مكانةفلسطينفي قلب وعقل الشهيد السيد حسن نصر الله

العالمجوّا الصندوق

حلقة اليوم لن تتحدث عن كامل جوانب شخصية السيد ولن تعالج أثره بشكل عام، ولكنها ستتحدث عن الشهيد السيد حسن نصر الله وفلسطين – القضية التي رافقت مسيرته وخطاباته وقراراته وصولاً إلى استشهاده. ونتحدث عن مكانة فلسطين عند السيد حسن نصر الله، وفي نفس الوقت عن مكانة السيد حسن نصر الله عند فلسطين والشعب الفلسطيني.

*أبعاد علاقة السيد حسن نصر الله بفلسطين

علاقة السيد حسن نصر الله بفلسطين تجسد بشكل كبير علاقة المقاومة في لبنان مع فلسطين كقضية وكشعب. وهذه العلاقة لها ثلاثة أبعاد أساسية: البعد العاطفي، البعد الأخلاقي، والبعد العقائدي.

الشهيد السيد حسن نصر الله هو ابن جنوب لبنان الذي شاءت الظروف أن يكون المنطقة الأكثر تأثراً بحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني منذ ما قبل العام 1948. وأثر النكبة الفلسطينية على جنوب لبنان لم يقتصر على توافد اللاجئين الفلسطينيين والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وأهله. ربما الأثر الأكبر للنكبة على أهل الجنوب وباقي المناطق المهمشة في لبنان هي فكرة الاستباحة: أنه ببساطة هناك ماكينة إبادة مدعومة بأحدث الأسلحة وبذخيرة لا تنضب، تملك القدرة والقرار على ارتكاب كل الفظائع التي يمكن أن يتخيلها العقل. هذه الفظائع هدفها تهجير شعب من أرضه والسيطرة على موارده.

وخلال فترة العام 1948 وما بعد، كان أهل جنوب لبنان وغيرهم من أهالي المناطق الهامشية بالنسبة لدولة لبنان الكبير يعيشون كمواطنين من الدرجة الثالثة. لا الدولة تسأل عنهم ولا لهم دور إلا في العمل الأصعب بدون مردود حقيقي على صعيد التعليم والصحة والخدمات. واقع الحرمان الذي عاشه أهل جنوب لبنان كان يتشابه في الجوهر مع واقع الحرمان الثاني الذي عاشه الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره من أرضه ونفيه إلى المخيمات.

الحرمان كان دافعاً أساسياً لاحتضان أهل الجنوب خاصة، وكل مهمشي لبنان عامة، للفدائيين الفلسطينيين عند انتشارهم في الجنوب لقتال العدو في نهاية الستينات وبداية السبعينات. والشعار الأبرز الذي طبع هذا التلاقي بين المجتمعين كان “اجتماع المحرومين من أرضهم مع المحرومين في أرضهم”.

نشأة الشهيد نصر الله في حي الشرشبوك شرق بيروت

الشهيد السيد حسن نصر الله، ابن بلدة البازورية في جنوب لبنان، والذي عاش وتربى في حي الشرشبوك في شرق بيروت، أحد أفقر أحياء العاصمة في الستينات والنصف الأول من السبعينات، هو ابن البيئة اللبنانية المهمشة التي استقبلت واحتضنت الشعب الفلسطيني المحروم من أرضه. وهذا ما يذكره السيد الشهيد في مقابلات عديدة يتحدث فيها عن أثر المعاناة الفلسطينية على تكوين شخصيته منذ الصغر. ولا نستطيع أن نتجاهل دور الأهل والمحيط الذي كان أيضاً ينظر للاجئ الفلسطيني كأخ مظلوم وكشريك في النضال.

*البذرة الأولى لفلسطين عند الشهيد نصر الله

إذن، البذرة الأولى لفلسطين عند السيد حسن كانت بذرة الفطرة العاطفية، أو ما سميناه سابقاً البعد العاطفي. وهذه الفطرة هي عبارة عن شعور بديهي برفض الظلم والسعي لتغيير الواقع الظالم إلى واقع أكثر عدالة. نسميه بعداً عاطفياً مع أنه يحمل فكرة فلسفية ويلتقي بشكل كبير مع البعد الأخلاقي، لكنه عاطفي لأنه لا يدخل في عمق التفاصيل السياسية ويتشكل بطريقة عفوية لا تحتاج لوعي ومعرفة شاملة بتفاصيل القضية.

