لم تحتج صفحاتُ هوكشتاين العشرُ الى كثيرٍ من الترجمةِ والتعريب، فالحديثُ عن فجرِ لبنانَ الجديد بشَّرت به منابرُ العزاءِ العبريةُ في تل ابيب..
وبينَ الصفحاتِ العشرِ واسطرِها التي اودَعها الاميركيُ اللبنانيينَ كصيغةٍ حولَ ترسيمِ الحدود، نقّبَ المعنيونَ كثيراً في الابعادِ والنصوص، وخلَصوا الى انَ استخراجَ الايجابيةِ بعدَ سنواتِ الثباتِ والصمودِ ووحدةِ الموقفِ، واستثمارَ مكامنِ القوةِ الوطنية – باتت وشيكة..
اجتماعٌ رئاسيٌ وآخرُ تقنيٌ في قصر بعدا، لم يكن بعيداً عن الاجواءِ الايجابية.. واِن حملت القراراتُ والنقاشاتُ بعضَ الملاحظاتِ على ورقةِ هوكشتاين، فقد اجمعَ الرؤساءُ الثلاثةُ باشاراتِهم العلنيةِ على انَ الامورَ تسيرُ بالاتجاهِ الصحيحِ، وأن القمحَ لامس مكيالَ اللبنانيين .
ومهما كانت تلكَ الملاحظاتُ جوهريةً او عاديةً – بحسَبِ المعنيين، الا انَ اساسَ المعادلةِ المرسومةِ كفيلٌ برفعِ لبنانَ الى مصافِّ الدولِ النفطية. والرافعةُ على الدوامِ معادلةٌ معمدةٌ بالاملِ والتضحيات، لم تقوَ عليها كلُّ التجاربِ الداخليةِ والخارجية، ولن تغيِّرَها كلُّ المحاولاتِ والمغامرات، انها معادلةُ الجيشِ والشعبِ والمقاومة التي اعادَ اليها نائبُ رئيسِ مجلسِ النواب الياس بو صعب الفضلَ بصنعِ الانفراجةِ اللبنانيةِ المرتقبة..
على المقلبِ العبري تخبطٌ بينَ اسطرِ الورقة، وحربُ بياناتٍ على اعلى المنابرِ السياسيةِ والانتخابية، تطايرت منها حصيلةُ وحجمُ الانجازِ اللبناني، وبينَ يائير لابيد وبنيامين نتنياهو وكبارِ القادةِ السياسيينَ والامنيينَ دخل َالسفيرُ الاميركيُ السابقُ في تل ابيب “ديفيد فريدمان” مغرداً انه لم يتخيل احدٌ بعدَ سنواتٍ من المفاوضاتِ ان ينالَ لبنانُ مئةً بالمئةِ واسرائيلُ صِفراً – كما قال، امّا فعلُ كبيرِ المفاوضينَ الصهاينةِ في ملفِ ترسيمِ الحدودِ “عدي اديري” فشكلَ ضربةً معنويةً للصهاينةِ حيثُ استقالَ لعدمِ احتمالِه وقعَ الاتفاق ..
فمتى كانَ الاسرائيليُ العنجهيُ على هذهِ الحالِ ومعه كلُّ دولِ الاستكبار؟ لولا المعادلةُ الجديدةُ التي رسمتها المقاومةُ معَ بدايةِ عصرِ الانتصارات؟ سؤالٌ برسمِ اللبنانيينَ وكلِّ المعنيينَ طرحَه رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي أكدَ أنَ الاسرائيليَ والاميركيَ يعرفانِ انَ التهديداتِ التي تُطلقُها المقاومةُ ليست كلاماً، ولهذا كانَ هذا المسار ..
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.almanar.com.lb
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-10-03 19:45:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي