نظام التعليم الطالباني؛ يأس وقلق التلامذة من مستقبل غامض للتعليم في أفغانستان

شفقنا – بالتوازي مع إغلاق مدارس الفتيات، من الصف السادس فصاعدا في أفغانستان، تكون طالبان قد أربكت نظام التدريس والتعليم في مدارس البنين أيضا.

ونقل موقع “8 صبح” عن بعض التلامذة قولهم أن وزارة معارف طالبان وظفت في بعض المدارس، معلمين رجالا قليلي التجربة والخبرة في التعليم ليحلوا محل المعلمات

ويعرب بعض التلامذة عن قلقهم العميق من إلباس التعليم والتدريس، لباس التطرف والراديكالية، ما دفع بالبعض منهم للتخلي عن الدراسة والعمل في أعمال شاقة أو الهجرة ومغادرة الوطن.

ومع عودة طالبان إلى السلطة وتأسيس المدارس الدينية، تكون مؤسسة التعليم قد اتخذت طابعا متطرفا. وفضلا عن إغلاق مدارس الفتيات من الصف السادس فما فوق، تواجه مدارس البنين مشاكل عديدة. وتواصل لجنة مراجعة المدارس التي شكلتها مجموعة طالبان، تغيير محتوى المناهج الدراسية لتجعلها متطابقة مع إيديولوجيتها. وتسبب هذا الأمر في الوقت الحاضر بتراجع آمال التلامذة في مواصلة التعليم.

ويرى العديد من التلامذة والطلبة أن إحباطهم يعود بشكل رئيسي إلى أطلبة المؤسسات التعليمية.

ويقول ميلاد، التلميذ بالصف الحادي عشر في إحدى مدارس كابل: “ليس ثمة دراسة. وليس ثمة رغبة. لا المعلم يحرص على التدريس ولا التلميذ متشوق لتلقي التعليم. نمر بهذا الوضع لمدة عامين. وسابقا، كان معظم معلمينا من النساء، والان تم تعيين معلمين رجال لا خبرة لهم في التدرس. وازدادت وتيرة الدعاية الطالبانية الدينية. أحاول أنا مغادرة البلاد. الوضع مخيب للآمال جدا. لقد أقلع عدد من التلامذة في صفنا عن الدراسة.”

أما فريبرز نيكوئي، وهو تلميذ آخر، فيعرب عن قلقه من مستقبل التعليم في البلاد. ويؤكد أنه بات لا يؤمن بالتعليم تحت سلطة طالبان، لان البيئة التعليمية الحالية أصبحت طالبانية. وأضاف أن المدرسة كانت تتسم بالنظام والانضباط في السابق، لكنها أصبحت اليوم ذات “صبغة طالبانية” ما أدى إلى أن يستولى اليأس والإحباط على الجميع.

المعلمون: القيود أثرت سلبا على التلامذة

وبالتزامن مع ذلك، يذهب المعلمون إلى أن التلامذة الأفغان أصبحوا يواجهون صعوبات بالغة. ويقول عدد من هؤلاء المعلمين أن زيادة المناهج الدراسية الطالبانية ومناخ القمع الذي تفرضه هذه المجموعة، جعلهم ييأسون. كما أن التلامذة يبدون حرصا أقل مقارنة بالماضي، لمواصلة التعليم، وأن العديد منهم ممن يتمتعون بلياقة بدنية جيدة، دخلوا سوق العمل ويمارسون أعمالا صعبة.

وتقول لينا حيدري، وهي معلمة بغرب أفغانستان، أن اليأس من مستقبل غامض لأفغانستان، جعل التلامذة يفقدون الأمل بقيمة ومكانة التعليم. وتضيف أن التلامذة غير متفائلين بانهم سيكسبون مكانة وقيمة في المجتمع في ظل التعليم، وتؤكد أن المستقبل الغامض للتلميذات، تسبب أيضا بزوال الدافع والحرص لدى التلامذة الفتيان.

وأضافت أن المتاعب الاقتصادية وانخراط التلامذة في سوق العمالة وترك الدراسة والهجرة وكذلك تغيير التوقيت الدراسي من ثلاث نوبات إلى نوبتين وزيادة ساعات التدريس، وعدم البت في قضايا الدراسة والتعليم، تمثل تحديات أخرى يواجهها التلامذة الفتيان في الوقت الحاضر. وأوضحت أن العديد من الصفوف الدراسية، أنتزعت من المعلمات ووضعت بتصرف المعلمين الرجال.

وعن عدم توظيف المعلمين من أصحاب الخبرة تقول لينا حيدري أن توظيف واستقطاب المعلمين في النظام التعليمي الطالباني لا يتم على أساس الكفاءة والجدارة والتخصص الدراسي.

وتطرقت إلى بعض المشاكل الرئيسية للتعليم في أفغانستان بما فيها عدم الجهوزية الكاملة والتخصص في المنهج الدراسي وازدياد ساعات التدرس للمعلمين وزيادة عدد التلامذة في كل فصل دراسي (بما يفوق العدد المعياري) وافتقاد المعلم للخبرة في التدرس في المنهج الدراسي المعين، ونقص الكتب الدراسية وعدم اتنخاب أشخاص كفوئين في دوائر التعليم وعدم الاطلاع على القوانين الإدارية والتعليمية.

وقال أحمد (الاسم المستعار) لمعلم يدرّس في إحدى المدارس الأهلية بمدينة كابل، إن رغبة التلامذة بالدراسة قد تراجعت بشدة وأن المعلمين يعملون من أجل كسب الرزق الحلال. وأوضح أنه لا يمكن إقناع التلامذة لمواصلة الدراسة والاستعداد لخدمة البلاد؛ لانهم يعرفون أنه لا حاجة للتخصص في حكم طالبان.

وتابع هذا المعلم: “كل شيء غامض. مهما حاولنا ومهما منينا النفس بمستقبل واعد، فانه لا يلوح في الأفق مستقبل زاهر بسبب الظروف السائدة، بل المستقبل معتم. وهذه مدرسة خاصة تمر بهكذا وضع، فكيف بوضع المدارس الحكومية.”

ويعبر أحمد عن قلقه من أطلبة المعارف في أفغانستان ويضيف: تصوروا أن وفدا من وزارة المعارف يأتي لتدريس درس الكمبيوتر ويسأل الطلاب عن input  و output.
وأكد أحمد: إن الوضع محزن للغاية، إننا نعاني من قلق وتشويش أن نرى الناس لا سيما التلامذة يمرون بهكذا وضع.

وفي وقت سابق، أعرب المسؤولون السابقون لرئاسة المعارف بولاية بلخ عن قلقهم من أطلبة المعارف بهذه الولاية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين أن العوائل في بلخ قلقة من توحيد المناهج الدراسية في المدارس الدينية والمدارس العادية، في حين أعلن مكتب والي طالبان بولاية بلخ أنه يتم تشييد مدرسة دينية واحدة كل أسبوع.

يذكر أن طالبان وبالتوازي مع هذه الممارسات، أقالت عددا من المعلمات النساء في كابل ما يضيف إلى المشاكل والتحديات الحالية.

*شفقنا أفغانستان

انتهى

 

 

 

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-08 07:26:18
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version