*فلسطين داخل قلب السيد حسن نصر الله وعقله

مع مرور السنين، كبرت فلسطين داخل قلب السيد حسن نصر الله وعقله، خصوصاً بعد تلقيه العلوم الشرعية وانتمائه لنهج الإسلام الثوري الذي شكل السيد موسى الصدر وعدد من المراجع الدينية في جبل عامل والعراق، ولاحقاً في إيران، أساس تشكيله وتحويله لمشروع سياسي أبعد من النظرية. الإسلام الثوري الذي انتمى إليه السيد حسن نصر الله ولاحقاً جسده بأفضل أشكاله هو التجربة التي وضعت فلسطين كمركز للعمل السياسي والعسكري والثقافي.

لماذا فلسطين؟ لأنه، وبدون إطالة، القضية الفلسطينية هي الصدام بين مشروع الهيمنة الغربية على المنطقة ومواردها وطاقات شعوبها، وبين مشروع الأمة لتحرير نفسها وتكريس السيادة على مواردها وتحقيق مكانتها بين الأمم. الحركة الإسلامية الثورية أدركت حقيقة أن وجود “إسرائيل” هو تجسيد للهيمنة الغربية، وفي ظل الهيمنة الغربية يستحيل على كل شعوب المنطقة أن تحقق استقلالها وكرامتها وتتحكم بثرواتها.

من هنا نضجت فلسطين في عقل السيد حسن نصر الله من بعدها العاطفي إلى بعدين:

البعد الأول أخلاقي يمكن تعريفه بالالتزام العقائدي والعملي بنصرة المظلوم (وفي عصرنا وزماننا من هو أكثر ظلماً من فلسطين؟).

فكرة بيجر هو البعد العقائدي الذي تجسد في انخراط السيد نصر الله في مشروع المقاومة وثباته على هدف تحرير فلسطين كهدف لكل نشاطه السياسي فيما بعد.

123


علاقة الشهيد نصر الله بفلسطين وعلاقة فلسطين بسماحته

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج”جوا الصندوق”، وحول علاقة الشهيد السيد حسن نصر الله بفلسطين وعلاقة فلسطين بسماحته، أشار الكاتب العربي الفلسطيني الدكتور سيف دعنا أنه في هذه الأيام نحن نودع أحد أكثر قادة العرب شجاعة وأكثرهم أملاً وإشراقاً، وأضيف أكثرهم جمالاً. وفلسطين بشكل خاص تودع أكثر العرب وفاءً وإخلاصاً وتضحية وشجاعة. حقيقةً، على مدى أربعين عاماً كنا نرى – وهذا المدهش واحداً منا، من دمنا ومن لحمنا، كان فذاً ومدهشاً. هذه الحقيقة التي تجلت أمامنا، حقيقة السيد والموهبة الفريدة التي كانت تبدو لنا كل يوم، كانت أقرب للأسطورة في الحقيقة والخيال والحلم والأماني لأي شعب أن يكون لديه قائد من هذا النوع، أكثر منها أن تكون حقيقة. حتى رأيناه بأم أعيننا ورأيناه على الهواء مباشرة وسمعناه كل يوم يخاطب عقولنا.

ولفت دعنا إلى أن الحقيقة ليست فلسطين هي الخاسر الوحيد باستشهاد السيد، فالأمة العربية كلها والأمة الإسلامية المحاصرة والمستهدفة. ولكن تحديداً فلسطين المستعمرة والتي يتعرض شعبها للإبادة، أجزم أنها لم تعرف في كل تاريخها قائداً وبطلاً عظيماً صاحب رؤية تخص فلسطين وتخص الأمة، وأيضاً في نفس الوقت أكثر شجاعة من السيد. في الحقيقة لم يكن في كل العرب بالتجربة خلال العصر الحديث كله أحد أو قائد أشد للحرب والمقاومة مراساً وأقدم فيها مقاماً من السيد الذي نهض فيها وما بلغ العشرين، واستشهد فيها وقد تجاوز الستين.

وقال: عندما نتحدث عن الشهيد السيد نصر الله وفلسطين، في الحقيقة الموضوع قليلاً معقد لسبب أساسي: أن السيد توقف منذ زمن طويل عن أن يكون مجرد مواطن لبناني أو مواطن عربي أو حتى مسلم فقط. رغم كونه – بسبب تجربته الاستثنائية التي رأيناها خلال أربعين عاماً – أجزم أفضل اللبنانيين وأنبل العرب وأجمل المسلمين. وأقول أكثر، توقف حتى عن أن يكون أمين عام لحزب الله، حتى ولو كان أمين عام للحزب المقاومة الأكبر والأقوى والأهم في المنطقة.

