ترسانة عسكرية، وزخم سياسي وإعلامي متواصل منذ أكثر من شهرين، لم ينجح في إظهار صورة واضحة لتفوق ميداني أو إنجاز عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في ميدان غزة.. كل هذا والمعركة لم تدخل مراحلها الحاسمة.
ومع كل يوم يمر، تتكشف خسائر أكثر لجيش الاحتلال. وفي المقابل، تظهر عوامل قوة إضافية للمقاومة. ومع كل يوم يمر، يزداد الضغط على سلطات الاحتلال داخليا مع الفشل في تحقيق الانجاز، أو استعادة الأسرى.
وعجز الجيش، يعكس عجزا لدى حكومة بنيامين نتنياهو، الذي لم يقدم إلا بيانات وتصريحات تختلف عن الواقع، كما يقول الإعلام الإسرائيلي. إضافة إلى ضغوط دولية بدأت تأخذ منحى تصاعديا تجاه الفشل الإسرائيلي.
فهل بدأت صورة المنتصر والمهزوم تأخذ شكلها النهائي انطلاقا من ميدان غزة؟ وهل النصر أو الهزيمة العسكرية هي وجه آخر لنصر أو هزيمة استراتيجية تلقي بظلالها على المرحلة المقبلة؟
قد يكون سؤال من المهزوم ومن المنتصر في غزة سؤالا مباشرا للغاية.. لكن بالنسبة لمقالة الدبلوماسي الإسرائيلي دانييل ليفي في ذا نيشن فإن الجواب مباشر أيضا.. وهو إسرائيل تخسر هذه الحرب.
في هذه المقالة يقول ليفي: ‘عدد متزايد من المحللين الاستراتيجيين يحذرون من أن ‘إسرائيل’ قد تخسر هذه الحرب.. بعد حرب فيتنام قال هنري كيسنجر: ‘لقد خضنا حربا عسكرية.. خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي.. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا النفسي. إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر.‘
في المقابل.. إن مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد. في هذا السيناريو، تساعد حماس في انهيار السلطة الفلسطينية وابتعاد الدول العربية عن التطبيع، وبدء نقاش أميركي حول ‘إسرائيل’، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الحزبي الذي تتمتع به.
أما بالنسبة للفشل الإسرائيلي فيقول ليفي.. كان فشل ‘إسرائيل’ في توقع 7 أكتوبر بمثابة فشل سياسي في فهم عواقب نظام القمع العنيف.. قد تقتل ‘إسرائيل’ ألفا من رجال حماس يوميا دون أن تحل شيئا..هذا المنطق يطبق الآن على الدمار الذي يلحق بغزة. إن العنف الهيكلي الطاحن الذي توقعت ‘إسرائيل’ أن يعاني منه الفلسطينيون يعني أن الأمن الإسرائيلي كان دائما وهميا.
في القسم الثاني من مقالة دانييل ليفي في ذا نيشن إشارة إلى مسألة انتصار المقاومة وهزيمة الاحتلال.
أكدت الأسابيع التي تلت السابع من أكتوبر أنه لا يمكن العودة إلى الوضع السابق.. كان هذا على الأرجح هدف هجوم حماس. عندما استأنفت ‘إسرائيل’ هجومها العسكري، كان واضحا أن حماس لم تهزم عسكريا. تدفقت القوات الإسرائيلية على غزة بخطة قتالية، ولكن لا توجد خطة حرب واضحة لغزة بعد غزوها. تتمتع ‘إسرائيل’ بقوة عسكرية كبيرة، لكنها ضعيفة سياسيا.
المقالة تضيف.. يحب الساسة ووسائل الإعلام الغربية أن يتخيلوا أن حماس عبارة عن كادر عدمي على غرار ‘داعش’ يحتجز المجتمع الفلسطيني كرهينة؛ حماس، في الواقع، حركة سياسية متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، ورد ‘إسرائيل’ يؤكد رسالة حماس هذه ومكانتها بين الفلسطينيين في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها.
وعليه.. سيكون من غير التاريخي المراهنة ضد حماس، عندما يتم إعادة النظر بجدية في الحل السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين.. ما سيأتي لاحقا ليس واضحا على الإطلاق، لكن هجوم حماس أعاد ضبط المنافسة السياسية.. وبينما تسير الأمور بعد أسابيع من الانتقام، لا يمكن القول إن ‘إسرائيل’ تنتصر.
حول المنتصر والمهزوم في حرب غزة رصدنا بعض التعليقات على منصة إكس.. في التعليق الأول ‘أوسكار باموغاير’ كتب: ستخسر ‘إسرائيل’ الحرب في غزة نهاية المطاف، لأنه لا يمكنك عدم احترام العالم والفوز بالحرب.. ‘إسرائيل’ هي أميركا، لكن أميركا لم تحترم العالم، وهي الآن تخسر كل حروبها: العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان واليمن وأوكرانيا..ونهاية المطاف في غزة.
‘دين ألان’ أشار إلى دلالة هزيمة الإسرائيلي. اليأس هو أم المعلومات المضللة. لو كان الإسرائيليون ينتصرون في الحرب، لما كانوا يضيعون الوقت في تركيب مقاطع فيديو مزيفة لجعل حماس تبدو سيئة. كانوا سيظهرون وهم يسيرون في أنفاق حماس
الكاتب والمفكر الاميركي ‘أيان بريمر’ نشر صورة لعلم الاحتلال في ساحة في قطاع غزة وعلق عليها: ومن غير الواضح ما الذي تحاول ‘إسرائيل’ تحقيقه من خلال زرع الأعلام في غزة.
التعليق الأخير للكاتب والمفكر العماني ‘علي بن مسعود المعشني’ ونقرأ فيه. أكثر من ستين يوم من الطوفان، لاتهجير، لا قضاء على المقاومة، لااغتيالات لقادة المقاومة، لانزع لسلاح المقاومة ولا استنزافه.. في المقابل حصاد البط على الأرض للجنود الصهاينة، ودك للمستوطنات وعاصمة الكيان بالصواريخ يوميا.. فصائل المقاومة حققت معادلة الردع وتساوي الوجع معا.
حول دلالات النصر والهزيمة في حرب غزة، ولماذا يعتبر كيان الاحتلال أقرب بكثير إلى الهزيمة الاستراتيجية، وعلى المدى الطويل.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-12-14 09:12:15
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي