مهن شاقة تحرق سنوات الطفولة في العراق

شفقنا- يحمل أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، يرتدون ملابس متّسخة، معدات لإصلاح السيارات في منطقة الشيخ عمر الصناعية بالعاصمة العراقية بغداد، ويؤدون مهمات يومية كما لو كانوا رجالاً يعرفون معنى العمل والتزاماته.
يمكن بسهولة من النظرة الأولى ملاحظة أن هؤلاء الأطفال يعيشون في أوضاع استثنائية تفوق أعمارهم الصغيرة، فمن يعمل بهذه المهن يجب أن يتحلّى بالقوة والرجولة.
ويصرّ عدد من هؤلاء الأطفال الذين تحدثوا لـ”العربي الجديد” على أنهم يملكون خبرات لا تقل عن تلك لرجال يتجاوزون أعمارهم بسنوات ويملكون قوة بدنية أكبر. ويروون أنهم اكتسبوا هذه الخبرات في سوق العمل وعبر مخالطة الكبار. ويُخبر بعضهم أنهم دخلوا سوق العمل في عمر سبعة أعوام، وآخرون في عمر أقل.

ويوضح متخصصون أن “طبيعة الأطفال تميل إلى اللهو واللعب التي تقل تدريجاً في سن المراهقة. وفي حال لم يعيشوا طفولتهم كما يجب سيعانون من آثار سلبية نفسية واجتماعية تلقي بظلالها على حياتهم والمجتمع”.
وتقول الباحثة الاجتماعية ميس النداوي لـ”العربي الجديد”: “تدفع عوامل عدة الأهالي إلى إرسال أولادهم إلى العمل بدلاً من المدرسة، ومنها الفقر والحاجة الماسة نتيجة مشاكل مفاجئة مثل مرض المعيل أو التعرض لخسارة مالية، أو مواجهة البلاد نزاعات المستمرة أو أوضاع أمنية سيئة تتسبب في الانقطاع عن الدراسة وتشتت الأسر، ما يجبر الأطفال على البحث عن وسيلة للعيش”.
تضيف: “العائلات التي تعاني من فقر قد لا تجد بديلاً سوى إرسال أطفالها إلى العمل. وفي بعض الأحيان يكون دخل الطفل المادي مهماً لبقاء الأسرة”.

وتلفت إلى أن “مشاكل عدة يعيشها المجتمع الآن، وتستمر في تهديده، جراء عمل الأطفال، ومنها تأثير العمل على صحتهم ونموهم الجسدي والنفسي في ظل عيشهم خارج وسطهم الطبيعي”.
وتشير إلى أن “الأطفال يعملون في بيئات صعبة، ويختلطون بمختلف الشرائح، بينهم سارقون ومجرمون قد يحوّلون مجرى حياتهم إلى مستقبل شديد الخطورة. وتفيد العديد من التقارير الحكومية وغير الحكومية التي أصدرتها جهات متخصصة بأن عدداً كبيراً من الأطفال يزاولون أعمالاً غير قانونية، مثل بيع المخدرات والعمل في الدعارة”.

*العربي الجديد

انتهى

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-08-31 09:12:51
الكاتب:Sabokrohh
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version