وأوضح دعنا أن الشهيد السيد نصر الله منذ فترة طويلة أصبح قائداً أممياً لأنه كان يرى بوضوح – وهذا ما كان ينقص القضية الفلسطينية – الترابط البنيوي والجذري والعميق بين القضايا العربية كلها، بين قضية لبنان واستقلال لبنان، وأيضاً وخصوصاً قضية فلسطين ومشكلات الإنسانية الكبرى. هذا جعله يصبح قائداً أممياً، جعل كل من هو مضطهد ومستعبد ومستغل في العالم يستمع إلى السيد يتحدث عن فلسطين فيفهم قضيته ويشعر بأن السيد كان يتحدث إليه. كان يرى الترابط بين المحلي والإقليمي والعالمي بشكل غير مسبوق لدى أي من القادة الآخرين.

الشهيد نصر الله أصبح أكبر من لبنان وأكبر من الأمة العربية

وقال دعنا: السيد كان يرى كل قضايا العرب لأنه، كما قلت، أصبح أكبر من لبنان وأكبر من الأمة العربية وأكبر من الأمة الإسلامية في دوره. ولهذا أصبح قائداً أممياً. كان يرى أن قضايا العرب واستقلال لبنان في جوهرها – لأنه كان كما قلت أفضل اللبنانيين – وقضية فلسطين أيضاً – لأنه كان أنبل العرب – كان يراها جزءاً من معضلات الإنسانية في مواجهة الهيمنة الإمبريالية والتوحش الرأسمالي.

وتابع دعنا: رؤية المقاومة كما فهمتها كانت أنها جزء من حراك عربي لبناني عربي إسلامي وعالمي أوسع لتحرير الإنسانية، وليس لتحرير لبنان وليس لتحرير فلسطين فقط والمنطقة. كان يرى المقاومة العربية عموماً ومشروع تحرير فلسطين جزءاً أساسياً من انتصار ثورات الجنوب على الاستعمار والهيمنة الغربية. وبالتالي هو الذي علمنا أن مصيرنا مرتبط بمصير كل المضطهدين والمستعبدين والمستغلين في العالم.

ونوه دعنا إلى أن هذا أعطى فلسطين وأعطى قضية فلسطين ليس بعداً جديداً – رغم أن هذه الطريقة في التفكير كانت موجودة إلى حد ما على مستوى الخطاب لدى الثورة الفلسطينية – لكن السيد أخذها إلى المجال العملي أيضاً. وبالتالي هو جعل من كل قوى التحرر في العالم حلفاء للقضية الفلسطينية والقضية العربية. لهذا بالضبط كنا نراه أصبح حليفاً لكل المقاومين في العالم، وكل المقاومين في العالم أصبحوا حلفاء له، وكل حركات التحرر من فنزويلا (تشافيز) إلى كوبا (كاسترو) إلى بوليفيا (موراليس) إلى إيران وسوريا وحتى ما بعد.

ورأى دعنا : باختصار شديد، الخطاب السياسي للسيد بخصوص فلسطين تحديداً تطور مع الأيام ليصبح جزءاً من خطاب لتأسيس أممية بديلة لما هو قائم اليوم من أممية متوحشة. الأممية البديلة التي تتميز بالإنسانية أو بالأخوة الإنسانية. هذا المشروع لم يكن مجرد خطاب سياسي، كان أيضاً ممارسة عملية. وبالتالي منذ البداية أدرك السيد أكثر من غيره – ربما بالممارسة وبالفكر وهذا مهم – طبيعة المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، وأيضاً من جهة أخرى علاقته بمنظومة الهيمنة الغربية على العالم. هكذا فقط تستطيع أن تقاوم وتستطيع أن تحارب المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين.

وأضاف دعنا : الجانب الآخر أن السيد – وهذا مهم وكان مهماً جداً لفلسطين – كان المنظّر السياسي الأهم في جيله بسبب قدرته الاستثنائية على ترجمة النظرية إلى خطوات عملية ملموسة وإلى اشتقاق برامج عمل للمقاومة لم ولا يضاهيها ولم ولا يتفوق عليها أحد برأيي في كل تاريخ حركات التحرر في العالم. كان السيد هو المنظّر السياسي العربي الأبرع والأهم لأجيال، وأقول أكثر، ربما لقرون.

وأشار دعنا إلى أنه استطاع في فترة قياسية – وهذا يشبه المعجزة في الحقيقة، مجرد وجود المقاومة في ظل الاختلال الهائل لموازين القوى هو معجزة – لكن السيد استطاع في فترة قياسية جداً بالمعنى التاريخي والزمن التاريخي أن يرتقي بعدد قليل من مجموعات الغوار التي تأسست لمقاومة الغزو الصهيوني للبنان في 1982 إلى قوة إقليمية استطاعت هزيمة العدو مراراً وأسقطت المخططات الغربية لإعادة رسم وإعادة تشكيل المنطقة وفق متطلبات المصلحة الإمبريالية.

