه هي المعادله القائمه الان.
واوضح، ان مشروع الجهاد الاسلامي بكل فخر وبكل تواضع هو ابقاء جذوة المقاومة متقدة في كل المراحل، وحتى في الاوقات التي كان يظن فيها العالم كله ان فلسطين قد انتهت كقضية، وان الامر الواقع بات حكما مفروضا على الجميع ويجب على الفلسطينيين القبول بالاحتلال، وبما يفرزه.
وقال: عندما تصوّر الجميع أن هذا هو مآل الامور، كانت حركة الجهاد الاسلامي تصر على ان المقاومة هي خيارها الاستراتيجي، وان القضية الفلسطينية لا يمكن ان تموت واصرت حركة الجهاد الاسلامي على هذا المبدأ وعلى هذا الشعار طوال الوقت، وفي كل المراحل، ونحن ببساطة ندافع عن حقنا ولا نعتدي على احد، والاخرون هم الذين يعتدون علينا، الاخرون هم الذين يأتون الى مدننا وقرانا ومخيماتنا، الاخرون هم الذين شردوا اساسا اجدادنا وآباءنا قبل عقود.
واضاف ان مشروع حركة الجهاد الاسلامي بث روح المقاومة في صفوف الشعب الفلسطيني كله، نحن لا يعنينا ابدا اي مغنم يتحقق لحركة الجهاد الاسلامي كفصيل، بل ما يهمنا هو مصلحة هذا الشعب الفلسطيني، وما يهمنا هو الدفاع عنه، وما يهمنا ان يكون شعبنا كتلة واحدة في مواجهة العدوان وفي مواجهة الاحتلال.
ولفت الى أن المقاومة وحدة واحدة، نحن نتحدث اصلا عن وحدة فصائل المقاومة ككل وطوال الوقت حرصنا على وجود تعاون وتنسيق وتفاهم بين كل فصائل شعبنا، الضفة الغربية تعرضت لحصار وضغط وتنكيل طوال السنوات الماضية، وهي الان تستعيد روحها وتستعيد موقعها الذي احتلته طوال الوقت على مدى سنوات الصراع، وكانت هنالك كلمة واضحة لاخواننا في الضفة الغربية ربما تراجعت الامور لفترة نتيجة العوامل التي ذكرناها، نتيجة الضغوط والحصار والتضييق والتنكيل، لكن الضفة الغربية كانت في قلب هذا الصراع وطوال الوقت كانت تقوم بواجبها والان هنالك تفعيل لهذا الدور او استعادة هذا الدور من جديد.
وبين بأنه لا يجوز ان يفاجئ أحد بهذه البطولة التي تتجلى في جنين وكتيبتها وكافة المقاومين من كافه الاطر والاجنحة وفي نابلس وعرينها او في القدس او في اي مكان في فلسطين، وهذا هو الوضع الطبيعي، وبالتالي فان روح المقاومة لم تمت في الضفة الغربية، وهي موجودة والحمد لله.
واوضح عزام ان حركة الجهاد الاسلامي تجدد نفسها باستمرار، وقبل 11 شهراً، فقدنا مجموعة من كبار قادة المقاومة، ليس في سرايا القدس، بل على مستوى الشعب الفلسطيني، فقدنا القائد الكبير خالد منصور والقائد الكبير تيسير الجعبري، ومعهم اخوة كبار من المقاومين، ورغم ذلك استمرت حركة الجهاد الاسلامي، وقبلها فقدنا قادة كبار” بهاء ابو العطا واخوانه”، وايضا حركة الجهاد الاسلامي لم تتراجع ولم تنكسر في معركة ثأر الاحرار التي بدأت المعركة في اغتيال ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس ايضا، واثناء المعركة ايضا استشهد ثلاثه اخرون من كبار قادة سرايا القدس، ورغم ذلك فان حركة الجهاد الاسلامي ظلت متماسكة في موقفها السياسي، وفي ادائها.
وشدد عزام على ان سرايا القدس ورغم الخسارة الكبيرة لستة من اكبر قادتها، فان سرايا القدس كانت متماسكة، والعالم جميعه رأى اداءها المبهر، واستطاعت ان تربك”اسرائيل” بأسرها على مدى خمسة ايام، نعم اننا نخسر قادة كبار بلا شك هؤلاء الذين يستشهدون يمثلون عصب المقاومة وعصب سرايا القدس وعصب الجهاد الاسلامي، ولكن هذه المسيرة ستبقى مستمرة باذن الله. وفي يوم من الايام فقدنا القائد المؤسس والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي د. فتحي الشقاقي ورغم ذلك تواصلت واستمرت مسيرتها وتعزز حضور حركة الجهاد الاسلامي بحمد الله وفضله، نحن دائما نؤمن ان عين الله ترعى هذا المشروع المبارك في فلسطين وان إرادة الله سبحانه وتعالى اقوى من اي حواجز او موانع او تحديات.
التفاصيل في الفيديو المرفق …
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-11 23:07:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي