<
p style=”text-align: justify”>قبلَ اَن يؤذِّنَ داعيَ العيد، استَهلّت غزةُ نصرَها بهلالٍ سيَكتملُ لا محالة، وسيضيءُ للامةِ ليلَها حتى يُبصرَ الغارقونَ في نومِهم بل في سباتِهم العميق، واَعدَّت فلسطينُ للامةِ موائدَ لا تنضب، سيَكتبُ عنها التاريخ ، عن صمودٍ اسطوري، وثباتٍ استثنائي، وتمسكٍ بالارضِ التي زُرعت بعشراتِ آلافِ الشهداءِ ليَنبُتَ التحريرُ لغزةَ وفلسطينَ ولكلِّ الامة..
ففي الارضِ التي زرعَها المقاومون بالنارِ والبارودِ تفجّرَ امامَ عدساتِ الاعلامِ ما يُهينُ المحتلَّ ويُحرقُ هيبتَه ويُكذِّبُ ادعاءاتِ قادتِه العسكريين والسياسيين المتنطحين على المنابرِ بالتهديدِ والوعيد.. فكانت مشاهدَ لما باتَ يعرفُ بكمينِ “الزَنَّة” في خان يونس، الذي وضعَ الجيشَ العبريَ في زنقةٍ صعبة، واظهرَ جنودَه وهم يتساقطونَ برصاصِ قنصِ المقاومين، وآلياتِه وهي تحترقُ بحممِ قذائفِهم..
ومعَ استهلالِ النصر، استحكم اليأسُ في المجتمعٍ الصهيوني، الذي اصطدم بعدَ ستةِ اشهرٍ من حربِ الابادةِ بالحقيقةِ المُرّة، اَنَ الحربَ لم تجنِ لهم شيئاً. والشيءُ المؤكدُ لديهم انَ الحربَ انتهت، ولم يتمَ تحقيقُ شيء، كما قالَ المحللُ العسكريُ الون بن دايفيد، الذي قرأَ بالخروجِ من خان يونس تنازلاً دونَ مقابل، وخاصةً أنَ المقاومةَ الفلسطينيةَ عادت للدخولِ الى كلِّ نقطةٍ انسحبَ منها الجيشُ العبري – كما قال..
وقولُ المستوطنينَ من غلافِ غزةَ حتى الشمال، اِنهم بانتظارِ الصواريخِ لتنهمرَ عليهم حسَبَ توقيتِ المقاومةِ الفلسطينيةِ واللبنانية، فيما حكومتُهم عاجزةٌ عن تحقيقِ ايِّ ردعٍ او انجاز ..
فيما صواريخُ المقاومةِ الاسلاميةِ كانت تحققُ اهدافَها في مواقعِ العدوِ وتجمعاتِ جنودِه في المستوطناتِ عندَ الحدودِ معَ لبنان. وعندَ عهدِهم كان الجنوبيون يشيّعون شهداءَهم في عيتا الشعب وكفركلا مُسمِعينَ الصهاينةَ وكلَّ العالمِ رسالةَ الصمودِ على كلِّ الجبهات..
اما جبهةُ المفاوضاتِ فلن تكونَ على العدوِ غيرَ جبهاتِ الميدان، حيثُ لا انجازاتٍ يتوقعُها المستوطنون من حكومتِهم التائهة، العالقةِ عندَ حساباتِ قادتِها الشخصية، سواءٌ مضت بالاتفاقِ على وقفِ اطلاقِ النارِ او عطّلتهُ غيرَ آبهةٍ بمصيرِ الاسرى لدى المقاومةِ الفلسطينية..
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة :2024-04-09 21:03:03 على موقع:www.almanar.com.lb
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي