وفي الواقع، يعود تاريخ تشكيل الأسطول البحري والقوة البحرية المنتظمة في روسيا إلى نهاية القرن الخامس عشر، عندما اقترحه بطرس الأكبر بحيث تم إطلاق أول سفينة حربية روسية في عام 1700. وبعد 17 عاما، أنشأت روسيا القيصرية مجلس الأميرالية، الذي كان مسؤولا عن رئاسة هذا الأسطول، وبعد قرن تقريبا، في عام 1802، تم إنشاء وزارة البحرية الروسية.
تضم روسيا اليوم خمسة أساطيل بحرية تشغيلية واستراتيجية: أسطول البلطيق، الذي نشأ نتيجة تشكيل البحرية الروسية في هذه المنطقة؛ أي أنه عندما أنشأ بطرس الأكبر، بسبب حروب الشمال، البحرية الروسية في ميناء حدودي بالقرب من بطرسبورغ، والذي يقع في خليج فنلندا، ولذلك يقام في هذا اليوم العرض السنوي للقوات البحرية الروسية في نهر نيفا في بطرسبرغ وينتهي إلى خليج فنلندا.
لكن روسيا لديها الآن أربع وحدات بحرية أخرى: الأسطول الشمالي، وأسطول المحيط الهادئ، وأسطول البحر الأسود، وأسطول بحر قزوين. ويقال إن البحرية الروسية لديها أكثر من 200 سفينة وزوارق سطحية، بما في ذلك حاملة الطائرات الثقيلة الأميرال كوزنتسوف، فضلا عن الطراد الصاروخي النووي بيوتر فيليكي، وبالطبع هناك 70 غواصة وعدة مئات من السفن المساعدة.
العقيدة البحرية الروسية
وتعود آخر عقيدة بحرية روسية إلى قبل عامين، في 31 يوليو 2022، وبتوقيعه على هذه الوثيقة، حدد الرئيس الروسي بوتين الاستراتيجية ووجهات النظر الرسمية بشأن السياسة البحرية الوطنية، والأنشطة البحرية، والمصالح الوطنية لروسيا في المحيط العالمي، والتهديدات البحرية الوطنية الأمن وتحديات الأمن القومي في المحيطات العالمية والتهديدات التي تواجه روسيا في المحيط العالمي والإمكانات البحرية لروسيا.
الفقرة السابعة من الجزء الثاني من هذه الوثيقة، تنص بوضوح على أن تطوير الأنشطة والإمكانات البحرية هو أحد الشروط المحددة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة للاتحاد الروسي في القرن الحادي والعشرين، وفي الفقرة التالية تؤكد على أن المصالح الوطنية لروسيا باعتبارها قوة بحرية عظمى تمتد في جميع أنحاء محيط العالم وبحر قزوين.
وجاء في الجزء الثالث من هذه الوثيقة أن المصالح الوطنية للاتحاد الروسي في المحيط العالمي تحدد الأهداف والمبادئ الاستراتيجية للسياسة البحرية الوطنية. وتؤكد الفقرة 32 من هذا القسم، والتي تتناول مبادئ السياسة البحرية الوطنية الروسية، على الاستجابة المناسبة وفي الوقت المناسب للتحديات والتهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي للاتحاد الروسي، وهو مزيج فعال من التدابير المدنية والعسكرية، وأولوية الأساليب السياسية والدبلوماسية والقانونية والاقتصادية والاستخباراتية وغيرها من الأساليب والوسائل المدنية لضمان وحماية المصالح الوطنية للاتحاد الروسي في المحيط العالمي.
والأمر الواضح هو أن العقيدة الروسية الجديدة، التي وقعها فلاديمير بوتين قبل عامين في يوم البحرية في العام الأول من الصراع في أوكرانيا، تختلف بشكل كبير عن النسخة السابقة في عام 2015. يبدو العالم الموصوف فيه أكثر إثارة للقلق وأكثر خطورة، وقد زادت احتمالات الصراع بشكل كبير.
يبدو أن تحديث العقيدة البحرية الروسية قد طال انتظاره بسبب عدد من التغييرات المهمة في الوضع الإقليمي والدولي، بما في ذلك سير العمليات في سوريا (القاعدة البحرية الروسية في طرطوس) والتوقيع على الاتفاقية القانونية حول وضع بحر قزوين. والآن أضافت روسيا بحر آزوف بالكامل إلى مياهها الإقليمية من خلال دمج منطقتي دونيتسك وزابوريجيا ووصلت إلى شواطئ البحر الأسود بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم في منطقة خيرسون. ولعله ليس من غير المستغرب أن روسيا قد زادت بشكل كبير عدد مصالحها الوطنية في المحيط العالمي من ثمانية إلى 14.
وكانت سفن من الصين والهند والجزائر حاضرة في عرض يوم البحرية الروسية، والنقش الذي تم تثبيته على السفينة الحربية الصينية له معنى بالنظر إلى التوترات بين روسيا والغرب في أوكرانيا وزيادة التوترات بين الصين والولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: “الصداقة بين الصين وروسيا تزداد قوة يوما بعد يوم”. وتوقف بوتين، الذي كان يشاهد العرض على متن قارب مع وزير الدفاع وقائد البحرية الروسية، عند أسفل هذا النقش لينال الاحترام العسكري من البحارة الصينيين.
المصدر: صحيفة شرق
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
النهاية
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-07-31 23:28:42
الكاتب:Shafaqna1
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي