هآرتس 8/1/2025، تسفي برئيل: نتنياهو لن ينهي الحرب، صفقة جزئية على الاقل ستنقذ بعض المخطوفين الاحياء
إن نشر قائمة المخطوفين الذين كما يبدو حماس مستعدة لاطلاق سراحهم في “الصفقة الانسانية”، اثار عاصفة كبيرة وانقسام مخيف حول موضوعين مهمين. الاول هو هل سنوافق على صفقة جزئية سيطلق فيها سراح 34 مخطوف، أم أننا سنصمم على صفقة كاملة يتم فيها تحرير جميع المخطوفين. الثاني يتعلق بالشرط الذي تضعه اسرائيل امام حماس، الذي بحسبه ستوافق على وقف قصير لاطلاق النار، اسبوع، من اجل أن تستطيع حماس فحص المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، فقط مقابل اطلاق سراح بعض المخطوفين كنوع من دفع “رسوم جدية”.
الحديث يدور عن امور وهمية، تثير الغليان لأنها تتقنع بكونها ادعاءات اخلاقية، لكنها تستند الى التضليل المتعمد الذي يضاف الى الخدع السابقة. الآن يمكن القول بأن من هو على قناعة بأنه سيتم اطلاق سراح المخطوفين فقط عن طريق المزيد من الضغط على حماس، المزيد من التسوية والدمار لبضع مئات من البيوت، وتجويع الـ 2.25 مليون شخص – فانه لم يشاهد ولم يسمع كيف يبدو القطاع الآن. وهكذا ايضا الذي ما زال يحلم بعملية عسكرية جريئة تؤدي الى تحريرهم. يجب التذكير بأن المخطوفين الذين قتلوا بسبب عمليات الجيش اكبر من عدد المخطوفين الذين تم تحريرهم بفضلها. تحرير جميع المخطوفين دفعة واحدة، الامر الذي يسمى في العادة صفقة “الجميع مقابل الجميع” – الصفقة التي تقتضي وقف الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع واطلاق سراح مئات، اذا لم يكن آلاف، المخربين الفلسطينيين – هي حقا صفقة احلام. ولكن الخطير هو أن هذا الخطر سيبقى. من يطالب بها يجب عليه ايضا أن يصدق بأنه يقف على رأس حكومة اسرائيل شخص نزيه وشجاع وحساس ويحب الناس، والذي حياة المخطوفين توجد على رأس سلم اولوياته. شخص يكون مستعد للتضحية حتى بمنصبه وبقاء حكومته من اجل اطلاق سراح المخطوفين المئة، الذين يبدو أن اكثر من نصفهم اصبحوا اموات.
الشخص الذي ما زال يعزو لنتنياهو هذه الصفقات يبدو أنه لم يعيش في اسرائيل في الـ 15 الاخيرة، ولا يعرف صفات الحاكم وتشكيلة حكومته التي تقول بأنه من الافضل فقدان 100 مخطوف على أن نحرر “الف سنوار”. “خطة نتنياهو” لا يمكن فتح المجال امام عقد صفقة كاملة، سواء الآن أو في أي وقت آخر.
الشرط الجديد لنتنياهو الذي بحسبه يطالب باطلاق سراح عدد من المخطوفين الاحياء مقابل اسبوع لوقف النار، الذي فيه حماس يمكن أن تعثر وتفحص المخطوفين الاحياء، يدل على الاسلوب وليس النية. هذا الشرط، كما نشر، هو العقبة الاخيرة امام عقد الصفقة. ولكن اذا كان يمكن استخدامه من اجل تعويق آخر للمفاوضات واختلاق ذريعة اخرى لجولة محادثات فلم لا. الوقت ذخر ثمين، ليس فقط بالنسبة للمخطوفين وعائلاتهم، بل ايضا للحكومة الى حين رؤية أنه ليس فقط من يد حماس تحرير المخطوفين، بل من يد حكومة اسرائيل ايضا، التي جعلتهم رهائن لضمان بقائها.
من يعارضون الصفقة الجزئية يخشون وبحق من أنه بعدها لن تكون أي صفقة، وعشرات المخطوفين سيبقون في يد حماس، كنوع من “بوليصة تأمين” لفترة لا نعرف مدتها. ولكن رفض الصفقة الجزئية بانتظار صفقة شاملة تعني أن المخطوف الحي يمكن أن يموت، سواء بسبب الوضع الصحي أو بسبب قتله على يد آسريه أو قتله بالخطأ بقصف الجيش الاسرائيلي.
الصفقة الجزئية على الاقل ستنقذ بعض المخطوفين الاحياء. ورفضها يحتاج الى الشرح لآبائهم وازواجهم واولادهم بأنهم سيموتون على مذبح وعد نتنياهو بتحقيق صفقة شاملة. ولكن للاسف الشديد هو لن يوافق على دفع ثمنها. لذلك، الجميع سيستمرون في أن يكونوا مخطوفين ويموتون. وهو بالتأكيد لن يكون المذنب في أنهم صدقوه.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-08 19:20:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>