علاقة الشهيد حسن نصر الله بفلسطين نظرياً وعملياً وعلاقتها به

وحول رؤيته لعلاقة السيد حسن نصر الله بفلسطين نظرياً وعملياً، وعلاقة فلسطين بالسيد أشار ناجح شاهين، الكاتب الفلسطيني العربي من فلسطين إلى أن الشهيد السيد نصر الله رافق فلسطين ورافقته الجماهير الفلسطينية منذ عام 1996، بعد عملية عناقيد الغضب. أظن أن السيد نصر الله حفر نفسه عميقاً في قلوب وعقول الفلسطينيين بمكوناتهم المختلفة، بدءاً بالمواطن العادي البسيط وانتهاءً بالنخب المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية. تحول السيد إلى مكون رئيس في الحياة الفلسطينية، في الوعي والوجدان. حضر السيد بقوة في لحظة كانت فعلاً بحاجة ماسة إلى حضوره.

وقال شاهين: نحن نتحدث عن مرحلة ما بعد حرب الخليج وبداية التفكك الفظيع للنظام الرسمي العربي، وما تلا ذلك من إفرازات خطيرة في الساحة الفلسطينية والساحة العربية عموماً. لكن في الساحة الفلسطينية، اتفاقية أوسلو وما تلاها جردت فلسطين من هويتها وما زلنا نرزح تحت وطأتها. في تلك اللحظات التي بدا فيها أن عتمة الليل تشتد، أعتقد أن السيد برز كقامة ثورية مبدعة وشجاعة كاريزمية من الطراز الأول. كاريزما بدرجة لا يمكن مقارنة أحد بها في العصر الحديث، ربما باستثناء الظاهرة المصرية جمال عبد الناصر، مع اختلاف الرجلين واختلاف الحقب.

وأضاف: بهذا المعنى، يمكنني القول إن الجماهير الفلسطينية ارتبطت بهذا الرمز ارتباطاً وجدانياً وفكرياً وسياسياً على نحو يجعله، في ظني، الاسم الأول بالنسبة للجماهير الفلسطينية. مثلاً، في لحظة تموز 2006، ربما أن المرء لا يستطيع بسهولة ولا بصعوبة حتى أن يجد حالة من الارتباط والتفاعل مع قائد عربي في العصر الحديث مثلما ارتبط الناس في فلسطين بقامة السيد. وهذا أمر يمكن أن يصيب أحياناً ببعض الدهشة بالنظر، مثلاً، إلى أن الجمهور الفلسطيني جمهور سني في الأغلب. للأسف، التعريفات الدينية والطائفية تؤدي دوراً لا يستهان به في عقول الناس في البلاد العربية المسلمة. ولكن السيد استطاع، بما له من شجاعة ودور مميز في الصراع مع الاحتلال، أن يتمكن من اجتياز هذه الحواجز بشكل كامل على ما أظن.

تغلغل الشهيد نصر الله في قلوب الناس

ونوه شاهين إلى أن تغلغل الشهيد نصر الله في قلوب الناس ووعيهم لدرجة أن يتسمر الجمهور أمام شاشات التلفاز كلما كان السيد على موعد أو إطلالة بكلمة أو خطاب أو لقاء. كان الناس حقاً يتسمرون ويستمعون لكلامه من البداية إلى النهاية ويعلقون ويتناقشون لاحقاً بكل الاهتمام والحماس الذي لا أظن أن قائداً في العصر الحديث قد تحقق له ذلك مثله، ربما باستثناء عبد الناصر.

وخلص شاهين قائلا: في تقديري أن الجمهور الفلسطيني يعي تماماً أن تجربة المقاومة الفريدة في غزة هي تجربة تحمل بصمة المقاومة اللبنانية. بمعنى أن الناس يدركون ويقدرون أن التجربة الفريدة والمميزة والاستثنائية للمقاومة اللبنانية المطورة منذ بضع سنوات على الأقل قد تم نقلها إلى المقاومة الفلسطينية. وهذا النقل لم يكن نقلاً عفوياً، إنما كان ضمن خطة عملية واضحة المعالم تقع ضمن فكرة دعم المقاومة اللبنانية وإسنادها للمقاومة الفلسطينية بالخبرة والعتاد وكافة عناصر العمل. فالجماهير الفلسطينية تدرك أن أداء المقاومة المطورة في غزة مدين لدعم المقاومة اللبنانية وتجربة تم نقلها قصداً وعن وعي من المقاومة اللبنانية إلى المقاومة الفلسطينية.

ضيوف البرنامج:

– الكاتب العربي الفلسطيني الدكتور سيف دعنا

– ناجح شاهين، الكاتب الفلسطيني العربي من فلسطين

التفاصيل في الفيديو المرفق …

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-02-22 23:02:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version