وكان هذا التحرك من الجانب الروسي “متوقعا تماما” لأن الكرملين ركز جهوده على تعزيز الدفاعات الجوية في شبه الجزيرة. خاصة بالنظر إلى الخسائر الأخيرة في أنظمة الدفاع الجوي التي دمرتها الهجمات الجوية الأوكرانية بصواريخ ATACMS الباليستية بعيدة المدى.
فخلال الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع، أبلغت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عن هجومين على مواقع صواريخ إس-300 وإس-400 الروسية في شبه جزيرة القرم، ليلة 10 و12 يونيو على التوالي. دمر الهجوم الأول محطة الرادار 48Ya6-K1 Podlet ومركز القيادة 5N63S مع رادار إضاءة الهدف 30N6، كما أشارت صور الأقمار الصناعية التي تم إصدارها بعد ذلك. ولا تزال نتائج الضربة الثانية قيد التوضيح.
إن ضربات ATACMS المنهجية والفعالة تجبر الروس على لعب ورقة رابحة أخرى في ترسانتهم، S-500 Prometheus. في أوائل عام 2024، بعد اختبار تم إجراؤه على نظام الدفاع الجوي هذا، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن نظام S-500 أكد القدرة على إسقاط الصواريخ الباليستية والتهديدات الفرط الصوتية. تُعزى هذه القدرة إلى الرادارات القوية، والكمبيوتر الباليستي القوي، والصواريخ الاعتراضية ذات القدرة العالية على المناورة.
هل نظام الاعتراض الباليستي 77N6-N/1 الخاص بهذا النظام قادر على تحييد الصواريخ الباليستية ATACMS؟
في جوهره، يعد صاروخ 77N6-N/1 نسخة محسنة من صاروخ 9M82 من نظام الدفاع الجوي S-300V، ويبلغ مداه المعلن 500-600 كيلومتر ويختلف من مصدر إلى آخر، على الرغم من أن الرقم الحقيقي قد يكون أقل.
وبغض النظر، فإن المشكلة الرئيسية هي عمل هذا الصاروخ: فالصاروخ 77N6-N/1 لا يتميز بقدرة الضرب للقتل التي تستخدمها الأسلحة المضادة للصواريخ مثل باتريوت، أو ثاد، أو سامب/تي. وبدلاً من ذلك، يعتمد الصاروخ الاعتراضي الروسي على الانفجار قرب الهدف على أمل أن تؤدي الشظايا إلى إتلاف الصاروخ الباليستي القادم بما يكفي لتفجيره.
من حيث القدرة، فهو يقارن مع عائلة صواريخ PAC-2 للباتريوت. في التسعينيات، كان يُعتقد أن الانفجار القريب يمكن أن يكون فعالاً بدرجة كافية ضد التهديدات الباليستية، ولكن تم الاعتراف في النهاية على أنه عديم الفائدة عمليًا ضد هذا النوع من الأهداف.
وهذا بدوره دفع الأمريكيين إلى تطوير وتنفيذ برنامج مكلف أدى إلى إنشاء ما يسمى بالصواريخ الاعتراضية الحركية، التي تتميز بالتكنولوجيا المعروفة بالعامية باسم “الضرب للقتل”، وإدخال صاروخ PAC-3. وقد أثبت هذا الاستثمار جدواه منذ أن أسقط الصاروخ الباليستي الروسي فرط الصوتي من طراز كينجال Kh-47 Kinzhal.
لكن مع ذلك، قد يصبح نظام S-500 Prometheus بمثابة تغيير في قواعد اللعبة من شأنه أن يحمي الدفاعات الجوية الروسية والمنشآت العسكرية الحيوية من تهديدات صواريخ ATACMS في شبه جزيرة القرم. وبالنظر إلى مكونات النظام وصواريخه المطورة، فقد يكون أكثر فعالية من أنظمة S-300/400 المنتشرة حاليًا هناك.
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-06-17 13:51:06