وغالباً ما تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي الأطفال والمراهقين الفلسطينيين لأشهر أو أكثر وفق ادعاءات مختلفة، وفي كثير من الأحيان، من دون محاكمات، وعندما تجرى محاكمتهم، يكون ذلك أمام محاكم عسكرية، ويواجه بعض هؤلاء الأطفال عقوبات بالسجن المطول.
وتتنافى تلك المحاكمات، إن حدثت، مع كل المعايير الدولية، إذ تحرم الأطفال من أبسط حقوقهم، كما يحصل خلالها كثير من الانتهاكات الجسدية والنفسية والقانونية، بما في ذلك تعريتهم من ملابسهم، وضربهم، وتعصيب أعينهم، وتكبيل أيديهم، والاعتداء الممنهج عليهم أثناء اعتقالهم، وأثناء التحقيق معهم.
أجرت منظمة “أنقذوا الأطفال”، بالتعاون مع مؤسسات شريكة لها، مقابلات مع 228 طفلا وطفلة، كانوا محتجزين خلال السنوات الثلاث الماضية لمدد تراوحت بين شهر و18 شهراً، وكانت أعمارهم أثناء الاعتقال ما بين 12 إلى 17 سنة، وأكدت الشهادات أن معظم الأطفال يتعرضون للاستجواب في أماكن مجهولة من دون مرافق أو مقدم رعاية، وغالباً ما يحرمون من الطعام والماء والنوم، ومن الوصول إلى مستشار قانوني. أما التهم المزعومة فغالباً ما تكون إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال، وقد تصل العقوبة إلى عشرين عاماً.
ويشير التقرير إلى أن “ما يقارب نصفهم (42 في المائة) أصيبوا في وقت الاعتقال، بما في ذلك إصابات بطلقات نارية وكسور، كما أبلغ البعض عن عنف له طبيعة جنسية، وبعض الأطفال المحتجزين يُنقلون إلى المحكمة، أو بين مراكز الاحتجاز، في أقفاص صغيرة”.
في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد” عبر الهاتف، قال مدير مكتب منظمة “أنقذوا الأطفال” في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيسون لي إن “أحد الأمور اللافتة في التقرير المنشور هو أننا نحصل على نفس الشهادات حول التعامل مع الأطفال الفلسطينيين داخل نظام الاعتقال العسكري الإسرائيلي، ويشمل هذا نقص أي نظم حماية من المفترض أن تكون قائمة عند اعتقال الأطفال. يتعرض الأطفال الفلسطينيون لمعاملة غير مقبولة في أي مكان آخر، بما فيه الإساءة الجسدية والنفسية والتنكيل، بالإضافة إلى عدم حصول أغلبيتهم على استشارة قانونية، وهو ما يعد خرقاً لأسس نظام العدالة. للأسف، لا يأتي هذا التقرير بأي جديد، بل يؤكد استمرار ما توصلنا إليه في تقرير سابق عام 2020”.
وتشير التقديرات إلى أن الأعداد تتراوح سنوياً بين 500 و1000 طفل رهن الاعتقال العسكري، وتطالب منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقريرها الحكومة الإسرائيلية بـ”إنهاء احتجاز الأطفال الفلسطينيين بموجب القانون العسكري، وإنهاء محاكمتهم في محاكم عسكرية”.
ويكشف التقرير الجديد أن “تأثير الإساءة الجسدية والعاطفية أثناء الاحتجاز تزايد بشكل كبير، مع عواقب وخيمة تشمل عدم قدرة الأطفال على التعافي”، كما أشار بعض الأطفال إلى أن الإساءة كانت تهدف إلى دفعهم للاعتراف بأمور كاذبة من أجل تجريم آخرين، بمن فيهم أفراد من أسرهم”.
ويؤكد التقرير أن أغلب عمليات الاعتقال (65 في المائة) تجرى في ساعات الليل أو ساعات الفجر الأولى، ونصفها تقريباً يكون من منازل الأطفال، كما عانى معظم الأطفال خلال اعتقالهم من مستويات مروعة من الإساءة الجسدية، بما في ذلك الضرب بالأيدي (86 في المائة) والتهديد بالأذى (70 في المائة)، والضرب بالعصي أو السلاح (60 في المائة)، وأخبر بعض الأطفال بتعرضهم للإساءة الجنسية، بما في ذلك لمس أعضائهم التناسلية، في حين أفاد 69 في المائة منهم بتعرضهم للتفتيش وهم عراة، كما أن 60 في المائة من الأطفال تعرضوا للحبس الانفرادي مدداً تتراوح بين يوم واحد و48 يوماً، كما منع قرابة 60 في المائة منهم من التواصل مع أسرهم أثناء احتجازهم.
وتحذر المنظمة من زيادة ملحوظة في نسب المعاناة النفسية بين الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون للاحتجاز، وأن كثيرين منهم “غير قادرين على العودة إلى حياتهم الطبيعية بشكل كامل بعد إطلاق سراحهم، وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من كوابيس متكررة من 39 في المائة إلى 53 في المائة، كما ارتفعت نسبة الذين يعانون من الأرق أو من صعوبات في النوم من 47 في المائة إلى 73 في المائة، مقارنة مع الأطفال الذين شملهم استطلاع عام 2020.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-10 09:29:40
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي