بعدَ نِمْرِهِمُ المحترقِ بجنودِهم في غزة، ها هو فَهدُهم مشظًى بضباطِهم في الضفة، ثُمَّ يَعتلونَ المنابرَ مهددين ومتوعدين بفتحِ جبهاتٍ جديدة، دونَ الاعتبارِ من تجاربِهم المريرة..
انهم الصهاينةُ الذين لقّنتهم جنينُ درساً صعباً فجرَ اليوم ، فاَتت بعبواتِها اللاهبةِ على عربة ِ فهد العسكريةِ وهي تنقلُ جنودَهم بمُهمةٍ عدوانية، فوقعوا بينَ قتيلٍ وجريح، اعترفَ الاحتلالُ بمقتلِ ضابطٍ منهم واصابةِ ستةَ عشرَ عسكرياً بجراحٍ مختلفة..
لم يختلف الحادثُ الصعبُ هذا في الضفةِ عما يعانيهِ جيشُهم في مناطقِ غزة، لا سيما حيِّ الشجاعية، حيثُ حاولوا اقتناصَ بطولاتٍ وهمية، فتصدى لهم المقاومون مكبدين قواتِهم المتوغلةَ خسائرَ ماديةً ومعنوية، ولم يكن للجيشِ الخائبِ الا ارتكابُ المزيدِ من جرائمِ الحربِ بحقِّ الاطفالِ والنساءِ والمدنيين المجتمعين في مراكزِ النزوحِ والايواء ..
ولا عاصمَ لهذه الحكومةِ الصهيونيةِ من شرِّ افعالِها، وان آوَت الى مزيدٍ من القراراتِ الارتجاليةِ المبنيةِ على ضيقِ الخياراتِ وضياعِ الاهداف، فانها ستَغرقُ لا محالةَ بخيباتِها والدمِ الذي سفكتهُ غيلةً على مدى اشهرٍ تسعةٍ من العدوان .
على انَ اغتيالَها السياسيَ سيكونُ بنيرانِ اعتى اسلحتِها، وهو جناحُ سموترتش – بن غفير، اللذينِ يتقلبانِ على نيرانِ الغضبِ من قرارِ المحكمةِ القاضي بالزامِ الحكومةِ تجنيدَ الحريديم. اما عسكرُهم ومجندو الاحتياطِ فمتروكون لويلاتِ الميدانِ بلا غطاءٍ سياسيٍّ ولا رؤيةٍ واضحة، وبلا تأمينِ ما يحتاجونَه من عديدٍ وعتاد، ومن يتحملُ المسؤوليةَ المباشرةَ هو بنيامين نتنياهو العاجزُ عن تجنيدِ الحريديم والعاجزُ عن قيادةِ الحربِ بحسَبِ المتحدثِ السابقِ باسمِ الجيش العبري رونين منليس ..
اما حِسبةُ الشمالِ فلا تزالُ الاصعبَ على الحكومةِ وجيشِها المنهك، ورغمَ سيلِ التهديدِ والتهويلِ ضدَ لبنان، والذي تشاركُها فيه دولٌ واعلامٌ وجهات، فانَ المقاومةَ على قرارِها، ومجاهديها عندَ منصاتِ الصواريخِ والمسيّرات، يُؤدّبونَ المحتلَّ ويلاحقونَ جنودَه اسناداً لغزةَ ودفاعاً عن لبنان، وهو القرارُ الذي جددتهُ قيادتا حزبِ الله وحركةِ أمل خلالَ اجتماعِهما اليوم، معَ اكبارِهما لبطولةِ المقاومين وصمودِ اهلِهم في لبنانَ وغزة..
والى الجمهوريةِ الاسلاميةِ التي يتحضرُ اهلُها لاستحقاقِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ المبكرةِ غدا، فانَ القرارَ والخيارَ الحاسمَ – اياً كان الرئيسُ القادم – هو نصرةُ القضايا المحقةِ وفي اولويتِها اليومَ غزة ..
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-06-27 19:37:49
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي