تبث الحاويات مواقعها عبر أجهزة إرسال واستقبال ساتلية، تعرف بـ”أنظمة تحديد الهوية الآلية (AIS). ومن خلال إشارة عبر أنظمة AIS، يمكن التقاط موقع أي سفينة ومسارها. يقول رانسلم إن مواقع إلكترونية مثل MarineTraffic توفر بيانات متعلقة بأنظمة AIS، ولكن يمكن الحصول عليها أيضاً عن طريق هوائي استقبال وجهاز استقبال منزلي.
ومن ثم فإن السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر تتواصل مباشرة مع الحوثيين عبر أنظمة AIS. إذ تستخدم هذه السفن الأنظمة المذكورة لإرسال إشارة بأنها تسافر وعلى متنها طاقم صيني أو تركي؛ كي تثني الحوثيين عن مهاجمتها. وتقول سفن أخرى إنها ليس لديها صلة بإسرائيل، أملاً في تجنب استهدافها.
صحيحٌ أن بيانات أنظمة AIS تمثل نقطة البداية بالنسبة للحوثيين، لكن المواقع المجانية التي على شاكلة Marine Traffic لا تتيح التتبع عبر الأقمار الصناعية، وهو ما سيحتاج الحوثيون إليه لاستهداف الحاويات بنجاعة، وذلك حسبما قالت ميشيل ويزه بوكمان، المحللة البارزة في مجال الشحن لدى شركة Lloyd’s List Intelligence خلال حديثها مع موقع Middle East Eye.
فضلاً عن إمداد الحوثيين بالصواريخ الباليستية المتطورة ومكونات صواريخ كروز، تقول الولايات المتحدة إن طهران تزوّد الحوثيين بمعلومات استخباراتية في الوقت الفعلي وخبراتها من أجل شن هجماتها.
لكن الطريقة التي من خلالها قد تجد إحدى السفن نفسها على قائمة الاستهدافات الخاصة بالحوثيين، لا تزال أمراً غامضاً ونقطة جدال داخل دوائر الدفاع.
قال مسؤول دفاعي غربي إنه حتى وكالات الاستخبارات الغربية غير متأكدة تماماً من هوية الشخص الذي يختار السفن المستهدفة. ويعتقد هذا المسؤول أن الحوثيين يجمعون معلوماتهم بأنفسهم حول الأهداف؛ عن طريق البيانات مفتوحة المصدر والرادار، لكن الإيرانيين “يضعون الضوابط على كل عملية”.
جدار الحماية
يملك الحوثيون تقليداً بحرياً يمتد منذ قرون ويمكنهم الاعتماد عليه، ويقول رانسلم إن شركته اكتشفت نماذج من الاقتراب المثير للشكوك من الحاويات عن طريق قوارب “الداو” الشراعية” وأوضح أنها “بعد ساعات قليلة، تتعرض نفس هذه الحاويات للهجوم”.
وأوضح: “إنها حالة نموذجية من الاستطلاع البصري على الطراز القديم”
يحاط مجال الشحن بالسرية؛ إذ إن البضائع التي تبحر في أعالي البحار تعد بطبيعتها من الأعمال التجارية العالمية. فربما يكون مُلَّاك سفينة ما ومشغلوها وعقود امتيازها، ينتمون إلى بلاد مختلفة. وفي غضون ذلك، قد يتغير مالك حاوية ما عدة مرات في عام واحد، وتكون هويته غامضة خلف طبقات من الشركات الوهمية.
ويقول الخبراء البحريون إنه بالإضافة إلى اسم السفينة، قد يرغب ضباط الحوثيين في مراتب القيادة في معرفة رقم تسجيل السفينة (IMO).
وهذه الأرقام السبعة تكون مميزة وتُكتب على الجزء الخارجي من الحاويات وتوفر أثراً ورقياً حول أنشطتها. ولكن حتى مع معرفة رقم تسجيل السفينة، يحتاج تعقب ملاك السفينة المستفيدين مستوى محدداً من المهارة.
في الغرب، يستخدم المحققون وشركات التأمين قواعد بيانات مثل قاعدة بيانات Lloyd’s List، التي تتطلب اشتراكاً مدفوعاً يبلغ آلاف الدولارات سنوياً.
لدى موقع Marine Traffic وقاعدة بيانات Lloyd’s list عملية تدقيق لمعرفة مستخدميها، ويصعب دخول هذه المواقع من اليمن وإيران. لكن الخبراء يقولون إن الاستخبارات الإيرانية واستخبارات الحوثيين، يستطيعون تجاوز ذلك بسهولة.
قالت ميشيل، من Lloyd’s List Intelligence: “إذا كان الحوثيون وإيران لديهم قدرة على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية من الأشخاص الذين لديهم خلفية تتعلق بالشحن التجاري، سيكون من السهل نسبياً تحديد الملاك المستفيدين بدون الاعتماد على المعلومات التي يجري الحصول عليها عن طريق الاشتراكات المدفوعة”.
قالت الولايات المتحدة إن الحوثيين يستهدفون السفن في البحر الأحمر بدون تمييز، لكن ديرك سيبلز، خبير الأمن البحري لدى شركة Risk Intelligence، وهي شركة تقييم مخاطر دنماركية، قال إن تلك كانت “حجة سياسية، غير مدعومة بالأدلة المتاحة”
وأوضح في حديثه مع موقع Middle East Eye: “تعرَّض الحوثيون لأضرار جانبية، لكنهم بشكل عام كانوا دقيقين بدرجة كبيرة”.
انهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-07 03:35:38
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي